أكد المشاركون في الدورة الثانية لملتقي رجال الأعمال المصريين والصينيين في إطار بناء الحزام والطريق التي تنظمها مؤسسة الأهرام أمس, أهمية المشروع الذي يربط الصين بالشرق الأوسط اقتصاديا خلال المرحلة المقبلة خاصة بعدما أصبحت القوي الاقتصادية الأولي علي مستوي دول العالم. وأشاروا إلي أن مصر لديها العديد من الفرص الاستثمارية بالإضافة إلي المقومات والموقع أمام رؤوس الأموال الصينية لتتمكن من دخول الأسواق الأوروبية والأفريقية والعربية مستفيدة من الاتفاقيات والإعفاءات الجمركية بخلاف انخفاض تكلفة النقل. قال سونغ آي قوة, السفير الصيني بالقاهرة, إن انعقاد الدورة الثانية يعد فرصة هامة لرجال أعمال البلدين, كلقاء مهم لتبادل الفرص الاستثمارية بين الجانبين. وأشار السفير الصيني- خلال الدورة الثانية لملتقي رجال الأعمال المصريين والصينيين في إطار بناء الحزام والطريق التي نظمتها مؤسسة الأهرام والتي لعبت السفارة المصرية في بكين دورا هاما في إقامتها- إلي أن مصر تعتبر دولة كبيرة بالنسبة لنا حيث لما لديها من مقومات مثل قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم, وأن الصين علي استعداد التعاون مع مصر في العديد من المجالات. وأشار إلي استهداف الصين زيادة التبادل التجاري مع مصر خلال الفترة القادمة, لافتا إلي أن الصين صدرت لمصر ما قيمته9.8 مليار دولار خلال العام الماضي. وأضاف أن الصين علي استعداد لتعظيم استفادة مصر من الفرص التمويلية التي يقدمها صندوق طريق الحرير, للدول الواقعة علي طريق الحرير في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام.2013 واعتبر أحمد السيد النجار, رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني فرصة جيدة لإنهاء هيمنة الدولار علي الاقتصاد العالمي من خلال تسوية التزامات دول المبادرة مع بعضها بالعملات المحلية أو من خلال عملة إحدي الدول التي تتفق عليها, مشددا علي أن الصين وعملتها هي المرشحة الأولي للعب هذا الدور. وأشاد النجار بالدور الذي لعبته السفارة المصرية في بكين في تنظيم هذا الحدث الهام والذي يعد خطوة مهمة في دعم التعاون بين مصر والصين, وأكد امتلاك مصر مقومات كبيرة وضخمة يمكن للصين الاستفادة منها بما يحقق مصلحة مشتركة للبلدين, لافتا إلي أن هناك أيدي عاملة كبيرة منخفضة الأجر بالإضافة إلي عملة قيمتها أقل من القيمة الحقيقية وهو ما يشجع علي جذب استثمارات. وقال إن مصر لديها أيضا منطقة تجارة حرة مع الدول الأوروبية والعربية والأفريقية, بما يفتح الباب أمام المنتجات الصينية لدخول مختلف الأسواق بعد وصول نسبة المكون المصري للنسب المقررة في الاتفاقيات الموقعة عليها. وأشار إلي أن الصين أصبحت أكبر قوة اقتصادية علي وجه الأرض حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي نحو19.6 تريليون دولار, بينما الناتج المحلي الأمريكي بلغ9,17 تريليون دولار. وانتقد النجار استمرار سيطرة الدولار علي النظام النقدي العالمي, مشيرا إلي أن السيطرة جاءت نتيجة امتلاكها ثلث إنتاج العالم لكن الوضع الحالي تغير بعد تدني نصيب الولاياتالمتحدةالأمريكية لنحو17% من الناتج العالمي مما يتطلب إصلاح النظام النقدي الدولي. وأشار إلي أن أمريكا لا تستحق قيادة العالم, بسبب معاناة الاقتصاد الأمريكي عجزا تجاريا سنويا منذ عام1968 وحتي الفترة الحالية باستثناء سنة واحدة هي1977, لافتا إلي أن الدولار انتهي ارتباطه بالذهب منذ سنة.1971 وقال إن صادرات الصين حاليا تبلغ نحو4,2 تريليون دولار, فيما تبلغ صادرات الولاياتالمتحدة نحو1.5 تريليون دولار, وإن الصين لم تبن مجدها الاقتصادي علي النهب والسلب والاستحواذ, وإنما علي التعاون المتكافئ مع البلدان الأخري, والتعاون السلمي. من جانبه قال الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق, إن هناك فرصا استثمارية واعدةفي قطاعات مختلفة منها البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة والصناعة وغيرها بما يكون حافزا كبيرا أمام رؤوس الأموال الصينية. وقال أحمد مشهور رئيس الجمعية المصرية لشباب الأعمال إن بدء تبادل العملات بين مصر والصين يعد خطوة هامة لتشجيع الاستثمار في مختلف المجالات من نقل وزراعة وطاقة جديدة ومتجددة وكذلك التبادل التجاري بين البلدين. وأكد هشام الدميري, رئيس هيئة تنشيط السياحة, قوة العلاقات بين البلدين والتي امتدت علي مدار60 سنة, مشيرا إلي اعتكاف الحكومة حاليا علي دراسة زيادة خطوط الطيران بين مصر والصين لزيادة المعدلات السياحية الصينية. وأشار إلي أن مصر تقوم بمنح التأشيرة للمجموعات الصينية القادمة في المطار تبسيطا في الإجراءات لتحفيز وجذب أكبر عدد من السائحين الصينيين خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن أعداد السائحين الصينيين زادت في2015 بنسبة86% مقارنة ب2014, لافتا إلي أن أعداد السائحين الصينيين تخطت90 مليونا في عام2015 بالإضافة إلي أنه يعد الأعلي إنفاقا بين سائحي العالم. من جانبه قال وانج رئيس أحد الشركات السياحية الصينية, إن أعداد السائحين الصينيين لمصر بلغت65 ألفا في عام2014 لتتضاعف إلي130 ألف سائح في عام2015, ولتتجاوز200 ألف سائح حتي الوقت الحالي في2016 بما يجعل هناك زيادة مستمرة. وأشار إلي أنه ينبغي بذل مزيد من الجهد لدفع عجلة الزيادة في أعداد السائحين خلال السنوات المقبلة, لافتا إلي أن الصين بها163 وكالة محلية و20 وكالة بمختلف الدول وهو ما يتيح استخدامها لترويج لإحداث طفرات في الأعداد السياحية. وطالب سعد نصار, مستشار وزير الزراعة ومحافظ بني سويف الأسبق, المستثمرين الصينيين بضرورة الاستفادة من المميزات التي أعلن عنها المجلس الأعلي للاستثمار خلال الفترة الماضية, وإن هناك مشروعات قومية تستهدفها الدولة في القطاع الزراعي منها استصلاح5,1 مليون فدان وإنشاء100 ألف صوبة زراعية. وأشار إلي أن هناك50% من السكان يعيشون في الريف ويعتمدون علي الزراعية, لافتا إلي أن الاستثمار الزراعي قطاع مهم ورئيسي في الاقتصاد المصري, ويساهم بنسبة14% من الناتج القومي, وب20% في الصادرات. تعاونا وثيقا بين البلدين وإن هناك فرصا استثمارية في مجال إنتاج الكهرباء خلال المرحلة المقبلة, فالحكومة تستهدف أن تبلغ نسبة الطاقة الجديدة والمتجددة20% من الطاقة في عام2022, وتتعدي ال35% بحلول.2030