هداية ملاك....بنت مصرية جميلة...شرفت مصر والعرب...لا تفارقها الابتسامة أبدا....فهي دائما بشوشة حتي في المنافسات وهي تحيي الجمهور ومنافسيها بأدب ولكنها عندما تلعب تكسو ملامح وجهها الجدية والتحدي. قابلتها عقب الفوز مباشرة وهنأتها بالميدالية وبمنتهي التلقائية والسلاسة فتحت قلبها لاالأهرام المسائيب و دار بيننا هذا الحوار و كانت هذه إجاباتها التي تركناها بلغتها ولهجتها وعاميتها كي تكون من القلب إلي القلب: الحمد لله أنا فرحانة جدا...سعيدة إني أسعدت أمي المتواجدة معي هنا في ريو ديو جانيرو هي وأخي ومبسوطة أني أستطعت أن أفرح المصريين سواء الموجودين هنا في ريو وجاءوا لتشجيعي في الصالة والمصريين الذين سهروا حتي يشاهدوني وأنا أحصل علي الميدالية البرونزية.. ولكل هؤلاء أهدي هذه الميدالية الي أمي أهم وأقرب واحدة لي في الدنيا ووالدي و أخوتي و عائلتي كلها والشعب المصري. كان نفسي بصراحة أجيب الميدالية الذهبية وأتنطط بعد الفوز وأعمل شقلباظ زي اللي عملته بعد فوزي بالبرونزية عشان كنت أسعد المصريين أكتر بس الحمد لله علي البرونزية لانها تتويج لتعبي وتعب كل الناس معايا ربنا ماضيعش جهدي وتعبنا...احنا كلنا تعبنا عشان نوصل لليوم ده واللحظة التاريخية دي. الفوز بالميدالية البرونزية لم يكن سهلا, المنافسات كانت صعبة جدا حتي الوصول للنهائي, بذلت كل ما في وسعي في كل مباراة حتي الوصول لمباراة تحديد المركز الثالث....وكان ممكن أوصل للمباراة النهائية لأني لعبت قبل كده أمام نفس البطلتين اللي وصلوا للنهائي الإنجليزية والأسبانية ولعبت معاهم كتير وكسبتهم كمان قبل كده واعرف طريقة لعبهم....لكن مافيش نصيب... الحمد لله علي كل شيء. عشان أحقق حلمي وحلم المصريين في الميدالية الأوليمبية أجلت السنة الأخيرة لي هذا العام في كلية الفنون الجميلة...كان المفروض اتخرج السنة دي لكن أنا فضلت أعتذر وأجل السنة عشان اتفرغ للمعسكرات والسفر والتدريبات والمشاركة في البطولات الدولية...أنا كان المهم عندي تأجيل الدراسة عشان أحقق ميدالية أوليمبية, وإن شاء الله سأدخل السنة النهائية مع العام الدراسي الجديد وربنا يوفقني وأتخرج.. هذه الميدالية أيضا كانت نتاج أربع سنين من التعب والمشاركة في البطولات العالمية لجميع لاعبي التايكوندو المصري واعتقد ان نتائجنا وهذه الميدالية هي شهادة علي تطور التايكوندو المصري علي المستوي العالمي والأوليمبي أيضا بعد هذه الميدالية البرونزية التي لن تكون الأخيرة بل ستكون حافزا لنا كلنا عشان نحقق المزيد في اولمبياد طوكيو2020, فهناك زملاء وزميلات في منتخب مصر قادرون علي الوصول الي منصات التتويج العالمية والأوليمبية ان شاء الله خلال السنوات القادمة. الميدالية الأوليمبية لها طعم تاني ومذاق خاص وفرحة مختلفة عن برونزية بطولة العالم أو بطولة دولية لأن الميدالية الأوليمبية هي تاريخ, عشان كدة سعادتي المرة دي أكبر من كل مرة لأنه لم يسبق لأي فتاة مصرية أو عربية أن حققت هذا الإنجاز من قبل في التاريخ الأولمبي ودة كمان انجاز في حد ذاته. لكل مجتهد نصيب, اللي بيتعب في أي حاجة رياضة أو عمل ربنا بيكافئه ويديله مش بس في الرياضة ولكن في أي عمل, المهم أن كل واحد يعمل أحسن ماعنده بدون انتظار مكسب أو خسارة بصرف النظر عن النتيجة...