أثار قرار السلطات السعودية بفرض رسوم تقدر بألفي ريال علي المواطنين الذين يعتمرون أو يحجون حالة من الجدل, ما بين حريص علي تكرار اداء المناسك أكثر من مرة, وتوفير لفكرة توجيه اموال العمرة للفقراء والغارمات وغيرهما من مظاهر التكافل الاجتماعي التي نادي بها الاسلام. طرحنا القضية علي علماء الدين فقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق ان هناك من يحتاج المال بتكلفة الانسان لأداء العمرة أو الحج أكثر من مرة مطالبا بالتخفيف في ذلك وتوجيه تلك الأموال لمن يستحقها لأن هذا سيعود بالنفع علي المجتمع كله وسيحصل المواطن علي أجر الحج والعمرة مرتين وليس مرة واحدة. وأشار واصل إلي مبدأ التكافل الاجتماعي الذي هو أساسيات الإسلام ولابد من العمل عليه حتي يعم الأمن والأمان والرخاء. بينما قالت الدكتورة اعتماد عبدالصادق عفيفي عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر بالقاهرة: لا بد من أن يكفل بعضنا بعضا ونعطي الفرصة لمن لم يؤد هذه المناسك, موضحة وصف ذلك بالمباهاة لأن الاشتياق للأماكن المقدسة لا يذهب بعدد المرات وقالت انها تتوقع بعد قرار رفع أسعار تأشيرات العمرة ان تتأثر بشدة حركة الحج والعمرة مطالبة من قام بأداء العمرة أكثر من العمل علي فتح أبواب جديدة لعمل الخير وكفالة من يستحق ولدينا في مجتمعنا الكثير من أطفال يتامي ومرضي وفتيات يتيمات يحتجن للزواج وغير ذلك من أبواب الخير المختلفة وشددت علي أنها لا تحرم أداء أكثر من مرة أو الحج ولكنها تؤكد أن من يقوم بتوجيه أمواله في أبواب أخري لا يأثم بل يحصل علي أكثر من أجر الفريضة أو العمرة داعية إلي تطبيق تعاليم ديننا الحنيف السمحة من كفالة الآخرين وعدم تركهم فريسة لهذا الزمان يصارعون أمواج الدنيا وحدهم, مؤكدة ان الفريضة تسقط بادائها مرة واحدة وقالت عميدة كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات انه بالنسبة للعمرة فهناك خلاف بين أئمة الدين في وجود العمرة وعدم وجوبها والأكثرية علي عدم وجوبها بل هي عندهم سنة من السنن الواجبة, ومن أبرز أدلة القائلين بالوجوب وهم السادة الحنابلة: قوله صلي الله عليه وسلم لمن سأله قائلا: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن, فقال له حج عن أبيك واعتمر, وقوله تعالي وأتموا الحج والعمرة لله, غير أن القائلين بعدم الوجوب وهم الأكثرون يقولون: إن الآية لا تدل علي وجوب العمر ولا علي عدمه, وإنما هي تطالب من أحرم بأحد النسكين: الحج أو العمرة أو بهما معا. بينما اكتفي الدكتور علوي أمين خليل أستاذ الفقه بجامعة الأزهر بقوله ليس هناك أي مشكلة في أداء الحج أو العمرة أكثر من مرة وليس هناك ما يحرم ذلك وأن الأمر متروك للعبد قائلا هل لو هناك شخص يقوم بقضاء الصيف سنويا في بريطانيا نقول له لا تذهب, فهل أداء الحج والعمرة أم الذهاب للخارج؟