دخول المطربين مجال التمثيل يعد مغامرة كبيرة خاصة إذا كان المطرب صاحب نجاحات وتاريخ في مجال الغناء, وفي رمضان هذا العام قام بتلك المغامرة مطربان من اهم مطربي الوطن العربي أصحاب التاريخ الغنائي الطويل وهما الكينج محمد منير, ولطيفة. هذه لم تكن التجربة الأولي لمنير في مجال التمثيل فقد شارك من قبل في أعمال سينمائية مختلفة كما قدم اعمالا تليفزيونية منها جمهورية زفتي لكن التجربة هذه المرة لها بعد مختلف أولا لأنه بطل العمل وهو من قبل كان احد المشاركين في العمل, مما وضع علي عاتقه مسئولية أكبر, وأيضا المسلسل يتناول قصة حياته كمغن أتي من بلاد النوبة وشق طريقه واستطاع ان يستمر ويصل للعالمية وهذا ايضا يزيد الأمر صعوبة خاصة ان قصة حياته يمكن ان تكون مادة خصبة لعمل تسجيلي أو وثائقي لكن مسلسل علي مدي شهر كامل وفي موسم مثل رمضان فهذا تعدي حدود المغامرة. للأسباب السابقة ولأسباب أخري تتعلق بالأداء العام للممثلين لم يحقق المسلسل نسب المشاهدة المطلوبة خاصة في وسط الكم الكبير من الأعمال الدرامية المتنوعة, وايضا لعرضه حصري علي إحدي القنوات الفضائية مما لم يتح له أوقات اكثر للعرض. لكن رغم نسب المشاهدة القليلة فإن أغاني منير بالمسلسل نقلته إلي مرتبة أكبر فانتشرت اغاني المسلسل بين جمهوره وكانوا ينتظرون كل اغنية جديدة يقدمها بالعمل أكثر من الحلقة الدرامية, وكان اختيار ذكي من الكينج أن يطعم العمل بهذا الكم من الأغاني الذي جذبت جمهوره بداية من تتر العمل حتي أغانيه الداخلية بالحلقات, ومنها مش لايق, لولا الحكومة, الشهيد, مع إن, خطي خطي, الليلة بايت عندنا وايضا الأغاني النوبية التي قدمها والتي عاب الجمهور أنه لا توجد ترجمة لكلماتها تصاحب الغناء. وهذا يشبه ما حدث مع مسلسل طريقي العام الماضي للمطربة شيرين عبد الوهاب, حيث حققت أغاني مسلسلها نجاحا كبيرا اكبر مما حققه المسلسل لكن الفارق عن مسلسل منير ان طريقي به دراما مختلفة بعيدة عن السيرة الذاتية للفنان, وخطوط درامية مختلفة جعلت الجمهور في حالة انتباه ومتابعة للأحداث. كما ان مسلسلات السيرة الذاتية تواجه بالفعل مشاكل كبيرة في المشاهدة حدثت مع مسلسلات اسمهان, وحليم, والسندريلا, وكان الاستثناء مع مسلسل أم كلثوم. مسلسل المغني بطولة محمد منير, ورانيا فريد شوقي, وميساء مغربي, وميريهان حسين, وايناس كامل ومحمد أبو داود ومحمد مهران وجمال عبد الناصر, سيناريو وحوار احمد محيي, وإخراج شريف صبري. أما المطربة التونسية لطيفة فمسلسلها كلمة سر يعد المسلسل الأول لها حيث قدمت تجربة تمثيلية واحدة من قبل في فيلم سكوت هنصور مع المخرج الراحل يوسف شاهين, مما يجعل كلمة سر تجربة بكر للطيفة تكتشف من خلالها قدراتها التمثيلية لكن هذا يطرح تساؤل حول هل كان هذا التوقيت المناسب لطرح العمل وسط عمالقة الدراما المصرية والعربية, والذي ينتظرهم الجمهور من موسم إلي أخر؟! فرغم ما تتمتع به لطيفة من جماهيرية يظل جمهورها من محبي اغانيها وصوتها, لكنها في التمثيل مازالت تتحسس خطاها وتبحث لها عن طريق وتكوين جمهور من جديد, كما ان عرض المسلسل حصري أثر علي نسب المشاهدة. لكن اللافت أن رغم حرص لطيفة علي تطعيم عملها بالأغاني فإنها لم تلقي رواجا مثلما حدث مع منير في المغني, حيث قدمت اغاني مثل مدرستي, هو ده عادي, متلخبطة.