لو كل واحد اهتم في التركيز فيما يقدمه أو يطمح في تحقيقه ويكون عنده إيمان في نفسه وفي ربنا سيكلل جهده بالنجاح. أشجع البنت المصرية والعربية طبعا انها تمارس الرياضة عامة وخاصة التايكوندو ويجب أن تعلم أن الرياضة مفيدة جدا وليس صحيحا أن الرياضة تؤثر علي أنوثة البنت, هذه مقولة خاطئة. أشكر وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز علي تشجيعه للتايكوندو المصري ولي شخصيا كمان, واللجنة الاولمبية برئاسة هشام حطب, وفرج العمري رئيس الاتحاد لأنهم ساندوني بقوة ووفروا كل الإمكانيات للاتحاد, وأشكر مدربي الاسباني روستدو الونسو وزوجته جولشا الونسو, لأن لهما فضلا كبيرا فيما وصلت اليه, كان عندهم ايمان بقدراتي وموهبتي في اللعبة وأنني سأحقق ميدالية اوليمبية. بصراحة لم أفكر حأعمل ايه بالمكافأة....يمكن أسافر...مش عارفة...مش قادرة أفكر في اي حاجة دلوقتي...أنا ماليش أي طلبات ولا عايزة أعمل أي حاجة دلوقتي بعد الميدالية....انا عاوزة أنام...نفسي في أجازة طويلة....نفسي أروح البحر. آخر أمل في ميدالية الفرحة حلوة بجد, كانت ليلة أمس الأول بحق جميلة وكان طعم الفرحة أجمل بحصول لاعبة التايكوندو هداية ملاك علي الميدالية البرونزية الثالثة لمصر, فرحة امتزجت بالدموع لان هذه الميدالية جاءت بعد شوق عدة أيام قضتها البعثة المصرية في انتظار ميدالية جديدة تضاف الي ميداليتي سارة سمير ومحمد إيهاب....ولكن كل يوم كان الأمل يتلاشي في ظل عدم إخفاق المرشحين للحصول علي ميداليات مثل عزمي محيلبة ورمضان درويش وحسام بكر من تحقيق الحلم لظروف مختلفة لكل منهم. وكانت اللحظة المؤثرة عندما حققت هداية النقطة الذهبية لتعود الروح لأعضاء البعثة ويتنفسوا أخيرا ويصرخ المصريون فرحا وهم يهنأون بعضهم بينما رئيس اللجنة الأوليمبية هشام حطب في حالة ذهول ورغم ذلك يبكي.... وقرر في حينها كرئيس لبعثة مصر في أوليمبياد ريو دي جانيرو, صرف مكافأة فورية مقدارها1000 دولار للبطلة الأوليمبية هداية ملاك, بعد تحقيقها الميدالية البرونزية في منافسات التايكوندو لوزن57 كجم, كما قرر منح أعضاء الجهاز الفني500 دولار لكل منهم...هذا بالإضافة إلي الجائزة التي ستحصل عليها هداية من الدولة وهي نصف مليون جنيه مكافأة الميدالية البرونزية من وزارة الشباب والرياضة, طبقا للائحة التي يحصل فيها الفائز بالميدالية الذهبية علي مليون جنيه, والحاصل علي الميدالية الفضية750 الف جنيه. كما أعلن رئيس نادي الصيد عمرو السعيد عن التجهيز لاحتفال لتكريم هداية عقب عودتها من البرازيل ومنحها مكافأة مالية تصرف لها في حفل التكريم الذي سيقيمه النادي, تقديرا للإنجاز الذي حققته في الأوليمبياد. والآن أصبح رصيد مصر3 ميداليات برونزية في الأوليمبياد رقم31 ولم يتبق سوي يومين علي انتهاء الدورة والأمل الوحيد في تحقيق الميدالية هو من خلال رياضة الخماسي الحديث وذلك عندما يشارك اليوم الأخوان عمر وعمرو الجزيري في سباق نهائي الرجال