في ركن منعزل بالمنزل وبعيدا عن أعين جلاده جلس الطفل ذو السنوات الأربع يبكي ويصرخ وحده يشكو إلي الله ضعفه وقلة حيلته وهوانه علي من ملك أمره. مهموم مكسور الخاطر بعد أن ذبلت ملامحه وتبدلت بحيث أصبحت لا تحمل براءة الطفولة الجميلة التي تختفي وتتلاشي أمامها الأحزان,وذلك لهول ما يلاقيه من صنوف العذاب علي يد وحش كاسر قلبه لا يعرف الرحمة ولا الشفقة بفلذة كبده الضعيف الذي لا حول له ولا قوة. اعتاد العاطل الاعتداء علي طفله بوحشية بالضرب والتعذيب يوميا عقب هروب زوجته والدة الطفل بسبب فقره المدقع وضيق ذات اليد, وحظها العاثر الذي أوقعها في قبضة مدمن مخدرات اعتاد علي الجلوس في المنزل دون ان يكلف نفسه عناء للبحث عن فرصة عمل وعندما تطلب منه الخروج للبحث عن عمل ينهال عليها بالضرب حتي تركت طفلهما عمر وهربت من جحيم المتهم ورفضت العودة وأصرت علي الطلاق.. وبعد عدة شهور تزوج المتهم واعتاد ضرب طفله أمام زوجته الجديدة وتعذيبه انتقاما من والدته التي رفضت العودة إليه. وفي يوم الجريمة تجرد المتهم من مشاعر الابوة والإنسانية وانهال ضربا علي طفله وظل يعذبه وقام بإطفاء السجائر في جسده وكيه بالنار حتي راح في غيبوبة ولفظ أنفاسه الأخيرة.. الأب القاتل اخذ يفكر في وسيلة للتخلص من الجثة, وبعد تفكير عميق توصل إلي أن أفضل طريقة أن يخبر رجال المباحث بان سيارة دهست ابنه أثناء لهوه في الشارع أمام منزله. وانتقل المتهم إلي ديوان مركز شرطة أوسيم وطلب مقابلة المقدم أمثل حرحش رئيس المباحث وقص عليه الواقعة وحاول إقناع رئيس المباحث بان سيارة دهست طفلة أثناء لهوه وقام رئيس المباحث بمناقشة المتهم الذي كان يتمتع بحذر شديد وببرودة أعصاب مما أثار ريبة رئيس المباحث في أمر المتهم حتي أوقعه وجعله يعترف بارتكاب الجريمة ونجح رجال المباحث في التوصل إلي شهود للجريمة. وكان اللواء هشام العراقي مساعد الوزير لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من العميد أيوب ابورجيلة مأمور مركز أوسيم بورود بلاغ من عاطل يدعي أ.ن25 سنة وابلغ بوفاة نجله الطفل عمر4 سنوات إثر اصطدام إحدي السيارات به وفرت هاربة. علي الفور تم وضع خطة بحث عاجلة بقيادة اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة للمباحث لكشف غموض الجريمة وضبط مرتكبها وتبين من فحص اللواء رضا العمدة مدير المباحث والعميد أيمن الحمزاوي مفتش مباحث الشمال ومناظرة جثة الطفل انه لم يتعرض لحادث سيارة وأنه توجد شبهة جنائية وقام الرائد مصطفي عبدالله والنقيبان ياسر عبد العال وعبد الرحمن الصيرفي معاونو المباحث بالقبض علي والد الطفل واصطحابه إلي ديوان المركز وفي أثناء قيام المقدم أمثل حرحش رئيس المباحث بمناقشة والد الطفل حضر لديوان المركز حداد36 سنة عم الطفل وربة منزل27 سنة عمة الطفل ووالدة الطفل وابلغوا أنهم اشتبهوا في وفاة الطفل جنائيا واتهموا والده بالتعدي عليه بالضرب والتسبب في وفاته وأضافوا أنه دائم الاعتداء عليه بالضرب يوميا. بإعادة وتطوير مناقشة والد الطفل أمام رجال المباحث اعترف بارتكابه الجريمة وتعديه علي نجله بالضرب وإحداث الإصابات التي أودت بحياته معللا ذلك لعدم استجابة الطفل لتوجيهاته وأنه يتسبب في إزعاج زوجته الجديدة, وقال المتهم انه ضرب ابنه حتي فوجئ به يسقط علي الأرض والدماء تسيل منه ولفظ أنفاسه الأخيرة وحاول إسعافه لكنه فشل. تم تحرير المحضر اللازم وإحالته للنيابة فأمر المستشار محمد هاني رئيس نيابة مركز أوسيم بحبسه علي ذمة التحقيقات وأمر بدفن الجثة بعد تشريحها.