نظمت مؤسسة الأهرام أمس الملتقي الثقافي المصري اللبناني الأول, بهدف استعادة تقليد تاريخي للعلاقات المصرية اللبنانية في ظل تغيرات ما بعد الربيع العربي, كما تناول الملتقي خلال ثلاث جلسات متصلة العديد من المحاور منها العلاقات الثقافية بين مصر ولبنان حيث ادار الجلسة الكاتب مكرم محمد احمد, معني ان تكون مثقا عربيا اليوم؟ ادارها د. مصطفي الفقي, المثقف والدولة في اقليم مضطرب ادارها الكاتب محمد سلماوي, واختتم الملتقي بمائدة مستديرة حول مقترحات مستقبل العلاقات الثقافية المصرية اللبنانية. حضر الملتقي محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الأهرام وفؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان السابق, ومشاركة الكتاب السيد ياسن ومحمد سلماوي, د. نبيل عبد الفتاح والفنان التشكيلي عادل السيوي, د.علي الدين هلال, د. مصطفي الفقي, وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية. في البداية أستهل فؤاد السنيورة كلمته معربا عن بالغ سعادتة بدعوته لهذا الملتقي الذي نظمتة مؤسسة الأهرام والتي أسسها اللبنانيين سليم وبشارة تقلا خلال فترة توافد بعثات الطلاب اللبنانيين إلي جامعة الازهر والجامعات الآخري لتلقي العلم والمشاركة في الحياة الأدبية والثقافية فضلا عن البعثات التي كانت ترسلها مصر إلي لبنان, ولأن مصر ولبنان شكلا سويا مهد النهضة العربية الحديثة حافظت الأهرام علي مكانتها الريادية حتي اصبحت اشهر الصحف علي الإطلاق متخذة علي عاتقها الشأن المصري والعربي العام, كذلك شكلت الاذاعة المصرية وبعدها التلفزيون معينا لاينضب خاصة في مجال الثقافة العربية اثرت في اجيال بلبنان حتي الان بما اسهم في توطيد التواصل بين البلدين, وفي الخمسينيات اصبحت بيروت مركزا للطباعة والنشر استقي منها تيارات الفكر والادب والثقافة بما يرقي إلي المشروع المتكامل امثال قاسم امين ومحمد عبدة اللذان وضعا مفاهيم واسس تربوية لأجيال لاحقة. وانتقل الكاتب محمد سلماوي من الحديث حول ائتلاف ثقافي بين مصر ولبنان علي حدودنا الشرقية والغربية الأقتتال والفوضي وكل ما لا نرضاه لوطننا العربي, كان في الماضي الاقتتال بين الشعب والمحتل واصبح حاليا بين الشعب والشعب, لم يكن بين دولة ودولة لكن داخل الدولة الواحدة واتباع الديانة الواحدة, مشيرا إلي قرار الآهرام بإنشاء صالون ثقافي دوري يقام شهريا بداية من نوفمبر المقبل ترعاة جريدة الأهرام, مشيرا إلي أنه يختلف تماما مع من يزعم تراجع دور المثقفين في الفترة الأخيرة. وقال د.عماد ابو غازي وزير الثقافة الأسبق أن العلاقات الثقافية المصرية اللبنانية تعود إلي وجدان الشعب المصري منذ زمن بعيد, مشيرا إلي أن لبنان لها مكانة خاصة في العقل المصري, ضاربا مثلا بأسطورة اشجار الارز ومرحلة التخلص من موجات الاحتلال الاشوري ثم مرحلة ماقبل العصور الوسطي وصولا إلي شاعر القطرين مطران خليل مطران وخطب اللبناني تقي الدين المقريزي مؤلف خطب القاهرة التي تعد مرجعا اساسيا لجموع المثقفين.