في الوقت الذي تعاني فيه الدولة من ضعف الحركة السياحية ونضوب موارد العملة الصعبة نجد أنها غنية بالمصادر الطبيعية غير المستغلة والتي لو توافرت لأي دولة لاستغلتها أفضل استغلال ولكانت وسيلة لزيادة الجذب السياحي من كل دول العالم. ومحافظة جنوبسيناء من المحافظات التي تمتلك مصادر عديدة للسياحة العلاجية أهمها حمام موسي بطور سيناء والذي له أهمية تاريخية ودينية وطبية والذي يقول المؤرخون إنه الماء النابع من أسفل الجبل بالجانب الغربي من الطور وينسب لنبي الله موسي بعد ما جاوز بنو إسرائيل مع نبي الله موسي البحر قاصدين بلاد الشام ودخلوا البرية عند سيناء في الشهر الثالث من خروجهم من مصر وكان خروجهم في أول السنة التي شرعت لهم وكان أول فصل الربيع ونزلوا حول طور سيناء ومكثوا ثلاثة أيام لا يجدون ماء ثم وجدوا ماء نابعا من الجبل شديد المرارة فلم يستطيعوا شربه فدعا موسي ربه فأمره الله بأن يضرب الماء بعصاه فحلا الماء وشرب منه نبي الله واغتسل منه ودعا الله أن يكون هذا الماء شفاء وعلاجا للناس وبركة.. وخر موسي للرب ساجدا.. كما علمه الله هناك فرائض وسنن ووصاه وصايا كثيرة ولذا سمي الماء بحمام موسي وسمي الجبل جبل موسي. اهتمت وزارة الصحة بملف السياحة العلاجية عام1995 في عهد الدكتور علي عبد الفتاح المخزنجي وزير الصحة في ذلك الوقت والذي كان أستاذا للأمراض الجلدية بكلية طب قصر العيني وفعلا أجرت الوزارة تجربة مصغرة لعلاج مرض الصدفية تحت إشراف الدكتور محمد مجدي النجار, رئيس قسم الأمراض الجلدية بمديرية الصحة بجنوبسيناء, في ذلك الوقت وكانت نتيجة التجربة نسبة عامة للشفاء بلغت62.5% وهي نسبة ممتازة ولكن الدكتور النجار كتب تقريرا بعدة ملاحظات لاستكمال التجربة وهي أن فترة التجربة غير كافية حيث كانت15 يوما فقط وأيضا عدد الحالات غير كاف للحكم علي النتائج ولابد من زيادة عدد المرضي إلي16 مريضا علي الأقل بدلا من8 مرضي في التجربة التي تمت كما طالب بتوفير وسيلة مواصلات لنقل المرضي من وإلي أماكن العلاج وبرغم نجاح التجارب الأولية إلا أن التجربة توقفت بسبب التغيير الوزاري وكأن النجاح مرتبط بالأشخاص فقط. وعن هذه التجربة يقول د. محمد النجار استشاري الأمراض الجلدية: مياه حمام موسي الكبريتية والغنية بالمعادن والتي تبلغ درجة حرارتها37 درجة مئوية صيفا وشتاء تساعد علي علاج الأمراض الجلدية وبعض الأمراض الروماتيزمية وقد نجحت التجربة المصغرة التي أجرتها وزارة الصحة عام1995 رغم ضعف الإمكانات وقلة عدد المرضي وقصر المدة وكان يجب التوسع فيها ولكنها توقفت بسبب تغيير وزير الصحة الذي تبني التجربة كوزير صحة وكأستاذ أمراض جلدية بكلية الطب.. مشيرا إلي أن اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء تبني ملف السياحة العلاجية وهو أول محافظ يعيد فتح هذا الملف ويقرر عقد مؤتمر عالمي موسع للسياحة العلاجية في شرم الشيخ خلال الفترة المقبلة لتفعيل السياحة العلاجية وإخراج كنز السياحة العلاجية المدفون في رمال سيناء. من ناحيته أكد اللواء محمود عيسي سكرتير عام محافظة جنوبسيناء لالأهرام المسائي أننا نقف مع المستثمرين ولسنا سيفا مصلتا علي رقابهم وخاصة الجادين منهم.. والمحافظة وفي إطار القوانين واللوائح المنظمة للعلاقة التعاقدية بينها وبين المستثمرين ليس لديها مانع من العمل علي حل مشكلاتهم بشرط التزام المستثمر بتنفيذ المشروع في المدة الزمنية المطلوبة وإثبات الجدية.. والمحافظة ليس لديها مانع من توفيق أوضاعه بعد الرجوع إلي هيئة قضايا الدولة وذلك طبقا للمادة8 من ق75 لعام1963 م في شأن تنظيم هيئة قضايا الدولة.