عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاما قضي معظمها بين الآثار المصرية القديمة باحثا وأستاذا ومسئولا, توفي أمس الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار بجامعة القاهرة والأمين العام للمجلس الأعلي للآثار السابق والحاصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية ووسام الاستحقاق بدرجة قائد من ايطاليا, ووسام الاستحقاق بدرجة ضابط من فرنسا. بقرية الرملة مركز بنها بمحافظة القليوبية كان الميلاد عام1943, وبعد أن حصل علي درجة الليسانس في الآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة تم تعيينه معيدا بالقسم وتدرج في وظائف التدريس الجامعي حتي تم تعيينه رئيسا للقسم ووكيلا لكلية الآثار جامعة القاهرة بعد حصوله علي درجة الدكتوراه من جامعة ليدن بهولندا, وطوال تلك السنوات وحتي أيامه الأخيرة كان نور الدين باحثا بين التاريخ المصري القديم تعلم علي يديه الالاف من دارسي ومحبي التاريخ الفرعوني وآثاره الخالدة داخل وخارج مصر سواء بالتدريس والمحاضرات الجامعية أو الندوات والمؤتمرات والمقالات المنشورة في العديد من المطبوعات المصرية والعالمية والتي لم تقتصر علي الآثار المصرية وانما شملت آثار وحضارات العالم القديم. خلال رحلته العلمية تقلد نور الدين العديد من المناصب الرسمية التنفيذية ومنها رئاسته لمصلحة الآثار المصرية, كما انتمي لعدد من الهيئات العلمية فكان عضوا بالجمعية المصرية التاريخية ولجنة الآثار بالمجلس الأعلي للثقافة, ومعهد البردي بجامعة ليدن بهولندا, ومجلس كلية الآداب بجامعة القاهرة, وشغل حتي رحيله منصب عميد كلية الآثار باحدي الجامعات المصرية الخاصة, كما أثري المكتبات بالعديد من المؤلفات منها كتاب اللغة المصرية القديمة, كفاح شعب مصر ضد الهكسوس, ومواقع الآثار اليونانية الرومانية في مصر, و تاريخ وحضارة مصر القديمة, و مواقع ومتاحف الآثار المصرية, وملامح الفن اليمني القديم, و السياحة في اليمن بين الواقع والممكن, فضلا عن عدد من المؤلفات التي ترجمت للأجنبية منها دور المرأة في المجتمع المصري القديم. تكريمات كثيرة حصدها نور الدين لكن يبقي الأكثر اعزازا من وجهة نظر تلاميذه التكريم الهولندي المستمر.