عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بقصر الاتحادية أمس مباحثات قمة تركزت علي مناقشة تطورات الاوضاع في المنطقة ودعم الاصلاح الاقتصادي المصري وتعزيز التعاون في مكافحة الارهاب. وقد وجهت المستشارة ميركل الدعوة للرئيس السيسي للمشاركة في القمة المصغرة التي ستستضيفها برلين خلال شهر يونيو القادم حول التنمية في إفريقيا بحضور قادة عدد من الدول الافريقية, وذلك لمناقشة جهود التنمية فيها وسبل معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية واللجوء من جذورها. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس رحب بالمستشارة الألمانية في بداية المباحثات مشيدا بما يشهده التعاون بين البلدين من تطور في مختلف المجالات, لا سيما علي الصعيد الاقتصادي. وأكد الرئيس, أن ألمانيا تمثل أحد أهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي, معربا عن تقديره الشخصية الألمانية وأداء الشركات الألمانية العاملة في مصر. وأفاد المتحدث بان الرئيس استعرض مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر, حيث لفت إلي حرص مصر علي بذل أقصي الجهود لتحقيق التوازن بين صون الحقوق والحريات وبين حفظ الأمن والاستقرار, مؤكدا أن دفع عملية التنمية وتحقيق التقدم الاقتصادي يدعمان جهود الارتقاء بحقوق الإنسان. كما تناول الرئيس أهم التحديات التي تواجه تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم, مؤكدا أن الظروف الإقليمية الراهنة تفرض علي البلدين تحديات مشتركة وتنعكس تداعياتها علي أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا بأكملها, وهو ما يستلزم تعزيز التشاور والتنسيق المكثف بين البلدين حولها. وأضاف المتحدث الرئاسي أن المستشارة أعربت عن سعادتها بزيارة مصر, مشيرة إلي أنها الزيارة الأولي لها للقاهرة منذ عام.2007 وقد أشادت بخطوات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها مصر والاتفاق الذي توصلت إليه مع صندوق النقد الدولي, مؤكدة دعم بلادها هذا الاتفاق وجهود مصر في تحقيق التنمية الاقتصادية. ورحبت المستشارة الألمانية بالتعاون الاقتصادي المتزايد بين البلدين وحجم التبادل التجاري الذي تجاوز5 مليار يورو العام الماضي, منوهة بحرص الشركات الألمانية علي زيادة استثماراتها وتعزيز تواجدها بمصر, لاسيما في ضوء المشروعات الكبيرة التي تنفذها بعض هذه الشركات في مصر بالفعل. كما أكدت ميركل علي دور مصر المحوري بالشرق الأوسط, معربة عن تقديرها ما تبذله مصر من جهود في سبيل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة, ولا سيما في ليبيا, فضلا عما تبذله مصر من جهود من أجل التعامل مع تداعيات هذه الأزمات عليها, خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وضبط وتأمين الحدود البرية والبحرية, مشيرة إلي استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذه المجالات.