قرر وزير الثقافة د.عماد أبو غازي إعادة تقديم العرض المسرحي الحركي دعاء الكروان.. إعداد رشا عبدالمنعم عن رواية طه حسين وإخراج كريمة بدير إنتاج الفرقة القومية للعروض التراثية. وذلك ردا علي انتقادات رئيس البيت الفني للمسرح السيد محمد علي للعرض الذي قال إنه يتضمن مشاهد غير لائقة, تجمع بين شاب وفتاة. وقالت رشا عبدالمنعم: إنها توجهت إلي وزير الثقافة بعد أن علمت بالتصريحات التي أدلي بها رئيس البيت الفني للمسرح في مؤتمر صحفي أثارت غضب الكثير من الفنانين لما فيها من تقييد للإبداع وتشويه للعرض, وأكد لها الوزير أنه لا يقبل أن يدار المسرح المصري بهذه العقلية, وطلب منها الاستعداد لإعادة تقديم العرض مرة أخري علي خشبة مسرح الغد في أقرب وقت. وكان السيد محمد علي قد وجه الاتهامات لبعض العروض المسرحية منها دعاء الكروان.. بأن بها مشاهد غير لائقة, مؤكدا أنه لا يقبل ابدا أن يقدم علي خشبة المسرح في عهده عرض مثل كلام في سري.. الذي قدمته من قبل فرقة قصر ثقافة الأنفوشي من اخراج ريهام عبدالرازق, وحصل علي عدد من الجوائز ومنها أفضل عمل جماعي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لأنه عرض إباحي وموضوعه يتناول أفكارا يرفضها المجتمع المصري وتتسم بالجرأة الشديدة, بينما حصل علي الاهتمام بسبب اعجاب وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني به. وقال: إن المسرح في رأيه لابد أن يخدم المجتمع بشكل عام, وأنه يسعي لتقديم مسرح للأسرة, وبما أن رب الأسرة لا يقبل أن تشاهد زوجته وابنته مشاهد من هذا النوع, فلابد من الحفاظ علي الآداب العامة عن طريق الرقابة, وإلا فمن يدري ما يمكن أن يقدمه مسرح القطاع الخاص في هذه الحالة, الذي كان يقدم في ظلها عروضا مثل يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت.. التي أخرجها حسن الإمام.. في الثمانينيات وتبدأ بمشاهد للفتيات بالبكيني. وأكد: أنه لا يعتبر هذا رقابة علي الفكر, وأن أغلب المصريين متدينون بطبيعتهم سواء المسلمون أو المسيحيون, ومن لديه فكر التحرر فهذا فكره الخاص, قائلا أنا كمسئول أريد التوجه للأسرة المصرية ونقل ميدان التحرير للمجتمع, والذي اتسم بحالة من الاحترام بين الجميع بدون تحرشات أو فتيات يرتدين ملابس خليعة. واحتد رئيس البيت الفني علي الناقد الشاب محسن المرغني الذي عارضه في عدة نقاط وقال: إن المسرح يحتاج لمساحة من التحرر ولا يجب أن تفرض عليه قيود بهذا الشكل لأن الحق في النهاية يعود للمجتمع الواعي لنبذ الفاسد واختيار ما هو صالح, فالجمهور يفرض آلياته والحق الأول في الاختيار له, إلا أن السيد محمد علي رد بأن المسرح من وجهة نظره هو نتاج لفكر المجتمع وعاداته وتقاليده مؤكدا أنه يرفض تماما تقديم الفكر الغربي الأوروبي واليوناني في مصر قائلا: أنا عندي مسرح مصري ذو أصول مصرية ورسالتي الجامعية في المسرح المصري. وقد شهد المؤتمر الصحفي حضورا صحفيا ضعيفا جدا, بينما انسحب عدد منهم أيضا خلال المؤتمر اعتراضا علي تصريحاته, وترددت الكثير من الأنباء عن أن أفكار السيد محمد علي المخالفة تماما لوزير الثقافة عماد أبو غازي تسببت في خلافات بينهما, ربما تؤدي إلي استقالته في القريب العاجل. ولكن السيد محمد علي تدارك الموقف عن طريق إدارة الإعلام الخاصة بهيئة المسرح بنشر بيان أكد فيه دعمه الكامل وغير المشروط لحرية الإبداع والتفكير مشددا علي أن تلك الحرية هي القضية الكبري لكل كاتب ومبدع. وأشار السيد: إلي أن مسرح الدولة الذي كان مرآة لنهضة مصر الثقافية في الستينيات, ظل يحمل شعلة التنوير حتي في أحلك اللحظات التي مر بها الوطن سيظل في موقعه المتقدم, مدافعا عن الحريات.. حرية التفكير والتعبير, ومنفتحا علي كافة التيارات الفكرية, ولاعبا اساسيا في مرحلة إعادة بناء مصر بعد الثورة, مؤكدا أنه لا يمكن أن يمارس القمع الفكري طالما أنه في موقعه رئيسا للبيت الفني للمسرح.