اصيب رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتانياهو ب الهلوسة والهذيان, منذ صدور القرار التاريخي لليونسكو, باعتبار المسجد الأقصي وساحاته هو حق إسلامي خالص, وانه لا ولاية للمحتل عليه, وانه لاشرعية للحفريات التي تجريها إسرائيل في محيط الأقصي الشريف,وشجب عمل ما يسمي سلطة الآثار الإسرائيلية والاعتداء علي موظفي الأوقاف بالقدس خلال الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ.. ويجرد هذا القرار الذي لم يجد اهتماما اعلاميا لدينا لصدوره اثناء انعقاد مؤتمر الشباب الناجح جدا والمشرف جدا في قراراته ونتائجه اليهود من ادعائهم ملكية الأقصي, وينسف أسطورة جبل الهيكل, في وقت كان نتنياهو وحكومته يشعرون بأنهم قد اقتربوا كثيرا من تهويد القدس, وأن زمن إعادة بناء الهيكل الثالث قد أظلهم, وأن علاماته قد ظهرت بينهم, ولهذا فقد جاء قرار اليونسكو صادما لهم. ولعل اللهجة التي جاءت في نص القرارمن حيث الاستنكار, ووقف الاقتحامات البربرية من جانب قوات الإحتلال وتدنيس الأقصي تعتبر انتصارا للمجتمع الدولي, وإن كان معنويا, والتأكيد علي أن مساحة الحرم القدسي الشريف حق إسلامي خالص, وهو ما وصفته إسرائيل بأنه أمر ينفي علاقة اليهود بالقدس!!. وتوالت ردود الأفعال الغاضبة وانسابت الدموع من العيون الوقحة عقب صفعة اليونسكو الموجعة, فنتانياهو أعلن أنه سيذهب إلي جبل الهيكل بنفسه, وسيعمل في الحفريات تحت الأرض بيديه, للبحث عن دلائل وشواهد, تؤكد الحق اليهودي فيه, ودعا أعضاء منظمة اليونيسكو لزيارة بوابة تيتوس في روما, حيث سيشاهدون ما أحضره الرومان بعد تخريب وتدمير الهيكل قبل2000 سنة, وسيجدون محفورا عليها الشمعدان, الذي يعتبر رمزا للشعب اليهودي ودولة اليهود في عصرنا, وكان قد اتهمهم بأنهم لا يعون التاريخ, ولا يعرفون شيئا عنه, ولكنهم أيضا لا يستطيعون تغييره أو كتابته من جديد. ويستمر مسرح الهذيان الإسرائيلي عقب القرار, ويتساءل أحد كبار الحاخامات, كيف لا توجد علاقة لشعب إسرائيل مع جبل الهيكل وحائط المبكي, وهو كالقول إنs لا علاقة للصينيين بسور الصين وللمصريين بالأهرامات. لقد انتهت شرعية اليونسكو, ولكن الحق التاريخي أقوي من هذه الادعاءات, وفق زعمه!! ومن فرط العصبية والتهور التي اجتاحت نتنياهو إثر القرار, فقد أمر وزيرته لشئون الثقافة ميري رغيف, وهي المعروفة بتطرفها وهستيريتها الدائمة إلي قطع علاقة كيانه باليونسكو, في خطوة تدل علي حالة التخبط وعدم الاتزان التي سادت نتنياهو وحكومته وأركان كيانه إثر صدور القرار, الذي علق عليه رئيسهم روؤفين ريفلين بأنه قرار كاذب ويزيد الكراهية, واتهم اليونيسكو بأنها تخون دورها وتشوه الدبلوماسية الدولية. ودعا الشباب اليهودي إلي الصلاة والبكاء في حائط البراق المبكي, للتأكيد علي الحق اليهودي في المكان. بينما وصف وزير داخليتهم أرييه درعي منظمة اليونيسكو بأنها وضعت بصمة عار علي الأممالمتحدة, وأنه لا علاقة لها بالعلوم والثقافة كونها تنفي الحق اليهودي في الحائط الغربي. ويؤكد محللون أن هذا القرار سيدفع إسرائيل إلي المزيد من التصعيد تجاه المقدسيين علي الأرض, ورفع مستوي العنف في الأقصي, حيث ستحاول منعهم من دخول الأقصي,وستكرر محاولات اقتحام اليهود له, والإعتداء علي المصلين كما تفعل دائما لتأكيد يهودية الأقصي الزائفة. كما يري محللون أهمية القرار في كيفية استثماره عربيا وفلسطينيا, فإسرائيل من ناحيتها أعلنت عن وقف تعاونها مع اليونسكو,وهو ما يؤكد عنصريتها, وضعف حججها من ناحية, ويقلل من فرص التوافق والفيتو الأمريكي في تفويت أي قرارات لصالح القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية من ناحية أخري, وهو ما يتطلب منا التنسيق والتكتل في المحافل الدولية لاستعادة الحق العربي والإسلامي, وليعلم جميعنا أن الأمة التي لا تعتبر من تاريخها, وتبني علي الصالح من موروثها, وتنبذ الفسدة والفشلة من تجاربها, لا يمكن لها أن تتقدم وتحتل مكانة محترمة تحت الشمس وفوق الأرض.