العلم رحم بين أهله ذاك دستور يحيا به العلماء والدكتور أحمد زويل رحمه الله عز وجل كان أعز الرحم من هذا الشعب الذي أتي منه طفلا قبل سبعين عاما في مدينة دمنهور حيث أنجبت تلك البقعة الكريمة من أرض مصر طفلا هوالأمل مجسدا لإرهاصات عالم جليل استطاع أن يخرج من شرنقة الفقر والجهل إلي آفاق بعيدة من العلم والمعرفة تجاوزت حدود مصر إلي رحابة العالم كله معلنا أن حضارة مصر الممتدة قدم التاريخ مازالت تنبض بالحياة وتقدم للبشرية مصابيح النور والمعرفة نبراس علم حديث وكان الاكتشاف العبقري لنظرية ال فيمتوثانية وآلة التصوير فائقة المدي للعالم المصري الجليل أحمد زويل ابن مصر البار الذي لم تأخذه الدنيا بمباهجها ولم يتملك منه غرورها الزائف بما حققه من فتح علمي عظيم وبسمة العلماء وتواضعهم عاد إلي مصر بابتسامته المريحة الراضية المطمئنة يحمل ما وصل إليه من علم ينقله لبلده التي وهبته الحياة فأراد أن يجدد حياته بعلمه. وتحقق الحلم الذي عاش من أجله وعاد به إلي مصر أملا جديدا يفصل بين عصور من التخلف عن ركب العلم وبين مستقبل مبشر لمصر وشعبها. مات الدكتور والعالم الجليل وأوصي أن يواري الثري في الأرض التي أنجبته للدنيا وإلي جوار حلمه مدينة زويل للعلوم منارة المستقبل وحصن الأمان لشعب يستطيع كما كان دائما يردد الراحل الجليل. ولكن هناك درسا يجب علينا أن نعيه من تجربة زويل وهوأنه لم يكن ليصل إلي ما وصل إليه حتي اعتلي منصة نوبل وعلا نجمه عالميا إلا لأنه مارس أبحاثه في دولة مثل أمريكا تعرف قيمة العلم والعلماء ولهذا نجح. لست أدري هل كان سيصل إلي هذا المجد العلمي لولم يسافر أم كان أقصي طموح له أن يصبح أستاذا للكيمياء في إحدي الجامعات المصرية؟ يا سادة تقدم الأمم واستقرارها لا يضمنه غير العلم ولن يضاء لنا الطريق حتي نتقدم ونتخلص من ظلمة التخلف الحضاري غير العلماء ومصر الأم كعادتها ولادة بمن أصبحوا نجوما في كافة المجالات ولكن خارج مصر.. هل يأتي يوم يصبح الاهتمام بالعلماء والبحث العلمي في بلادنا مثل اهتمامنا بنجوم الفن وكرة القدم؟ لابد وأن يكون زويل أملا جديدا للبحث العلمي في مصر.