سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ عبد الله بن زايد الشخصية الإعلامية في جوائز الشارقة للاتصال الحكومي وزيرة السعادة بالإمارات: القيم التي يتم بثها إعلاميا تؤثر إيجابيا في المواطنين
اختتمت أمس اعمال الدورة السادسة للمنتدي الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة والتي شهدت اعلان وتكريم الفائزين بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي, وتم اختيار الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالامارات الشخصية الإعلامية المؤثرة في الاتصال الحكومي علي مستوي المنطقة. وخلال تكريم الفائزين أطلق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام كتاب أفضل الممارسات في الاتصال الحكومي الذي يتضمن تجارب مهمة في تطوير علوم الاتصال الأكاديمي, ويشكل مرجعية معرفية للأفراد والمؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع الدول العربية, وأكد دور الجائزة في تعزيز تنافسية قطاع الاتصال الحكومي, مشيدا بالمشاركات المتقدمة للجائزة التي تعكس الإبداع والمسئولية والعمل الجاد. وكانت اعمال اليوم الثاني والأخير للمنتدي قد شهدت انعقاد جلسة عامة تحدثت خلالها عهود الرومي وزيرة الدولة للسعادة بالامارات, عن دور الإعلام في نشر الإيجابية والسعادة في المجتمع, مؤكدة أهمية الإعلام ودوره المؤثر في تشكيل وعي المجتمعات وتوجهاتها وقيمها. وأوضحت أنه في الفترة الأخيرة بدأت الدراسات والأبحاث تركز بشكل كبير علي الآثار الإيجابية للإعلام, بعدما كانت موجهة بشكل أساسي لدراسة الأثر السلبي للإعلام. وأشارت إلي دراسة علمية تم فيها اختيار مجموعة من الأشخاص شاهدوا ثلاث دقائق من الأخبار الإيجابية التي تركز علي الحلول قبل الساعة العاشرة صباحا في حين مجموعة أخري شاهدت ثلاث دقائق من الأخبار السلبية وكانت نتائج الدراسة أظهرت أن الأخبار الإيجابية في الصباح لها تأثير كبير علي المزاج لأن الأشخاص الذين شاهدوا ثلاث دقائق فقط من الأخبار الإيجابية ارتفع احتمال أن يصفوا يومهم بأنه سعيد أكثر بنسبة88 بالمئة مقارنة بالذين شاهدوا أخبارا سلبية وهذا التأثير استمر لحوالي ثماني ساعات من مشاهدة المحتوي. واكدت أن القيم التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام تؤثر إيجابيا في الناس, مشيرة إلي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي علي المستخدمين, وتوجيههم أحيانا في اتجاه معين, لكن المستخدم في النهاية هو اللي يقرر ويختار, وأضافت طريقة عرض الأخبار إما تصيبنا بالشلل أو تحفزنا علي إيجاد الحلول, وإن المحتوي الإيجابي يبني قيما إيجابية في المجتمع ويصنع طريقة تفكير, ولا بد من أن نبحث عن قصص النجاح والقصص الإيجابية في مجتمعنا ونبرزها, لخلق نماذج جميلة تشكل قدوة وتبعث الأمل وتخلق الطموح في نفوس الشباب. من جانبه ألقي طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كلمة أشار فيها إلي إن حجم التحديات الذي تواجه مسيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يحتاج إلي تجنيد كل الإمكانيات, وفي مقدمتها الاتصال التنموي الذي لم يكن مفعلا بما يكفي, مشددا سعادته علي أن الاتصال التنموي يعني إيجاد وعي اجتماعي ومؤسساتي ورسمي بما يجب علي كل فئة أن تقوم