الأهرام المسائي يكشف أسباب إصرار بريطانيا علي حظر الطيران إلي شرم الشيخ

طال الأخذ والرد بين مصر وبريطانيا حول الأمن في مطار شرم الشيخ لدرجة أن مشكلة المنتجع أصبحت, فيما يبدو, عقبة أمام بدء فصل جديد في العلاقات بين البلدين.
وربما لهذا أثار الرئيس عبد الفتاح السيسي القضية في اتصاله الهاتفي بتريزا ماي في الثالث من الشهر الماضي, لتهنئتها بتولي رئاسة الحكومة البريطانية.
تقول الحكومة البريطانية إن رئيستها تدرك الآثار الاقتصادية لوقف( الرحلات الجوية إلي شرم الشيخ) في ضوء أهمية صناعة السياحة بالنسبة لاقتصاد مصر, وأشادت بجهود الحكومة المصرية الجارية لتحسين الأمن في مطار شرم الشيخ.
وترجع بريطانيا دائما موقفها من مطار شرم الشيخ إلي مبدأ مستقر لديها هو: أمننا وأمن مواطنينا, اللذان يمكن أن يتهددا بسبب تدابير الأمن في شرم الشيخ, فوق كل اعتبار. ولهذا نصحت الحكومة البريطانية شركات الطيران بوقف الرحلات الجوية إلي المنتجع بداية من يوم4 نوفمبر الماضي, بعد أربعة أيام من سقوط طائرة ميتروجيت الروسية في المنتجع, ومقتل كل ركابها وطاقمها ال.224
ماي وعدت الرئيس بأن حكومتها سوف تواصل العمل عن قرب مع الحكومة المصرية بشأن هذه القضية المهمة.
لم يكن متوقعا أن يكشف أي من الطرفين تفاصيل المباحثات الهاتفية بين ماي والسيسي.
غير أنه من الواضح أن ضيق مصر من الموقف البريطاني الحالي من مطار شرم الشيخ دفع الرئيس لإثارة الموضوع مع ماي بمناسبة أول اتصال هاتفي بينهما عبرا فيه مجددا عن الرغبة في فتح فصل جديد في العلاقات الثنائية.
العمل مع مصر, الذي تحدثت عنه ماي, مستمر منذ أحد عشر شهرا تعاونت خلالها السلطات المصرية, باعتراف البريطانيين علي مستويات مختلفة. وشمل ذلك منح الحكومة المصرية, في ديسمبر عام2015 أي بعد حوالي شهرين من حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ, شركة كونترول ريسك البريطانية عقدا لمراجعة تدابير الأمن في المطارات المصرية, وبدأت الشركة عملها بمطاري شرم الشيخ والقاهرة. وبعد6 شهور, تعاقدت مصر مع شركة بريطانية أخري هي ريستارتا للخدمات الأمنية لتدريب العاملين في المطارات علي أساليب التفتيش الحديثة ومتابعة تطبيق برامج التدريب علي الأرض وإعداد تقارير عن المخاطر الأمنية ومراجعة دقة إجراءات التفتيش في المطارات.
وكلما سألنا وزارات النقل, المسئولة عن الجانب الفني في علاقات الملاحة الجوية, أو الخارجية, المسئولة عن إصدار نصائح السفر, أو رئاسة الوزراء, صاحبة القرار النهائي, تلقينا ردا جاهزا مكتوبا في الصفحة الأولي بملف شرم الشيخ لدي الاجهزة البريطانية: نتطلع إلي استئناف الرحلات في أقرب وقت بمجرد التأكد من توافر تدابير الأمن الملائمة.
الموقف الحالي, في بريطانيا, من مطار شرم الشيخ, يخالف هذا التطلع ويثير تساؤلات.
فشركة بريتش أير وايز, التي ينظر علي أنها شركة الطيران الوطنية البريطانية, قررت, في21 يونيو الماضي, أي اليوم نفسه الذي وقعت فيه مصر وشركة ريستارتا العقد, وقف رحلاتها لأجل غير مسمي إلي شرم الشيخ.
