نجحت الحكومة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب المناهضة للتبادل الحر والتي تتعامل بحذر مع ملف تبدل المناخ, في الهيمنة علي اجتماع مجموعة العشرين في ألمانيا بحيث لم يتطرق في بيانه الختامي إلي موضوعي الحمائية واتفاق باريس المناخي. واختصر وزير المال ميشال سابان في مؤتمر صحفي الموقف بقوله خلاف بين بلد واحد وكل الدول الأخري. علي صعيد التجارة العالمية, اكتفي وزراء مال المجموعة الذين اجتمعوا أمس في بادن بادن بغرب ألمانيا بالقول نعمل علي تعزيز مساهمة التجارة في اقتصاداتنا, وذلك بعد مفاوضات شاقة. وبذلك, غاب التنديد التقليدي بالحمائية الذي واظبت مجموعة العشرين علي التعبير عنه في البيان الذي جاء في خمس صفحات. وقالت مصادر عدة ان الولاياتالمتحدة اعترضت علي الأمر في ضوء مواقف ترامب المناهضة للتبادل الحر. كذلك, لم يتضمن البيان أي إشارة إلي اتفاق باريس حول التبادل المناخي بعد بضعة ايام من عرض الإدارة الأمريكية مشروع موازنة يقلص التمويل المخصص للتصدي للاحتباس الحراري, الأمر الذي يتقاطع مع مواقف ترامب علي هذا الصعيد. ورأي وزير الخزانة الأمريكي الجديد ستيفن منوتشين أن الصيغة التي اعتمدت في البيانات السابقة للمجموعة تنديدا بالحمائية لم تكن ملائمة. وقال سابان آسف لعدم توصل مباحثاتنا اليوم الي توافق مرض حول هاتين الأولويتين الأساسيتين في عالم اليوم واللتين تأمل فرنسا بان تواصل مجموعة العشرين العمل عليهما في شكل حازم ومن خلال التنسيق. لكنه أكد أن عدم الإشارة إلي الموضوعين لا يعكس تراجعا او تقصيرا من جانب المجموعة. وأضاف ليس هناك أي تراجع في موقف مجموعة العشرين, موضحا أن الصيغة التي تم اختيارها بالنسبة إلي التجارة العالمية تعني أننا غير متفقين مع الولاياتالمتحدة. بدورها, حرصت ألمانيا التي تترأس مجموعة العشرين هذا العام وبذلت جهدا كبيرا لتجنب أي انقسام علني بين أعضائها علي الإقلال من أهمية هذا التراجع.