نسبه ونشأته: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدارين قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري.. كني بعبد الله وقيل بأبي محمد, ولقب بمصعب الخير.. نشأ بمكة ثرفا منعما, مدللا بين والديه, وعن حياته المترفة المنعمة قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما رأيت بمكة أحدا أحسن لمة, ولا أرقد حلة, ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير الطبقات الكبري3/.81 إسلامه: ما إن سمع بالإسلام حتي بادر إلي دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعلن إسلامه علي يد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مباشرة. محنته: واجه بلاءات من أمه التي أذاقته ألوان العذاب, ومن قومه الذين أروه عذابا أليما, واحتال للهروب من محبسه, وخطي بشرف الهجرتين إلي الحبشة, وعاد وطردته أمه من بيتها, وأصبح في شظف عيش وفقر مدقع. الداعية والسفير الأول: لما انصرف أهل العقبة الأولي الاثنا عشر, وفشا الإسلام في دور الأنصار رضي الله عنهم أرسلوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم كتابا: ابعث إلينا رجلا فقيها في الدين ويؤتنا القرآن فبعث إليهم مصعب بن عمير رضي الله عنه وكان منزله علي أسعد بن زرارة. رضي الله عنه ولذا سمي بالمدينة( المقرئ). من أسباب الاختيار لسفارته الدعوية: ما لمسه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فيه من سمات وخصائص الداعية الناجح ومنها: الحلم ورجاحة العقل وقوة الحجة والحمية للدين( غيرة محمودة). طريقته في الدعوة كان يذهب للناس في دورهم وقبائلهم يدعوهم إلي الإسلام. يقرأ عليهم القرآن الكريم. يتحمل الأذي والقذي. مقدرته بالكياسة والحلم أدي إلي تحول الخصوم إلي المسلمين بلاؤه في الدعوة الإسلامية: أول من خطب وصلي الجمعة في تاريخ الإسلام بعد استئذانه لرسول الله صلي الله عليه وسلم بمكة, فجمع الناس في دار سعد بن خشيمة, وأطعمهم أسعد بن زرارة بذبح شاة. من مناقبه: إجلاله لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان إذا ارجع أياما إلي مكة لا يبدأ منزلا إلا منزل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبي وقاص وبين أيوب الأنصاري. صاحب راية النبي صلي الله عليه وسلم يوم أحد. استشهاده: في معركة أحد بعد قتال شديد وبلاء في الجهاد, ولما استشهد لم يجدوا له كفنا يستره إلا ثوبا قديما قصيرا, فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يضعوا عند رجليه نبات الأذخر. زاهد ناسك, مجاهد باللسان والسنان, وقع أجره علي الله عز وجل. جامعة الأزهر- القاهرة