كشفت نتائج البعثة المصرية في دورة الالعاب الاوليمبية التي اختتمت مؤخرا في ريو عن مدي القصور الشديد في الجوانب الفنية وامتداده الي السياسة العامة التي تنتهجها وزارة الشباب والرياضة متمثلة في الوزير خالد عبد العزيز وغياب دوره الرقابي علي اللجنة الاوليمبية والاتحادات الرياضية طيلة السنوات التي سبقت انطلاق الدورة وكانت النتيجة في نهاية الامر تحقيق ثلاث ميداليات برونزية حققها ثلاثة ابطال من اصل120 رياضيا خاضو منافسات الدورة بخلاف البعثة الإدارية والطبية والإعلامية المرافقة واقتصر دور وزير الشباب والرياضة علي توقيع الشيكات وصرف الاعتمادات المالية دون متابعة حقيقية للمرشحين لتمثيل مصر في الدورة ومناقشة الاتحادات الرياضية واللجنة الاوليمبية في النتائج المحتمل تحقيقها وفقا للارقام والنتائج المعروفة سلفا للرياضيين المصريين ومنافسيهم علي مستوي العالم لدرجة ادت الي فتح الباب علي مصراعية لمشاركة لاعبين ولاعبات في لعبات ليست شائعة في مصرولم تحقق فيها نتائج من الاساس بسبب عدم وجود منافسات وبطولات قارية لتلك اللعبات كما هو الحال في( الكرة الطائرة الشاطئية والسباحة التوقيعية والغطس والقوس والسهم) فضلا عن افساح المجال لمشاركة رياضيين اخرين في لعبات رقمية معروف مسبقا استحالة تحقيق نتائج فيها مثل( السباحة والرماية والخماسي والدراجات) وكلها لعبات يصعب تحقيق نتائج فيها او حتي مجاراة المنافسين ومع ذلك تم الدفع بهم لخوض الدورة دون سبب مقنع.. اللهم الا الحصول علي بعض اللاعبين واللاعبات علي الاحتكاك وبالتالي رفع خبرة بعضهم لقادم البطولات.. وحتي هذا المبرر لم يكن له قيمة اذا ما قورنت اعمار اللاعبين المشاركين في تلك اللعبات باعمارهم لان الغالبية منهم لن يلحق بالدورة المقبلة بعد اربع سنوات وسيعتزلون قبل اوليمبياد طوكيو(2020) ولم تأخذ وزارة الشباب والرياضة بالمقاييس العلمية التي وضعتها اللجنة الاوليمبية في دورات سابقة وبالتحديد منذ دورة اتلانتا ومرورا بسيدني واثينا وبكين عندما كانت اللجنة تشترط تحقيق نتائج محتملة للمشاركة في الدورات الأوليمبية حتي لو كانت المنتخبات مؤهلة عبر تصفيات قارية وكانت اللجنة تشترط حينها حصول المنتخبات الجماعية علي مراكز من الاول وحتي الثامن.. ونفس الحال بالنسبة للالعاب النزالية بينما كان ممنوع علي الالعاب الرقمية المشاركة في الدورات الا لاصحاب الاعمار الصغيرة ممن يمكن مشاركتهم في الدورات التالية وكانت بعثة مصر في هذه الدورات لا تزيد عن60 فردا حين ذاك وفقا للنتائج المحتملة وتعهدات الاتحادات الرياضية بتحقيق هذه المقاييس وفي ظل غياب وزارة الشباب والرياضة استحل المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية تشكيل البعثة المصرية بارضاء رؤساء الاتحادات الرياضية بمعزل عن رقابة الوزير وكان تشكيل البعثة دون اي مقاييس أو نتائج محتملة وتعهدات مسبقة وحتي بعد العودة من البرازيل استمر غياب الدور الرقابي الذي وضعته مجالس ادارات سابقة للجنة الاوليمبية عندما كانت تخصم قيمة المبالغ المالية المصروفة علي برامج اعداد المنتخبات الفاشلة من ميزانية كل منها بينما كانت تزيد ميزانية الاتحادات الناجحة. ودفنت وزارة الشباب والرياضة رأسها في الرمال بعد فشل البعثة واقتصار الانجاز علي ثلاث برونزيات في لعبتي( رفع الاثقال والتايكوندو).. بينما خرجت البعثة الاكبر في تاريخ مشاركات مصر في الاوليمبياد صفر اليدين وبتمثيل غير مشرف ل(120 رياضيا) في( السباحة والرماية والشيش والجودو والملاكمة وتنس الطاولة والتجديف والخماسي الحديث والسباحة التوقيعية, والغطس والشراع والقوس والسهم والفروسية والدراجات و الكرة الطائرة واليد والمصارعة والجمباز و الكرة الشاطئية) وكانت اللجنة الاوليمبية تعهدت قبل انطلاق الدورة بتحقيق امالا عريضة و حصد عدد كبير من الميداليات بعد التجهيزات الكبيرة التي شهدتها السنوات الماضية من معسكرات داخلية وخارجية لدرجة ان اللجنة بالغت في توقع نتائج بعض اللاعبين واللاعبات وتوقعت تحقيق ميداليات عبر( أحمد أكرم وفريدة عثمان في السباحة وعزمي محلبة في الرماية, وعلاء أبوالقاسم في الشيش, ورمضان درويش في الجودو, وإسلام الشهابي وحسام بكر في الملاكمة لكن الميداليات لم تأت الا بايدي هدايا ملاك في التايكوندو وسارة سمير ومحمد إيهاب في رفع الاثقال.