الأزهر الشريف منارة علمية وثقافية جامع وجامعة استمد العالم منه حضارته, وكتبت منه مصر تاريخها شيوخه أجلاء لهم مواقف حاسمة وحازمة علي مر التاريخ ودائما يبقي, وسيظل هو الحصن المنيع للدفاع والذود عن الاسلام والمسلمين في العالم أجمع, كما أنه الملجأ والملاذ لطلاب العلم والوافدين من بقاع العالم المختلفة التقينا الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف وحاورناه حول أهم القضايا المرتبطة بالأزهر وتهم العالم الإسلامي. ماذا عن المعاهد الأزهرية المغلقة وقرب بدء العام الدراسي الجديد؟ جميع المعاهد التي تم الانتهاء من تجديدها سوف تستقبل الطلاب مع بدء العام الدراسي الجديد, وهناك عدد كبير من المعاهد أوشكت علي الانتهاء بالمحافظات وأعمال الصيانة, وهناك اولوية لترميم المعاهد القائمة, حيث كانت هناك معاهد حالتها الانشائية قصوي, وتحتاج إلي إحلال وتجديد, ولاشك أن هناك أماكن كثيرة محرومة من المعاهد الأزهرية, وسوف يكون لها الأولوية خلال الفترة المقبلة. وهل تم الانتهاء من إحلال وتجديد المعاهد المحتاجة إلي ذلك؟ لدينا300 معهد أزهري تحتاج إلي إحلال وتجديد, وهذا يحتاج إلي ميزانية, وسوف نعمل علي تطوير المعاهد الأزهرية لتكون بحق منارة أزهرية في أماكنها وقبلة حقيقية لطلاب العلم وماذا عن الكتب الدراسية للطلاب؟ بفضل الله تعالي ستكون في المناطق الازهرية قبل العام الدراسي, وسوف توزع علي الطلاب من بدء الدراسة, ولا توجد أية معوقات. والمعاهد المقامة بالجهود الذاتية ماذا عن امكانية ضمها؟ الأزهر لا يقف امام أعمال الخير وبناء المعاهد, ولكن هناك ضوابط لابد من معرفتها قبل إقامة المباني حتي يتم ضمها للأزهر الشريف منها ما هو مرتبط بالناحية الهندسية, وكذلك المواصفات وأعمال الانشاءات وخلافه ومسابقة معلمي الازهر الجدد هل تسلم المختارون أعمالهم؟ فور انهاء الإجراءات اللازمة قريبا سوف يتسلمون العمل, وقد تم اختيار أفضل العناصر وعددهم11800 درجة وظيفية للعمل بالتدريس والوعظ بالأزهر الشريف. وهل هناك عجز في بعض التخصصات الدراسية؟ حقيقة لدينا عجز في بعض التخصصات, وبالتنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووزارة المالية نقوم بسد هذا العجز بعد توفير الدرجات اللازمة لها. امتحانات الأزهر الأخيرة للشهادات العامة ظهرت بصورة منضبطة رغم تعدد وسائل الغش الحديثة, فماذا فعلتم؟ بفضل الله تعالي وضعنا ضوابط لسير الإمتحانات في جو من الهدوء والاستقرار للطلاب جعلت الطالب الذي يحاول الغش يكتشف من البداية والملاحظون الجادون فقط هم من يكونون في الامتحانات, وكل من يخالف يعاقب فورا, ولا مكان لمهمل طالبا كان أو ملاحظا والحمد لله, وبالرغم من وسائل التكنولوجيا واستخدامها في الغش أمكن ضبط الطلاب المخالفين واستطاع القائمون علي الامتحانات منع أي تسريب للامتحانات حتي أصبحت إمتحانات الأزهر نموذجا يحتذي به. هل فعلا هناك عزوف عن إلحاق الأبناء بالتعليم الأزهري حاليا؟ بالفعل لاحظنا ذلك خلال الفترة الأخيرة, وذلك لأننا قمنا بوضع ضوابط لعودة المعاهد الأزهرية إلي سابق مجدها وعهدها المتعارف عليه في دول العالم الإسلامي, وتبع هذه الضوابط تنقيح المناهج مما أحدث مردودا إيجابيا لدي الطلاب, ويبدو أن هناك من لا يرغب في الانضباط, فهو وشأنه, وبالنظر إلي نتيجة الشهادات الأزهرية كانت العام الماضي28% وهذا العام ارتفعت إلي42% وسوف تصل بعد الدور الثاني إلي65% كما هو المتوقع فالضوابط في مصلحة الطلاب وسمعة الأزهر كمنارة تعليمية جامع وجامعة وأطمئن الجميع أن المعاهد الأزهرية تسير في الطريق الصحيح. المرصد الإسلامي أثبت فعاليته علي أرض الواقع لنشر وسطية الإسلام, وتصحيح المفاهيم المغلوطة... كيف تحقق ذلك؟! الأزهر الشريف عليه دور مهم وفعال باعتباره أكبر مؤسسة إسلامية في العالم, ولابد من العمل الدؤوب والمستمر لنشر وسطية الإسلام وإظهار اعتداله وتعاليمه وقيمه السمحة, ومواجهة الفكر الإرهابي والمتطرف, وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام, ولاشك أن إظهار الصورة السمحة للإسلام كان الهدف, وكذلك إظهار وسطية الإسلام وإظهار موقف الأزهر من الأحداث علي الساحة كان ضروريا, وحتي لا نخاطب أنفسنا, كما يقال جعلنا المرصد الإسلامي بكل اللغات في العالم, وهو ما تحقق بالفعل خلال الفترة القصيرة التي أداها المركز وبجدارة. وهل هناك تعاون مع مراصد دولية أخري؟ هناك عروض من مراصد دولية للتعاون مع مرصد الأزهر الإسلامي, حيث وصلت مخاطبات ترغب في التعاون وبتوجيهات الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يجري دراسة هذه المراصد, وبحث سيرها وأهدافها وتاريخها, وذلك قبل التعاون معها فإن كانت السمعة طيبة والأهداف خيرة سنتعاون معها بإذن الله تعالي. ومن هم القائمون علي العمل بالمرصد الإسلامي؟ الحمد لله قمنا باختيار أفضل العناصر المتميزة ذات الكفاءة من معاوني هيئة التدريس بالجامعة من كليات اللغات والترجمة والدراسات الإنسانية مما كان له الفضل في السمعة الطيبة التي حصل عليها المركز خلال الفترة الماضية, وقد وجه فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بأن يكون هناك مبني مستقل للمرصد بهدف أداء رسالته والتوسع في أعماله علي الوجه الأسمي.