اليوم السبت, حيث لا تشير الأمور الي إمكانية تحقيق ميدالية أخري في المصارعة الحرة للرجال الا إذا تحققت مفاجأة غير متوقعة كما حدث مع المصارعة ايناس خورشيد حيث يلعب اليوم محمد زغلول في وزن86 كلجم بينما يشارك ضياء عبد المطلب في وزن125 كلجم وذلك في ختام مسابقات المصارعة الحرة بالدورة. وكان الأخوان الجزيري قد خاضا مسابقة السلاح أمس الأول, حيث جاء عمر الجزيري في المركز الثاني بينما جاء عمرو الجزيري في المركز الثامن عشر ويخوضا اليوم باقي منافسات الفردي اليوم في السباحة والفروسية والرماية والجري.... وكانت اللاعبة هايدي عادل قد شاركت أمس في منافسات فردي السيدات للخماسي حديث, كما حصلت لاعبات السباحة التوقيعية علي المركز السابع من ضمن ثمانية فرق شاركت في مسابقة الفرق. الفولي: هداية شرفت العرب صرح اللواء احمد الفولي نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الافريقي للتايكوندو, بأن اللاعبة هداية ملاك كانت تستحق الميدالية الذهبية في وزن57 كجم, وانها كانت منافسة قوية علي الميدالية الذهبية بلا شك, بعد المستوي الذي ظهرت به خلال المنافسات منذ بدايتها في الصباح, لولا أن خانها الحظ والتوفيق أمام بطلة أسبانيا في الدور قبل النهائي رغم أنها تقابلت معها عدة مرات.. وأضاف الفولي الذي يشارك في الأوليمبياد ضمن بعثة الاتحاد الدولي وقام بتسليم هداية ميداليتها هي وباقي الفائزات بالميداليات ان ما حققته هداية بحصولها علي الميدالية البرونزية هو انجاز كبير باعتبارها أول فتاة عربية تحصل علي ميدالية أوليمبية في منافسات التايكوندو وان وصول بنت عربية الي منصة التتويج في الأولمبياد هو فخر للعرب جميعا, وأضاف أن أعضاء الاتحاد الدولي أشادوا بأدائها وثباتها خلال المنافسات, وأكدوا أن هداية لاعبة موهوبة وينتظرها مستقبل باهر في اللعبة.. كلمة حق من السعيد رئيس نادي الصيد: هداية بنتنا.. وأسرتها والتايكوندو وراء إنجازها قرر مجلس ادارة نادي الصيد برئاسة عمرو السعيد إقامة حفل لتكريم هداية ملاك بطلة مصر في التايكوندو الحائزة علي الميدالية البرونزية في منافسات التايكوندو لدورة الألعاب الأوليمبية المقامة حاليا في ريو دي جانيرو. وقال عمرو السعيد في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي: تستحق هداية ملاك كل تكريم وهي بطلة عظيمة وابنة لنادي الصيد ورفعت علم مصر عبر ميداليتها وإنجازها التاريخي في ريو دي جانيرو المسجل بإسمها. ويكمل رئيس النادي: ما اعترف به وهذا حق أدبي, نادي الصيد يفخر نعم بانتماء هداية ملاك له ولكن هي وأسرتها واتحاد التايكوندو برئاسة فرج العمري وأيضا الطاقم التدريبي الخاص بها هم أصحاب الإنجاز الحقيقي فلم يكن لنادي الصيد دور سوي انتماء اللاعبة له في انجازها التاريخي وحصولها علي الميدالية. وأضاف عمرو السعيد: التكريم سيكون لائقا بالإنجاز الذي حققته هداية ملاك وسيجري التواصل معها وأسرتها لتهنئتهم أولا وتحديد الوقت المناسب. وأنهي عمرو السعيد كلامه بالتأكيد علي انه كمسئول رياضي يتوجه بالشكر لأسرة هداية ملاك التي بذلت جهدا كبيرا لتقديم بطلة أوليمبية إلي مصر.