بعد مرور فترتي رئاسة الرئيس الأمريكي السابق الديمقراطي باراك أوباما علي مدار8 سنوات متتالية وانتخاب الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب, اكتشف الأمريكيون انهم مروا بشيء مستحيل الحدوث وهو انتخاب اول رئيس اسود يقود امريكا ثم يتبعه علي الفور اول رئيس ابيض كان مرشح الغالبية للجمهوريين منذ الانتخابات التمهيدية, وهو ما سيبحث فيه المؤرخون لعشرات السنين كيف حدث هذا التعاقب الفوري؟ ويقول الكاتب بول ستار في مقال بمجلة التوقعات الأمريكية, ان اوباما عندما كان يريد فرض سياسات قمعية علي الشعب الامريكي مثل تعذيب السجناء او منع المهاجرين علي اساس ديني او رفض دخول اللاجئين, كان يقول لهم ليس المهم من نحن, أما شعار ترامب في حملته الانتخابية كان أمريكا أولا وأن هذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن القادة السياسيين في أمريكا لا يضعون بالأساس الولاياتالمتحدة هدفا أوليا بالنسبة لهم. أضاف الكاتب أن الأمريكيين لا يصدقون أن الحرية في بلدهم محجوزة للمحظوظين وأن السعادة للقليل منهم, لأنهم يدركون كيف يعيشون حياتهم عندما يفقدون بعض الوظائف أو في حالات المرض المفاجيء أو عندما يأتي إعصار مفاجيء ويدمر منازلهم. الوضع السياسي الامريكي بالداخل أصبح بالفعل حديث الكتاب والمحللين في الآونة الأخيرة, فقد استخدم أوباما سابقا العقيدة الأمريكية لاستفزاز المحافظين في مناقشاته بأنهم غير أمريكيين, وهذا علي لسان كريستوفر سكاليا, ابن قاضي المحكمة الأمريكية العليا السابق, والذي كتب أنه عندما ينتقد أوباما مواقف المحافظين بقوله ليس مهما من نحن46 مرة في أحاديثه, فإنه يتهمهم بأنهم ليسوا أمريكيين. يأتي دور السياسة الخارجية الأمريكية والتي اعتمدت منذ عشرات السنين علي أن هناك عدوا واحدا لواشنطن وهو الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا, وهو ما يثير حفيظة الامريكيين حاليا من تسرب انباء ودلائل علاقة ترامب بروسيا. فقد اشار الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس في صحيفة لوس أنجلوس تايمز, إلي أن ترامب مسئول عن فضيحة كاملة الأركان يواجهها الشعب الامريكي بعد حالات إنكار كاذبة أو مضللة, تعقبها كشوفات إعلامية, تعقبها محاولات لتوضيح الإنكارات تليها تغريدات غاضبة من الرئيس يلقي فيها باللائمة علي الإعلام والديمقراطيين والقائمين علي التسريبات. وقال ان المسئول عن تطور أحداث قصة ترامب روسيا هو الرئيس ترامب نفسه, وان البداية كانت مع ترامب الذي تباهي في عام2013 بأنه كان مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, ولكنه الآن يزعم أنه لم يربطه أي اتصال بموسكو علي الإطلاق أو علي الأقل أنه لم يجراتصالا هاتفيا إلي روسيا منذ عشر سنوات ثم بعد ذلك, يأتي مايكل فلين, مستشار ترامب الأول للأمن القومي, والذي ناقش عقوبات الولاياتالمتحدة مع السفير الروسي, ثم بعد ذلك أنكر الأمر; ولو كان فلين قد كذب علي الرأي العام لاستمر في وظيفته, ولكنه كذب علي نائب الرئيس مايك بنس فعوقب بالفصل من الوظيفة, ليأتي وزير العدل جيف سيشنز في الاسبوع الماضي ويقول أمام لجنة الشيوخ انه لم يجرأي اتصالات مع روسيا. واستدل مكمانوس هوس ترامب بروسيا لدرجة بانه هاجم أجهزة استخباراته ودافع عن بوتين, ولذلك يتساءل الكاتب.. هل كانت كل تلك الاتصالات مع روسيا عبارة عن محادثات بريئة حول السياسة الخارجية, أم أنها دليل تواطؤ؟ وأضاف الكاتب إن معظم الرؤساء لا يتعثرون في فضيحة كاملة الأركان ريثما يبلغون فترة رئاستهم الثانية, لكن ترامب دخل البيت الأبيض بفضيحة جاهزة بالفعل.