أكد السيد حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب السابق والنائب بالبرلمان منذ عام1979 وحتي عام2010 أن ثورة25 يناير وضع مصر علي الطريق الصحيح موجها التحية لشهداء الثورة. وطالب في حوار مع الاهرام المسائي بعدم الخوف من الإخوان المسلمين لأنهم يلاشكلون أكثر من20% من الشارع علي أقصي تقدير, مشيرا إلي أن الخوف من السلفيين. وقال إن الثورة ستجعل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة حرة ونزيهة ولن يحدث بها أي تزوير واتهم الطحان الأحزاب السياسية القائمة بأنها هي أساس الإفساد السياسي الحزبي في مصر مؤكدا ضرورة أن تغير هذه الأحزاب من أدائها في الشارع السياسي بعد أن تهرأت وتفسخت.. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تتصور مستقبل مصر في المرحلة القادمة؟ ** في تقديري أن ما حدث هو اللبنة الأولي من مرحلة التحول الذي نرجوه وأتمني أن نسير في الطريق الصحيح من خلال اجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية ثم عمل جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد ويمكن أن تحدث تعديلات جديدة سواء في مدة الرئاسة أو الشروط الخاصة بالترشيح للانتخابات الرئاسية وكذلك تغيير نسبة ال50% الخاصة بالعمال والفلاحين * ما هو تصورك للخريطة البرلمانية لمجلس الشعب المقبل؟ ** في ظل هذه العجلة والوقت غير كاف لوجود تنظيمات حزبية قوية لها أرضية فالاقدر علي الحركة سيكون له نصيب أكبر في الشارع والبرلمان وأنا أتصور أن الأسس التي يتم الاختيار عليها تغيرت في الشارع المصري وعلي سبيل المثال الكثير من النواب السابقين للحزب الوطني يقومون بالدعاية من الآن في دوائرهم ناسين أو متناسين أن الناس أصبح لديهم مفهوم مختلف في تحديد من يختارون بمعني أن المرشح سيخضع لكثير من المناقشات اذا كانت الانتخابات ستتم طبقا للنظام الفردي والان هيئة الناخبين لن تقبل إلا اجابات حاسمة والعصبيات والقبليات سيكون لها تأثير ضعيف... ولن يستطع أي مرشح أن يحسم أمره بالتزوير والذي كان يحدث في الماضي لن يحدث مرة أخري والناس مشي طايقة أسماء كثيرة والكثير من البرلمانيين السابقين فرصتهم أصبحت ضعيفة ومتدنية بل معدومة في احتكار مقاعد البرلمان. * هل ستخوض الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب؟ ** إذا لم تتم هذه الانتخابات بنظام القوائم النسبية فلن أخوضها لأنك ستجد في أي دائرة خاصة في القري والنجوع والعزب أكثر من150 مرشحا يخوضون الانتخابات ويتنافسون علي مقعد واحد ويدخل الجميع في مطاحنة باعتباري طحان * لماذا تؤيد إجراء الانتخابات بنظام القوائم النسبية؟ ** حتي يتم الابتعاد عن المغالاة لكثير من الناخبين في طلباتهم للمرشح دون النظر للمصالح القومية للبلاد لأنه مثلا في دائرة تجد هناك أكثر من50 عمودية ومن300 عزبة وهناك مصالح قومية كبري وتجد أحد الناخبين يقوم بحملة ضد أحد المرشحين ويقوم بحملة ضدك لأنك لم تكن لديك القدرة في الحصول علي فرصة عمل لأحد أبنائه أما نظام القوائم النسبية فتسموا فيه المصالح القومية علي المصالح الشخصية والقائمة من المؤكد أنها ستأتي بنواب محترمين ومجلس شعب محترم وقوي. * من وجهة نظرك ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في أي مرشح للانتخابات البرلمانية؟ ** أولا شرط حسن السمعة ولن نرجع الي تحريات أمن الدولة كما كان يحدث في الماضي اضافة الي قدرة المرشح علي الأداء والتعبير عن إرادة الناخبين والنيابة عن الشعب واجب وطني أيضا من الشروط المهمة التي يجب أن تتوافر في أي مرشح صدقه مع نفسه ومع الآخرين. * هل أنت مع قانون تجريم المظاهرات والإضرابات؟ ** طالما كان هذا القانون مؤقتا فانا معه وأؤيده وطبقا لما نراه فإن عملية المطالبات الفئوية خطر شديد علي مصر ولا يمكن أن نتخيل وجود15 شخصا يتجمهرون ويطالبون بعزل رئيس شركة ولا يمكن أن نتخيل أن هناك بعض الأشخاص قاموا باضراب في إحدي الشركات وهددوا باشعال النيران في الشركة اذا لم يتم تعيين المؤقتين ماذا حدث للمصريين؟ فهذا أمر صعب وفيه خطورة كبيرة علي الاقتصاد المصري واذا كانت هناك وقائع فساد محددة ومدعمة بالمستندات لدي أي شخص عليه أن يتقدم ببلاغ الي النائب العام. * ما رأيك في مشروع قانون الأحزاب السياسية الجديد؟ ** أنا موافق علي إنشاء الأحزاب بالاخطار وبنسبة100% ومع الشروط التي جاءت في مشروع القانون خاصة الحصول علي توقيع من5000 شخص لانشاء أي حزب سياسي لضمان الجدية وأنا أيضا مع الغاء الدعم المقدم للاحزاب والذي كان يتم من خلال الموازنة العامة للدولة والذي أدي إلي وجود أحزاب عائلية وهذه الأحزاب هي أساس الافساد السياسي الحزبي. * ما رأيك في الأحزاب السياسية الموجودة حاليا علي الساحة؟ ** بصراحة كل الأحزاب الموجودة حاليا لابد أن تغير من أدائها في الشارع السياسي لانها تهرأت وتفسخت ويمكن لبعض هذه الأحزاب أن تخرج من جديد للحياة السياسية ولو باسماء جديدة لانها أصبحت أحزابا غير مقبولة في الشارع. وكما قلت وأكرر أتمني وجود أحزاب كبيرة وقوية في مصر في ظل قانون الأحزاب الجديد الذي قرر إنشاء الاحزاب بمجرد الاخطار. * هل ما تم من خطوات يتفق مع أهداف ثورة25 يناير؟ ** أولا تحية تقدير لشهداء هذه الثورة العظيمة ولجميع الشباب المصري الواعد الذي قاد هذه الثورة ولكن الأهداف النهائية لأي ثورة لا يمكن أن نقول انها تحققت بمجرد قيام الثورة فنحن مازلنا في بداية طريق سيؤدي الي تحقيق الكثير من الأهداف ونحن مع جميع مطالب ثورة25 يناير ومن منا ينكر أننا في حاجة الي حرية لتحقيق العدالة الاجتماعية وأن يكون المواطن المصري أثمن شئ في مصر ونحن مع مبدأ الفصل بين السلطات ومع الديمقراطية الحقيقية التي تمارس علي ارض الواقع وليس مع الديمقراطية الصورية التي كانت في الماضي وهي مجرد كلام ولا صلة لها بالواقع. ونحن مع محاربة جميع صور ومظاهر الفساد والمحسوبية ومحاكمة من ارتكبوها ولكن يجب أن نعترف بأننا في مرحلة انتقالية ونحتاج إلي المزيد من الوقت حتي نحقق جميع مطالب ثورة25 يناير وهي مطالب مشروعة وواقعية وتجعل من مصر أفضل دولة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. * ما رأيك في أداء حكومة تسيير الأعمال؟ ** في الواقع الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء رجل عملي وعلمي ويبذل جهدا كبيرا وحكومته تحاول قدر استطاعتها القيام بمهامها لتخطي هذه المرحلة الصعبة في تاريخ مصر ولكن دعني أتحدث بكل صراحة ووضوح لأقول: إن هناك الكثير من المشكلات والمعوقات التي تعترض مسيرة عمل هذه الحكومة وفي مقدمتها كثرة المطالب الفئوية التي تؤدي بشكل مباشر إلي انخفاض كبير في معدل الأداء والانتاج مما يؤثر سلبيا علي مسيرة الاقتصاد المصري وعلي الرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها الدكتور عصام شرف وحكومته فإنه لا يملك الحرية الكافية في كثير من الأمور لأنه يرجع إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة وهذا المجلس أيضا يقوم بجهود جبارة من أجل الوصول بمصر إلي بر الأمان والجميع يثق في قواتنا المسلحة. * هل تتوقع أن تكون هناك دولة مؤسسات حقيقية في مصر؟ ** إذا لم تكن في مصر دولة مؤسسات حقيقية أو الفصل بين السلطات يتحقق علي أرض الواقع وأن تكون السيادة للشعب وأن يتم ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية, وتحقيق جميع مطالب هذه الثورة العظيمة ويتم القضاء علي أي مظاهر للفساد والانحراف المالي والإداري في مصر فإن ثورة25 يناير سوف تتكرر لأن هذه الثورة ليست ثورة الجياع ولكنها ثورة قائمة علي العلم والمعرفة والإدراك والذي يملك المعرفة سيكون قادرا علي تحقيق مطالبه وسيكون قادرا دائما علي أن يروج لمعرفته وفرض إرادته القائمة علي العلم والمعرفة ويكفي شباب ثورة25 يناير وكل من شارك في هذه الثورة شرفا أن العالم كله بمختلف دوله المتقدمة والنامية انبهر بهذه الثورة البيضاء الرائعة لأننا لو قلنا ثورة جياع لكانت هناك مطالب بزيادة في المرتبات والدعم ولكن نحن أمام أدمغة شباب واعد لمصر كانت لديه القدرة والكفاءة في تحريك المجتمع كله بجميع مؤسساته وانتماءاته السياسية. ** أنا لم أفقد التفاؤل في يوم من الأيام حتي في ظل المهازل والممارسات السياسية والمهازل السلبية التي كانت قبل ثورة25 يناير وهذه المهازل هي التي أدت بنا إلي ما نحن فيه ولقد عارضت كثيرا ولم أفقد تفاؤلي علي الاطلاق لأن الشيء الطبيعي أن يتجه الانسان إلي الطريق الصحيح والفطرة هي الصح وهي التي تجعلنا نتجه إلي الله. * كيف تنظر إلي بعض التيارات الدينية ومشاركتها في الحياة السياسية؟ ** قانون الأحزاب يرفض قيام أي حزب علي أساس ديني وكذلك الدستور المصري يرفض ذلك وممارسة السياسة علي أساس ديني لها أبعاد كثيرة ولم نسلم أمورنا لأناس يعتقدون أنهم محصنون من الله وهذه العملية خطيرة والإخوان المسلمون لن يتخط حجمهم في الشارع بنسبة20% وهناك ممارسات اجتماعية أدت إلي زيادة هذا الفصيل ولكن ممارسة السياسة علي أساس ديني سيجد رفضا في الشارع السياسي ولن يستطيع الإخوان السيطرة علي مقاعد البرلمان وما يستطيعون أن يقدموه للصالح العام علي رأسي وعيني وأنا لست قلقا منهم ولكن أقلق من بعض السلفيين فمنهم من قال غزوة الصناديق ومنهم من أفتي بقطع أذن أحد المواطنين وهذا ليس في الدين أو الشرع وعندما يصبح النظام رخوا تظهر أشياء غريبة في المجتمع. * من تؤيد فيمن أعلنوا ترشيحهم للانتخابات الرئاسية حتي الآن؟ ** لم أجد أي واحد منهم يستحق أن اؤيده حتي الآن وعندما تظهر شخصيات أكفأ منهم واكثر منهم صدقا سأعلن من أؤيده وربما تحدث مفاجآت في الشخصيات التي سترشح نفسها للانتخابات الرئاسية, وأي مرشح لابد أن تكون لديه القدرة علي اقتناع الرأي العام وبصدقه ووطنيته وأن يكون المرشح مؤمنا بالمبادئ المنشأة للدولة الديمقراطية وشخصيته قوية ولا يعتمد علي شللية معينة من المحيطين به.