والله يدعو إلي دار السلام ويهدي من يشاء إلي صراط مستقيم(25) للذين أحسنوا الحسني وزيادة..(26) سورة يونس. المقصود بدار السلام: الجنة التي أعدها الله تعالي لعباده المؤمنين, وسميت بذلك. لأنها الدار التي سلم أهلها من كل ألم وآفة, أو لأن تحيتهم فيها سلام, أو لأن السلام من أسماء الله تعالي فأضيفت إليه تعظيما لشأنها وتشريفا لقدرها, كما يقال للكعبة: بيت الله. وقوله: ويهدي من يشاء إلي صراط مستقيم وهو المؤدي بصاحبه إلي رضوان الله ومغفرته, والمراد بالصراط المستقيم: الدين الحق الذي شرعه الله لعباده وبلغه لهم عن طريق نبيه محمد صلي الله عليه وسلم. وقوله للذين أحسنوا الحسني وزيادة.. أي: للمؤمنين الصادقين الذين قدموا في دنياهم الأعمال الصالحة, المنزلة الحسني, والمئوية الحسني وهي الجنة, ولهم زيادة علي ذلك التفضل من الله تعالي عليهم بالنظر إلي وجهه الكريم. وتفسير الزيادة بالنظر إلي وجهه الكريم, مأثور عن جمع من الصحابة منهم أبو بكر, وعلي بن أبي طالب, وابن مسعود وأبو موسي الأشعري وغيرهم رضي الله عنهم. وذكر بعضهم أن المراد بالزيادة هنا: مضاعفة الحسنات بعشر أمثالها أو اكثر أو مغفرته سبحانه ما فرط منهم في الدنيا, ورضوانه عليهم في الآخرة. والحق أن التفسير الوارد عن الصحابة, والمؤيد بما جاء في الأحاديث النبوية هو الواجب الاتباع, ولا يصح العدول عنه.