به ليكون موعد تنفيذ هذه الأهداف عام2030 مناسبة للاحتفاء بإنجازها وليس موعدا لتأجيلها. وأكد أن الاتصال يمثل أساس التنسيق والتعاون الدولي وأداة لصياغة الوعي وتوجيهه, وطريق الشراكات الاجتماعية, وأنه القوة الثقافية التي لا يمكن لأي قوة أخري أن تحل محلها في تحقيق الأهداف السامية للعالم, وأضاف عند الحديث عن الأهداف السامية, فليس هناك ما هو أسمي من الرسالة الإنسانية التي يجب أن تطغي في لغتنا واتصالنا ورسائلنا علي كل النزعات الأخري. وفي كلمته قال هورست كوهلر رئيس ألمانيا الأسبق2010-2004 والمدير العام السابق لصندوق النقد الدولي2000-2004, إن انعقاد المنتدي الدولي للاتصال الحكومي يأتي في وقت تتنامي فيه الضغوط والتحديات والنزاعات في عالم تسوده الفوضي مع ظهور أزمة اللاجئين والمآسي وأعمال العنف في الشرق الأوسط والكوارث البيئية المتزايدة في مختلف أنحاء العالم, بالإضافة إلي تنامي الشعبوية في بعض أقدم الديمقراطيات في العالم. وأضاف قائلا: كلنا علي اطلاع بهذه القضايا لكننا في الحقيقة لسنا واثقين بالسبل الكفيلة للخروج من هذه الأزمات, ويبدو أن العالم يسير في الاتجاه الخاطئ, ومع ذلك لا بد لنا من التفكير بشكل جدي في كيفية مواجهة التحديات التي تهدد مستقبل البشرية علي المدي الطويل, ولعلنا بحاجة إلي تذكير أنفسنا بالمسار الصعب الذي يواجهنا جميعا من دون استثناء لنتمكن من استلهام الحلول وبناء جسور التعاون بيننا برغم كل الاختلافات. وأشار كوهلر إلي التغير المناخي الذي يؤثر علي حياة ملايين البشر ويهدد حياة الشعوب التي لم يكن لها أدني دور في التسبب به مثل قبائل البدو الرحل وسكان جزر المحيط الهادئ أو المزارعين في جبال الأنديز, وقال: لا يمكن أن نطالب بتأخير تأثيرات التغير المناخي فقط لمجرد أننا فشلنا في تحمل مسئولياتنا ولم نفلح في إيجاد الحلول له, وإن سياسة شراء الوقت الرائجة في العمل السياسي لا تنفع علي الإطلاق في مواجهة الاحتباس الحراري. وأضاف: هناك أكثر من مليار طفل يعيشون في فقر مدقع وملايين الأطفال يعانون من سوء التغذية ومحرومين من التعليم و780 مليون شخص محرومون من المياه النظيفة, من هنا يجب السعي إلي تحفيز النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة التي تحتاج إلي المستشفيات والمدارس والطرق والخدمات وهذه الحلول تتطلب تغييرا في سلوكياتنا وثقافتنا, إنني علي قناعة بأن الذين يستطيعون الاستجابة لمتطلبات المسئولية المتبادلة والمشتركة من أجل إحداث التغيير المطلوب هم القادرون وحدهم علي ضمان مستقبل أفضل للبشرية. واعتبر الرئيس الألماني الأسبق أن أي تغيير لا يمكن أن يحدث إلا إذا تعاونت الحكومات ورواد الأعمال والمجتمعات, مؤكدا أن ملايين الناس حول العالم سيكونون علي المسار الصحيح إذا استمروا في صياغة حلول تنموية مستدامة تستجيب لمتطلبات الألفية الجديدة التي ترتكز علي حق كل إنسان في العيش بكرامة وشرب مياه نظيفة وتناول غذاء صحي. وأشار كوهلر إلي أهمية المنتدي الدولي للاتصال الحكومي وما يطرحه من موضوعات عالمية, مؤكدا أنه علي الرغم من امتلاك ألمانيا استراتيجية خاصة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة, إلا أن هناك نقصا يتمثل في كيفية تواصل الحكومة مع الجمهور بشأن الأهداف والاستراتيجية.