لم تكن قد تجاوزت السادسة عشرة من عمرها عندما خطت اولي خطواتها علي طريق العمل الإعلامي.. هبة الأباصيري التي رآها الجمهور لأول مرة علي الشاشة الصغيرة ضمن البعثة الإعلامية لقناة ايه.ار.تي تنقل علي الهواء مباشرة فعاليات مهرجان كان انتقلت بعد سنوات من النجاح إلي قناة العربية لكن الجمهور المصري لم يعرفها إلا من خلال الفضائيات المصرية ليكتشف مولد نجمة جديدة في سماء الإعلام من خلال تقديمها لعدة برامج ناجحة علي رأسها: مذيعة من جهة أمنية وكش ملك واخيرا360 درجة الذي يعرض حاليا والذي تقول عنه: فكرنا طويلا اثناء اختيار اسم البرنامج وفي النهاية تم الاستقرار علي360 درجة والذي يعني كما هو معروف النظرة الشمولية علي جميع الاتجاهات وليس كما يعتقد البعض خطأ التحول الكامل الذي من المفروض ان يطلق عليه180 درجة.. ونحن نعني ان برنامجنا سيلقي نظرة شاملة علي جميع الشخصيات من جميع الاتجاهات وانه سيكون مفتوحا لكل التيارات والافكار والاراء. * إلي اي درجة تتدخلين في اختيار ضيوف البرنامج؟ لا اسميه تدخلا ولكني اقوم باقتراح عدد من الاسماء كما يقوم فريق العمل ورئيس تحرير البرنامج باقتراح البعض الاخر وتتم المناقشة لاختيار الضيوف. * ألا ترين ان هذا من اختصاص رئيس التحرير وحده؟! هذا صحيح.. بل انني مقتنعة بان مقدم البرنامج الجيد مثل الممثل الجيد يستطيع ان يحاور اي شخصية مهما كانت درجة قبوله لها لكن في نفس الوقت انا لا استطيع استضافة شخص اشعر انه مفروض علي لذا فمن حقي المشاركة بالرأي ويكون كل شيء بالاتفاق. * ما المعايير التي تحكم هذا الاختيار؟ لاتوجد معايير سوي ان تكون الشخصية مناسبة للتوقيت والاحداث الراهنة التي تفرض نفسها علي كل الساحات بما فيها الساحة الإعلامية.. هذا هو المعيار الوحيد فنحن لانضع دوائر حمراء حول اي شخصية. * ما اصعب شخصية قمت باستضافتها في360 درجة؟ السياسيون المخضرمون الذين استضفتهم كانوا يحتاجون مني إلي جهد اكبر في التحضير والمذاكرة قبل الحلقة وذلك لانهم قد اعتادوا علي الحوار مع كبار السياسيين والاعلاميين وانا احب دائما ان اكون مالية مركزي فيما عدا ذلك فانه لايوجد هناك شخصية سهلة او شخصية صعبة فانا اذكر مثلا ان الحوار مع المحاور مفيد فوزي كان لطيفا جدا وقد اسعدتني جدا وسطية الاستاذ مفيد فوزي في ارائه حول النظام السابق فلا هو كان مهاجما لدرجة الاساءة ولا هو كان مطبطبا زيادة علي اللزوم, وهذا شيء نادر في هذه الايام. * لكن البعض يتهمك بانك تميلين في برنامجك للاتجاه الأول.. ما رأيك؟ هذا غير صحيح علي الاطلاق فانا اتحري الحيادية التامة في البرنامج واترك الفرصة الكاملة لكل ضيف ان يعبر عن رأيه بكل حرية ودون تدخل مني واتعمد إلا اعلن عن رأيي لان مهمتي كمقدمة للبرنامج هي ان اساعد المشاهد علي ان يتعرف علي رأي الضيف وليس رأيي انا.. واعتقد انني قد نجحت في ذلك بدليل ان الناس يسألونني حتي الآن هل انا مع ام ضد. * اذا كان ليس من حقك الاعلان عن رأيك من خلال برنامجك.. فمن حقك ان تعلنيه من خلال حوارنا.. ما هو رأيك؟ رأيي ان الفساد موجود في العالم كله وسيظل موجودا إلي يوم الدين لكنه زاد في مصر في الفترة الأخيرة إلي درجة ان اصبح الكثيرون لايجدون قوت يومهم واصبح من حق المصريين ان يعيشوا حياة افضل فقامت الثورة التي اراد لها الله النجاح فسبب لذلك الاسباب ولولا ارادة الله ما نجحت.. ومع ذلك فانا ضد الشماتة في النظام السابق او الاساءة إليه أو التشويه بكل صوره ومادام لدينا قضاء عادل نثق في حكمه وكلمته فلماذا لانتركه يقوم بعمله وننشغل نحن بالعمل والمستقبل؟ * الا تخشين ان يضعك رأيك هذا في القوائم السوداء؟ القوائم السوداء والبيضاء كلام فارغ يدل علي اننا مازلنا نتخبط واننا في مرحلة الحضانة الديمقراطية!! فالناس اصبحوا يخشون من اعلان آرائهم حتي لاتتهم بالتخوين او أن يحسبوا علي فريق ما وانا من هؤلاء الناس اذ انني لا انكر انني اصبحت افضل تأجيل اعلان رأيي في اي شيء خوفا من هجوم قد لا أتحمله في هذه المرحلة. * تأجيل إلي متي؟ ربما ستة اشهر!! لانني اعتقد ان وضع القوائم والتخبط الذي نعيشه هو نتيجة فراغ يعيشه الناس حاليا بمجرد ان ينشغل الناس بمسألة الانتاج والعمل الجاد سينسون هذه القوائم السخيفة وسنعتاد علي تقبل جميع الاراء. * لكن علي الاقل تستطيعين ان تقولي لنا الآن كيف اثرت الثورة عليك مهنيا وشخصيا! علي المستوي المهني لم أتأثر كثيرا لانني والحمد لله لم اقدم قبلها برنامجا يهتف للنظام ولم اقدم بعدها برنامجا يسب النظام.. ربما يكون التأثير الوحيد هو ان ضيوفي اصبحوا يتحدثون بحرية أكبر اما انا فطول عمري اقول ما اريد قوله.. اما علي المستوي الشخصي فقد اصبحت أكثر تفاؤلا بالمستقبل. * نعود إلي العمل.. لماذا توقف برنامجك كش ملك؟ لا اعرف!! وهذا التوقف مازال يمثل لغزا كبيرا بالنسبة لي فبالرغم من نجاح البرنامج فوجئت بتوقفه دون اسباب سواء معلنة أو مستترة ولم ابلغ من القناة باية تعليمات بشأنه حتي الآن وقد اثار هذا استغرابي الشديد لكنني لم احزن لانني لم اقصر في اي شيء * الم تعتبري هذا مؤشرا علي عدم رضا المحطة عنك؟ طبعا لا.. لانني قدمت برنامجا جديدا علي نفس المحطة وانا علاقتي طيبة جدا بكل المسئولين فيها ونحن الآن بصدد فكرة جديدة لتقديمها في رمضان المقبل ان شاء الله علي نفس الشاشة. * مارد فعلك علي انضمام الاعلامي معتز الدمرداش إلي المحطة التي تعملين بها؟ سعيدة جدا.. لانني احترم معتز وأحب مدرسته الاعلامية واعتبر وجوده في اي مكان اضافة لهذا المكان. * وماذا عن التنافس؟ البعض يحب ان يكون النجم الاوحد او ان يعمل بلا منافسة.. لكنني لست من هؤلاء فانا افضل الدخول إلي غرفة مليئة بالناس علي ان ادخل إلي غرفة مليئة بالمرايا فلا اشاهد سوي نفسي كما افضل ان اكون موجودة في مكان مليء بالناجحين علي ان اكون الناجحة الوحيدة. * من من الإعلاميين تضعينه دائما أمام عينيك؟ من الغرب احب لاري كينج واحاول ان اتعلم منه الحيادية الكاملة مع الضيوف.. فهو يبهرني جدا لانه بالرغم من حياديته الشديدة فانه يستطيع ان يضع رأيه دون ان يشعر المشاهد بذلك اما في مصر فتعجبني ثقافة يسري فودة كما يعجبني نطقه للغة العربية.. اما صفاء أبوالسعود فانا اعتبرها علامة فارقة في حياتي لانها هي التي قدمتني للاعلام وراهنت علي بالرغم من عمري وقتها الذي لم يكن يتجاوز السادسة عشرة. * هل صحيح ان علاقة قرابة تربطك بها؟؟ هذه شائعات ترددت كثيرا وهي غير صحيحة..والحقيقة انني قابلتها بالمصادفة من خلال اصدقاء مشتركين ولم يكن يخطر ببالي العمل بالاعلام لكنها هي التي طرحت الفكرة واصرت عليها واقنعت والدي بها بعدما تعهدت له برعايتي وبالفعل قد أوفت بما عاهدت حيث قدمتني وتبنتني اعلاميا حتي وصلت لما وصلت إليه. * هل انت راضية عما حققتيه حتي الآن؟ انا مؤمنة بالمثل الانجليزي الذي يقول: ببطء لكن بثقة.. واعتقد ان خطواتي علي الساحة الاعلامية هي خطوات واثقة لكني مازالت في بداية الطريق. * هل تحلمين بتقديم برنامج توك شو؟ احلم بتقديم برنامج ناجح بغض النظر عن حجمه او اسمه.. والبرنامج الناجح في رأيي هو الذي يستطيع جذب المشاهد والحفاظ عليه. * وبماذا تحلمين لمصر؟ احلم لمصر بثلاثة اشياء فقط.. تعليم جيد وتأمين صحي مرتفع ودخل كريم لكل مواطن.