فكرة بسيطة لتشجيع أجيال المستقبل في العالم العربي علي استعادة هواية القراءة مجددا, بعد أن تراجعت أمام طوفان التطور التكنولوجي الذي استحوذ علي كل اهتمامات شبابنا العربي, بدأت بدعوة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي في سبتمبر العام الماضي تحت اسم تحدي القراءة لتتحول إلي أول مسابقة عربية في القراءة تصل جوائزها الي نحو3 ملايين دولار. المسابقة التي تستحق أن نطلق عليها الأولمبياد العربي للقراءة جري إعلان نتائجها في احتفال كبير استضافته تحفة دبي المعمارية أوبرا دبي حيث فاز الطالب محمد جلود من الجزائر بالجائزة الأولي ومقدارها150 ألف دولار, وفازت مدرسة طلائع الأمل الثانوية من فلسطين بجائزة المليون دولار. الدورة الأولي لتحدي القراءة العربي, شارك فيها3 ملايين و590 ألفا و743 طالبا وطالبة, يمثلون30 ألف مدرسة في21 دولة قرأوا أكثر من150 مليون كتاب, بما يتجاوز ثلاثة أضعاف العدد المستهدف عند إطلاق المسابقة- والبالغ مليون طالب وطالبة كان من المستهدف أن يقرأوا50 مليون كتاب- وبهذا يكون تحدي القراءة قد استقطب10% من الطلاب العرب في عام واحد, ومن المستهدف استقطاب50% من الطلاب العرب خلال الأعوام الأربعة المقبلة. بالتأكيد سيسهم تحدي القراءة في تنشيط حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر في العالم العربي لتلبية إقبال هذه الأجيال الجديدة القارئة, وبما يثري المكتبة العربية. والأهم, المساهمة في تخليص أمتنا من آفات الجهل التي ألقت بظلالها علي بعض أبنائنا, فالقراءة تسمو بآفاق الإنسان وتكرس مفاهيم التسامح والسلام في حين يغذي الجهل التطرف والكراهية. هذه الرسالة أكدها الشيخ محمد بن راشد حين أشار إلي أن الأمة التي تقرأ تنجب أجيالا تتوارث قيم التسامح والاعتدال, وتواجه التحديات بالأمل والمثابرة, كما أن الجيل الذي يقرأ هو جيل يبني ويبدع ويتفاعل بإيجابية مع محيطه ومع العالم.. مشددا علي أن سلاح العرب كان وسيبقي المعرفة والعلم والفكر المنفتح. ما يستحق الإشادة هو المشاركة المصرية في المسابقة, والتي كانت لافتة حيث احتلت مصر المرتبة الأولي بين المدارس المشاركة في مسابقة تحدي القراءة ب13668 مدرسة مثلت مختلف المراحل الأكاديمية, من الصف الأول الابتدائي حتي الثالث الثانوي, وبنسبة بلغت45.8% من إجمالي عدد المدارس المشاركة في التحدي, وصلت من بينها5 مدارس إلي المرحلة النهائية للمسابقة, وهي مدرسة تمي الأمديد الرسمية للغات, ومدرسة اللواء محمد نجيب الرسمية, والمدرسة الأمريكية للغات, ومدرسة حسن أبوبكر الرسمية للغات, ومدرسة السادات الثانوية بنات. لا شك أن المبادرة تشكل إضافة نوعية جديدة لتنمية الوعي العام لدي الشباب العربي بأهمية القراءة, كما أنها ستسهم في تنشئة جيل من الشباب المثقف الواعي المتميز باتساع المعرفة والقدرة علي التفكير التحليلي والمنطقي, وهو ما نحتاجه لنواجه دعاوي التخلف والظلام التي تسعي للسيطرة علي عقول شبابنا.. والتحية والإشادة واجبة لهذه المبادرة التي تستحق منا جميعا التشجيع إذا كنا فعلا نتطلع إلي مستقبل مشرق لوطننا العربي.