أما شركتا توماس كوك وطومسون, أكبر منظمي الرحلات السياحية إلي مصر, فقد دأبتا علي تمديد حظر الطيران إلي المنتجع طوال العام المنصرم وحتي السادس من شهر فبراير.2017 وهذا يعني أن الحظر سيظل عاما و3 أشهر, هذا إن لم يمدد مرة أخري.
وهذا الموقف يثير استغراب صحفيين متخصصين في شئون السياحة والسفر في بريطانيا. ففي اليوم الذي أعلنت فيه بريتش أير وايز قرارها, قال سايمون كولدير, في صحيفة الإندبنت: رغم إنفاق الحكومة المصرية مئات الملايين من الدولارات علي تعزيز الأمن في المطارات, خاصة مطار شرم الشيخ, لا يزال الحظر علي الرحلات إلي المنتجع ساريا.
مع ملاحقتهم بالأسئلة, يقول البريطانيون إنه ليست لديهم مشكلة مع المنتجع العالمي الذي لا يزال يحتفظ بمكانته لدي البريطانيين. فشركة طومسون نفسها تروج له باعتباره نجما لا يزال ساطعا في سماء السياحة العالمية, وتجتهد في نحت تعبيرات تليق بوصف سحر شرم الشيخ. وتكشف الشركة عن أن9 آلاف بريطاني يزورونه أسبوعيا, وهم جزء من قرابة865 ألف بريطاني زاروا مصر عموما العام الماضي دون مشاكل, رغم التأثير السلبي لحظر الطيران إليه والتقارير الإعلامية السلبية عن مصر.
ورغم نصيحتها بعدم السفر إلا للضرورة إلي محافظة جنوب سيناء, التي يتبعها المنتجع, تستثني الحكومة البريطانية شرم الشيخ ومحيطها بما في ذلك مناطق شرم الميه, والهضبة, وخليج نعمة وخليج القرش, وخليج نبق.
لندن مروان سلطان
بريطانيا وشرم الشيخ:
31 أكتوبر2015: سقوط طائرة ميتروجيت الروسية ومقتل224 راكبا بمن فيهم الطاقم.
5 نوفمبر2015: الحكومة البريطانية تحظر الرحلات الجوية إلي شرم الشيخ بعد أن راجع الخبراء الأمنيون تدابير الأمن في مطارها.
22 ديسمبر2015: توقيع اتفاق بين مصر وشركة كونترو ريسك البريطانية لمراجعة الأمن في المطارات المصرية, بدءا بمطاري القاهرة وشرم الشيخ.21 يونيو2016: شركة بريتيش إيروايز تعلن فجأة وقف رحلاتها إلي شرم الشيخ لأجل غير مسمي لأسباب تتعلق بسلامة وأمن الزبائن.
23 يونيو2016: مصر توقع مع شركة ريستارتا البريطانية عقدا, مدته6 شهور, لتدريب العاملين في الملاحة الجوية المصرية ومتابعة تنفيذ برامج التدريب وإعداد تقارير عن المخاطر الأمنية في المطارات. السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن يحضر مراسم التوقيع.
29 يونيو2016: شركة توماس كوك السياحية تعلن تمديد الحظر علي الطيران إلي شرم الشيخ حتي6 فبراير.2017
3 أغسطس2016: شركة طومسون السياحية تتخذ الخطوة نفسها.
5 أغسطس2016: الرئيس السيسي يناقش مع رئيسة الوزراء البريطانية الحظر الجوي, وماي تشيد بالجهود المتواصلة للحكومة المصرية لتحسين الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ.
2 سبتمبر2016: وزارة النقل البريطانية تكشف, لأول مرة, ل الأهرام المسائي إن السلطات البريطانية تتعاون في التحقيقات لكشف الجهة المسئولة عن إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ.