تحتفل مصر اليوم الأربعاء بعيد الشرطة الخامس والستين الذي شهد ملحمة دونها التاريخ بحروف من ذهب في25 يناير عام1952 بالإسماعيلية عندما رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء ديوان عام المحافظة لقوات الاحتلال الإنجليزية لتدور معركة حامية الوطيس أسفرت عن سقوط50 شهيدا وإصابة80 آخرين بعد أن نفذت ذخيرتهم ورفضوا الاستسلام للعدو ليكونوا حديث العالم آنذاك بصمودهم وبسالتهم. يقول محمود بديوي المؤرخ الإسماعيلاوي الذي شهد ملحمة أبطال الشرطة وسجلها بعدسة كاميرته دون غيره من مصوري الصحف ووكالات الأنباء العالمية إن القوات البريطانية كانت تسيطر علي منطقة القناة وفق معاهدة1936 دون أي شبر آخر بمصر وقتها لجأ الفدائيون لتنفيذ هجمات ضد الجيش الإنجليزي المحتل وكبدوه خسائر بشرية ومادية فادحة بالتنسيق مع رجال الشرطة المصريين. ويضيف أن قوات الاحتلال الإنجليزي فطنت لما يدور حولها واتخذت قرارا في حينها بترحيل سكان حي الأفرنج بالإسماعيلية لمناطق أخري حتي يعيشوا مع عائلاتهم في سلام وأمن بعيدا عن العمليات الفدائية ضدهم لكن هذا لم يحد من الهجمات الشرسة ضد البريطانيين ليصدر قائدهم قرارا بخروج أفراد الشرطة من ديوان عام المحافظة فجر25 يناير1952 وضرورة تسليم أسلحتهم وحذروهم بمهاجمة المبني في حالة عدم الاستجابة لتعليماته خلال خمس دقائق. ويشير المؤرخ الإسماعيلاوي إلي أن القوات البريطانية أطلقت قذيفة دبابة دمرت بها غرفة الاتصال بمبني ديوان عام محافظة الإسماعيلية واستشهد عاملها لتبدأ معركة قوية والتي شهدت بدايتها إصابة العشرات من رجال الشرطة واستشهاد آخرين وقتها ظهر اليوزباشي مصطفي رفعت قائد قوة بلوكات النظام الموجودة في هذا المكان وتحدث مع إكس هام الضابط الإنجليزي وطالبه ضرورة حضور سيارات الإسعاف لإخراج المصابين لكنه رفض مما دفع اليوزباشي رفعت لاستكمال معركة الشرف والكرامة مع جنوده التي لم يغب عنها دعم ومساندة أبناء الإسماعيلية الشرفاء الذين كانوا يتسللون إليهم ليوفروا الغذاء والذخيرة والسلاح رغم حصار دبابات الإحتلال الإنجليزي لهم. ويؤكد أنه مع استمرار الاشتباكات بدأت ذخيرة الشرطة المصرية في النفاذ لكنهم رفضوا الاستسلام وقرأوا جميعا فاتحة الكتاب والشهادتين بما فيهم اليوزباشي عبد المسيح وخطط مصطفي رفعت الخروج خفية من مبني ديوان عام محافظة الإسماعيلية لاستهداف إكس هام الضابط الإنجليزي لفك الحصار عنهم وتوجه لتنفيذ العملية وفوجئ بضابط أخر أعلي من إكس هام يقدم له التحية العسكرية فما كان منه مبادلته بمثلها وتبين أنه الجنرال ماتيوس قائد قوات الإحتلال البريطاني في الإسماعيلية.