عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس لقاءا بمقر إقامته في مدينة نيويورك مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الامريكي, والتي تضم مسئولين وعسكريين سابقين, بالإضافة إلي قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بلقاء هذه النخبة المنتقاة من الشخصيات الأمريكية التي ساهمت ولا تزال في تشكيل توجه دوائرصنع القرار الأمريكي المختلفة إزاء مختلف القضايا التي تمس الأمن القومي الأمريكي, لاسيما مصالح الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وأكد السيسي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة, وحرص مصر علي تعزيز هذه العلاقات, التي تصب في صالح الأمن القومي لكلا البلدين. وافاد المتحدث بان الرئيس استعرض خلال اللقاء مجمل التطورات التي شهدتها الساحة الداخلية المصرية علي مدي السنوات الماضية, مشيرا إلي أن سياسة مصر منذ ثورة30 يونيو اتسمت بالتوازن والحرص علي الانخراط الجاد مع دوائر صنع القرار الأمريكي المختلفة, لاسيما مع الإدارة الحالية رغم أنها في عامها الأخير, وهو الأمر الذي تجلي في تبادل الزيارات الرسمية علي المستويين السياسي والعسكري. وأشار الرئيس إلي إنجاز مصر لاستحقاقات خارطة الطريق التي اكتملت بانتخاب مجلس للنواب يضم أعلي نسبة مشاركة للمرأة والشباب في تاريخ البرلمانات المصرية. كما عرض ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي ورؤية مصر للتنمية الشاملة2030, واللذين يتضمنان معالجة الاختلالات في الموازنة, بالإضافة إلي المشروعات القومية التي تنفذها الدولة, لاسيما في مجال البنية الأساسية, وذلك بهدف تهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأجنبية. وفيما يتعلق بتداعيات الوضع الإقليمي علي جهود التنمية, أشار الرئيس إلي أن تعدد الأزمات القائمة بالمنطقة وما توفره من بيئة خصبة لانتشار الإرهاب يمثل تحديا لمساعي مصر لتحقيق التنمية, مشيرا إلي نجاح جهود مكافحة الإرهاب في سيناء وانحسار الإرهاب في مساحة محدودة من منطقة شمال سيناء. كما أكد الرئيس أن المضي قدما في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية المزدهرة اقتصاديا لن يتأتي دون استعادةالأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد. كما تطرق السيد الرئيس إلي الجهود التي تبذلها مصر لإحياء عملية السلام, منوها إلي دعم مصر لجميع الجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلي تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية وفقا للثوابت العربية. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشار تعقيبا علي استفسارات الحاضرين حول طبيعة الإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها مصر في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولي إلي أن الحكومة عازمة علي اتخاذ إجراءات شاملة لمعالجة الاختلالات الهيكلية القائمة بالاقتصاد المصري, وهو الأمر الذي استلزم اتخاذ قرارات صعبة, في مقدمتها تبني خطط لخفض الدعم بشكل تدريجي, مع الحرص في ذات الوقت علي التعامل مع الانعكاسات السلبية للإصلاحات الاقتصادية علي المواطنين, ولاسيما من محدودي الدخل, من خلال تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية. وحول جهود مصر في إطار تصويب الخطاب الديني, أشار الرئيس إلي أهمية دور المؤسسات الدينية المصرية, وعلي رأسها الأزهر الشريف, في قيادة جهود الإصلاح الفكري ونشره, مؤكدا في هذا السياق أن تحقيق نتائج ملموسة علي هذا الصعيد سيأخذ وقتا آخذا في الاعتبار أن تغيير المفاهيم والتعاليم الراسخة لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها, إلا أنه أشار إلي أن مصر تمضي قدما بثبات نحو ترسيخ حقوق المواطنة والوحدة الوطنية, منوها إلي اعتماد قانون تنظيم بناء دور العبادة الذي تأخر اعتمادة لعقود طويلة. وتعقيبا علي أسئلة الحضور حول سبل التعامل مع الأزمات الإقليمية, ولاسيما الأزمة الليبية والسورية, أكد الرئيس بالنسبة لليبيا أنه كلما زاد الضغط علي العناصر المتطرفة في سوريا والعراق, فإنها تنتقل إلي ليبيا, محذرا من مغبة اقتصار مواجهة العناصر الإرهابية علي سوريا والعراق دون ليبيا. كما أكد الرئيس حرص مصر علي إنجاح العملية السياسية في ليبيا, مؤكدا علي أهمية الحفاظ علي المؤسسات الشرعية للدولة الليبية وتمكين الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه واستعادة الاستقرار هناك. وفيما يتعلق بالأزمة السورية, أكد الرئيس أهمية التفاهمات الأمريكية الروسية بشأن سوريا, وكذا ضرورة إبداء الأطراف الإقليمية التي لها مصالح مباشرة المرونة اللازمة من أجل إيجاد تسوية للأزمة السورية.