مع تزايد عدد البرامج الساخرة أو الكوميدية وحرص معظم القنوات الفضائية أن يكون لها برنامج أو أكثر من هذه النوعية, كان يجب طرح تساؤل حول ما إذا كان هذا التزايد يأتي في ظل التراجع علي مشاهدة برامج التوك شو أو الجادة التي يدور محتواها حول السياسة الأزمات الاجتماعية, لتدخل البرامج الساخرة في منافسة مع برامج التوك شو في المحتوي رغم كونها ترفيهية إلا أنها تتعرض أيضا إلي الأوضاع الاجتماعية والسياسية لكن بشكل مختلف بحس ساخر يجذب شريحة كبيرة من الجمهور, ويري عدد من أساتذة الإعلام أن البرامج الساخرة رغم تزايدها إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن برامج التوك شو, لانها ألوان مختلفة وكلا منهما له جمهوره الذي ينتظره, لأن كل منهما يبحث عن ما يجذبه في البرنامج الذي يتابعه, لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن المشكلة لا تكمن في نوع البرنامج لكن في المحتوي المقدم, ففي البرامج الساخرة من يحترم المشاهد وعقليته وانه برنامج أسري ومنها برامج أخري تقدم محتوي به خدش للحياء لذلك الحل هو الالتزام بالقواعد المهنية بأي نوع برامجي. وقالت الإعلامية د.درية شرف الدين وزير الإعلام السابق إن البرامج الكوميدية بلا شك تزايدت في الفترة الأخيرة لكنها ليست بديلا عن البرامج السياسية, كما يوجد في تلك البرامج الجيد والغير جيد, فهناك برنامج كوميدي يحترم الأسرة المصرية مثل البلاتوه, وبرامج أخري خادشة للحياء ومليئة بالألفاظ الخارجة والسخرية علي البلد بشكل لا يليق حتي لتناول المشكلات في المجتمع. وأضافت أن برامج التوك شو الجادة لها جمهورها الخاص ولا أظن أن هذا الجمهور سيكون ميال لمشاهدة البرامج الكوميدية إلا من الجانب الترفيهي لكنه سيكون حريصا علي مشاهدة برنامجه الجاد, خاصة أن كل برنامج له شكل مختلف فبرامج التوك شو لون اعلامي وبرامج الكوميديا شكل أخر. وأوضح الإعلامي إبراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار الأسبق أن البرامج الساخرة هي شكل من أشكال العمل البرامجي وليست بديلا عن التوك شو, رغم أنها في تزايد, لكن منها برامج تلقي نوع من الاستهجان بالنسبة للمشاهد لما تقدمه من محتوي يمكن أن يحتوي علي ألفاظ أو إيحاءات لذلك أري أن الالتزام بالقواعد المهنية أهم شرط لتحقيق الوصول للإعلام الموضوعي أيا كانت شكل البرنامج الذي يقدمه ساخر أو سياسي أو أجتماعي. وحول حرص القنوات الفضائية علي عمل برامج ساخرة قال الصياد إن ذلك يحدث نظرا لأن الإعلام أصبح وسيلة تتدخل فيها الشركات والوكالات الإعلانية وهي ظاهرة سلبية وليست إيجابية علي الإطلاق لانها تتدخل في المحتوي البرامجي الذي يقدم علي الشاشة, لكونها توجه المحتوي لخدمة الوكالة وأغراضها للحصول علي أكبر قدر ممكن من المنفعة حتي لو كان المحتوي الذي يقدم خارج عن المألوف وخارج قواعد المهنة. ومن جانبه قال د.سامي الشريف الأستاذ بكلية الإعلام والرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون إن الفترة التي مرت بعد الثورة فقدت برامج التوك شو مصداقيتها عند الجمهور عندما شعر المشاهدون أن مقدمي البرامج يتاجرون بقضاياهم ويلعبون علي كل الانظمة لكي يحققوا أرباحا وينتقلوا من قناة لقناة لمن يدفع أكثر من هنا تراجعت برامج التوك شو, ونتيجة لفقد مصداقية مقدميها والتكرار في القضايا التي سببت الكثير من المشكلات السياسية لمصر وتقديم بعض الفقرات التي تضايق النظام والقيادة السياسية, فشعر رجال الاعمال اصحاب هذه القنوات انهم لا يستطيعون السير ضد التيار فبحثوا عن وسائل أخري للاستمرار كانت هناك بدائل من بينها ادخال فقرات فنية في برامج التوك شو أو فقرات للطبخ وأخري لتفسير الاحلام ليستمر البرنامج دون مشكلات وتحقيق جزء من الارباح والبديل اخر كانت برامج المسابقات او البرامج الساخرة لتستطيع بها الاستمرار والمحافظة علي نسب المشاهدة لتحقيق الأرباح المالية.