تحمل ناصر المسئولية مبكرا رغم أنه لم يتجاوز العقد الثاني من عمره ليتمكن من مساعدة والده في تدبير نفقات المعيشة لأسرته ذات الدخل المحدود. ساعدته بنيته القوية علي العمل في مجال البناء والتشييد فكان يحمل معدات البناء علي كتفه ويخرج في الصباح الباكر بحثا عن لقمة العيش, وكعادته, خرج ناصر في تشييد أحد المنازل بقرية كوم الصعايدة بمركز جرجا وهنالك تقابل مع اثنين من أبناء القرية وهما صلاح وشقيقه أحمد, حيث سيقوم الثلاثة بمعاونة بعضهم البعض في تشييد المنزل بالخرسانة المسلحة وغاب عنهم أن البيت المجاور للمنزل الذي يعملون به قديم ومتهالك إذ إنه مبني من الطوب اللبن كما أن أعمال الحفر أصابته ببعض التصدعات والشروخ ولكن لأن البيت غير آهل بالسكان فلم يهتم أحد بما أصابه نتيجة أعمال الحفر والبناء. وأثناء انهماك ناصر ورفيقيه في البناء انهار جزء من إحدي حوائط المنزل القديم ليهوي في لمح البصر علي رءوس الشبان الثلاثة فيسقط ناصر مدرجا في دمائه تحت الأنقاض وسرعان ما يفارق الحياة ويصاب صلاح وشقيقه أحمد بإصابات بالغة. تم نقل الجثة لمستشفي البلينا المركزي والمصابين لمستشفي جرجا وأخطرت النيابة وباشرت التحقيق; كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج تلقي بلاغا من مأمور مركز شرطة جرجا يفيد بانهيار جزء من أحد الحوائط بمنزل بقرية كوم الصعايدة بمركز جرجا, فانتقل علي الفور العميد أحمد الراوي رئيس فرع البحث للجنوب بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ. بالفحص تبين أن المنزل ملك محمد أحمد عبد اللطيف رضوان70 سنة مزارع, ومصرع ناصر18 سنة وإصابة كل من صلاح18 سنة عامل باشتباه بكسر بالجمجمة وكسر بالفخذ الأيسر وأحمد25 سنة عامل بكسر بالساق اليسري. تم ضبط محمد33 سنة مزارع مالك العقار تحت الإنشاء وبسؤاله أيد ما جاء بالفحص وقرر عدم حصوله علي ترخيص بالبناء من الوحدة المحلية. وبسؤال والد المجني عليه عبد الرحيم48 عامل نفي الشبهة الجنائية وبتوقيع الكشف الطبي علي جثة المجني عليه بمعرفة مفتش الصحة أفاد بعدم وجود شبهة جنائية, تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة وسؤال المصابين بعد تماثلهم للشفاء وباشرت التحقيق بإشراف المستشار محمد رمضان المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج.