أسعار الخضروات والفاكهة والأسماك والدواجن اليوم الأحد 11 مايو    أسعار الذهب اليوم الأحد 11 مايو في بداية التعاملات    بعد اقتراح بوتين.. هل تقبل تركيا استضافة مفاوضات أوكرانيا وروسيا؟    السفير الأمريكي لدى الاحتلال: لا مستقبل لحماس في قطاع غزة    ترامب: أحرزنا تقدمًا في المحادثات مع الصين ونتجه نحو "إعادة ضبط شاملة" للعلاقات    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    قمة الدوري الإسباني.. قائمة ريال مدريد لمواجهة برشلونة في الكلاسيكو    إخلاء سبيل ضحية النمر المفترس بالسيرك بطنطا في بلاغ تعرضه للسرقة    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    في ظل ذروة الموجة الحارة.. أهم 10 نصائح صحية للوقاية من ضربات الشمس    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    ديروط يستضيف طنطا في ختام مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    موعد مباراة برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني    أسعار اللحوم في محلات الجزارة بمطروح اليوم الأحد 11 مايو 2025    «جودة الحياة» على طاولة النقاش في ملتقى شباب المحافظات الحدودية بدمياط    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    تامر أمين بعد انخفاض عددها بشكل كبير: الحمير راحت فين؟ (فيديو)    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق مطعم مصر الجديدة    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    سامي قمصان: احتويت المشاكل في الأهلي.. وهذا اللاعب قصر بحق نفسه    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    إعلان اتفاق "وقف إطلاق النار" بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    المركز الليبي للاستشعار عن بعد: هزة أرضية بقوة 4.1 درجة بمنطقة البحر المتوسط    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 11 مايو 2025    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    راموس يقود باريس سان جيرمان لاكتساح مونبلييه برباعية    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سليل العلماء الدكتور حذيفة المسير:
العبادات في أعلي المراتب وأول الطريق إلي الجنة
نشر في الأهرام المسائي يوم 24 - 06 - 2016

العقيدة أساس العبادة والمعاملة وبدونها يفقد الإنسان الهدف والطريق.. رغم غياب الوازع الديني عند كثيرين إلا أنه لم يصل لدرجة الإلحاد.. الدواعش جاهلون بأمور الدين ومواجهتهم تكون بعدم التهاون معهم وحماية العامة من ضلال أفكارهم
في الوقت الذي تنطلق فيه الأصوات العالية من كل حدب وصوب تثبط عزائمتنا, وتصيبنا بالاحباط,وتفقدنا الأمل في أزهرنا الشريف, تلميحا وتصريحا بأنه قد أصيب بالعقم ولم يعد قادرا علي انجاب أجيال جديدة من العلماء تملأ الدنيا نورا وعلما وثقافة وتطورا في الخطاب الديني, يبزع الفجر فارشا ضياءه, فارجا أساريره, مؤكدا علي أن معين مؤسسة الأزهر لاينضب أبدا, ورجاله في سلسلة متصلة الحلقات يحملون لواء الإسلام الوسطي القويم, يدافعون عنه,ويقدمون وجهه السمح الحقيقي للعالم أجمع.
من هؤلاء المجددين سليل العلماء الدكتور حذيفة المسير مدرس العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين, شاب نشأ في بيئة صالحة فوالده العالم الجليل الراحل الدكتور محمدالمسير, وجده وجميع أقرباء الدرجة الأولي من كبارعلماء الأزهر, وأساتذة الجامعة العريقة, التقيناه وحاورناه حول مختلف القضايا الدينية والفلسفية الشائكة المثارة علي الساحة في الآونة الأخير.. فإلي محصلة الحوار.
بماذا ترد علي من يقولون الآن بخلق القرآن ؟
هذه قضية قديمة, وإثارتها الآن ليس مناسبا للزمن الذي نعيشه, والقائلون بذلك إما علماء أو أصحاب شهرة أو جهلاء, أما العلماء فهذا اجتهادهم وقد خالفوا فيه جمهور علماء الأمة قديما وحديثا, وليس هذا المكان موضع مناقشتهم, أما الباحثون عن الشهرة بإثارة هذه القضايا وصنع زوبعة حولها أو الجاهلون فلا يستحقون عناء الرد, لأنه إنما يكون لمريد الحق لا لجاحده أو من لا يحمل مقومات الوصول إليه.
القضية الجدلية التي تشغل كثيرا من المسلمين وتجعله متحيرا هل الإنسان مسير أم مخير..نريد توضيحا ؟
الإنسان مخلوق وليس إلها, ولا يتصور أن يقول المخلوق إما أن أكون إلها وإما أن أكون مجبرا,وحقيقة أن الإنسان يجد في نفسه إرادة وعزما وتصميما علي ما يريد من أفعال,وأن التربية تصلح من شأن الناس وتقوم المعوج منهم, وأن الناس تفرق ضرورة بين علاقة الفرد بدقات قلبه وعلاقته بحركات يده, كل ذلك يؤكد أن الإنسان مريد مختار,لكنه في نفس الوقت مقيد في اختياراته بحدود ليس له أن يتعداها, والذي يحتاج الناس إلي التنبه له هو أن البحث في هذه المسألة لعوام الناس لا فائدة تعود عليهم منه, لأن الجميع يعلمون ويوقنون بأن الله عدل لا يظلم, وهؤلاء يريدون الوصول لعدم مسئولية الإنسان عن فعله, وهو أمر أجمع العقلاء علي رفضه, والغريب أننا نجد الناس تلجأ للاحتجاج بالجبروالإكراه أوقات الفشل والنكبات لكنها لا تفعل ذلك أوقات الفلاح والنجاح, مما يؤكد أن الأمر مجرد محاولة لدرء المسئولية عن النفس, لكنها محاولة غير صحيحة, والاستمرار عليها يؤدي بالإنسان إلي التواكل أو الاكتئاب.
من منطلق الفكر الإسلامي هل يجب أن ننظر إلي الفرق باعتبارها أحد عوامل ازدهار حركة الجدل الديني أم ماذا ؟
حركة الجدل الديني ليست أساسية في تقييم الأمور,لأن المقصود تصحيح الأفكار وإرشاد العقلاء, وليست الفرق غرضا من أغراض الفكر الإسلامي ولكنها ظهرت نتيجة لعوامل كثيرة متشابكة, وكان ظهورها ضرورة زمن وفكر وليست ترفا أو إرادة فرقة,ومن ضمن أسباب ظهورها حركة العقل واجتهاد العلماء, وكانت سببا لعمق التفكير وتأصيل الفكر وتقعيد المذاهب.
تطل علينا قضية العبادة التي يراها البعض انها قضية شعائر فقط وليست قضية دينونة واتباع ونظام وفقه وشريعة وواقع حياة, ماذا تقولون في هذا ؟
نصوص القرآن والسنة قاطعة بأن العبادات في أعلي المراتب وأنها أول الطريق إلي الجنة, لكن النصوص تؤكد أيضا أن العبادة لا بد أن يظهر أثرها في سلوك الإنسان وتعامله,واقرأ إن شئت مثلا قوله تعالي( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر), فلم يقل: وأقم الصلاة وانته عن الفحشاء والمنكر, وإنما نبه علي أن من ضرورة إقامة الصلاة ضرورة النهي عن الفحشاء والمنكر, فالأمر بإقامة الصلاة نهي عن الفحشاء والمنكر, مما يعني أن كل صلاة لايكون فيها ذلك الأثر فليست واقعة علي وفق أمر الله تعالي.
ما الفرق بين علم العقيدة وعلم الكلام وهل بينهما تداخل وأيهما تأثر بالآخر ؟
مما يتم التأكيد عليه دائما أن تعدد الأسماء لايعني بالضرورة تعدد المسميات, وأن تعدد الأسماء قد يشير في بعض الأحيان إلي جوانب مختلفة لهذا المسمي أو لقدر ومكانة له, فكما أن أسماء الله الحسني كثيرة لاحصر لها ومع ذلك فكلها تشير لمسمي واحد وهو الإله الحق الذي لا إله غيره, كذلك هنا فعلم العقيدة وعلم الكلام مترادفان لا فرق بينهما في حقيقتهما,وهذا هو واقعهما منذ قرون, أما في بداية الأمر فقد يكون لكل منهما دلالته, لكن ذلك لم يعد له وجود الآن.
إذا كان الخوض في علم الكلام اشتغال بالفلسفة وتحكيم للعقل فهل هذا حرام, وما الفرق بين الفكر الإسلامي والفلسفة؟
هذا السؤال ذو جوانب ثلاثة, أما الأول فإن الفلسفة عند فريق من العلماء تختلف عن علم الكلام ولكل منهما مدلوله ومجاله,وعند فريق آخر هي أعم منه, بمعني أن علم الكلام لون من ألوان الفلسفة الإسلامية, ويمكن أن يقال علي رأي الفريق الثاني إن الخوض في علم الكلام اشتغال بالفلسفة, أما الجانب الثاني فهل يعقل أن يقال إن تحكيم العقل حرام ونصوص القرآن والسنة شاهدة بمكانة العقل وأهميته,.. الحرام أن يتجاوز العقل حدود إمكانيات معرفته وأن يجعل لنفسه عصمة لا يشهد لها حس ولا عقل ولاواقع ولاشرع, أما الجانب الثالث فإن الفلسفة جزء من الفكر الإسلامي الواسع المتصل, فهي لون من ألوان العلوم النظرية الإسلامية.
من يجوز له الاشتغال بالفلسفة وما مواصفاته وما مؤهلاته ؟
سنسير في إجابة هذاالسؤال علي أن الفلسفة مباينة لعلم الكلام وغيره من العلوم العقلية الإسلامية, وأن المقصود بها هو ما يعرف من مدارس ونظريات فلسفية قديمة وحديثة, وهنا أقول إن حاجة الأمة إلي الدارسين لذلك والفاهمين لأسسها ومبادئها وبيان الصواب والخطأ فيها وأوجه الخلل أو النقصان فرض كفاية, لكن كما أن الاشتغال بالطب مثلا لا ينبغي أن يمتهنه أي شخص,وليس كل من اشتغل به يكون مميزا أو ناجحا, كذلك الفلسفة, فليس كل طالب أو دارس يكون مؤهلا لها, والأمر يحتاج إلي تمكن من فهم الدين وأدلته, وإلي كمال في العقل,وأصالة في الفكر, وتواصل مع السابقين من العلماء.
حتي الآن مازال الخلاف قائما بين السلفيين والأزهر حول أقسام التوحيد, هل من توفيق بينهما, وهل هناك خلل في المفاهيم, وهل هذا يؤدي إلي نقص في التوحيد.. نريد توضيحا وتحليلا وتوجيها ؟.
الأزهر لا يري أن هناك خلافا في أقسام التوحيد, فالوحدانية بمعناها الشامل الكامل في الذات والصفات والأفعال والعبادة هي مقصود الرسالة, أما التقسيم إلي توحيد الربوبية والألوهبة والأسماء والصفات فهو مجرد اصطلاح وطريقة للدراسة في علم الكلام ولامشاحة في الاصطلاح, وإن كانت هذه الطريقة ليست أنسب الطرق وأسهلها, وحقيقة الأمر أن جوهر الدراسة في موضوعاتها ومسائلها واحد, وليس كل ما يقوله بعض طلاب العلم أو المنتسبين لطريقة ما يكون علما.
قضايا العقيدة كيف كانت موضع اهتمام القرآن الكريم من جهة علاقة الإنسان بربه في العبادات وعلاقته بالناس في المعاملات ؟
العقيدة هي أساس العبادة والمعاملة, وبدونها يفقد الإنسان الهدف والطريق, والقرآن الكريم ذكر أمور العقيدة واضحة محددة,وقدم الأدلة العقلية الواضحة عليها, وكرر الحديث عنها.
أيهما أسبق في الوجود قضايا العلم أم نشأة العلم الذي يختص بها ؟
إن كان المقصود بالسؤال المقارنة بين تسمية العلم باسمه وتحديد أهدافه ومناهجه ووسائله وبين قضاياه وموضوعاته, فالأمر الثابت أن وجود العلم بحده ورسمه لا يتحقق إلا بعد أزمان من وجود بعض مسائله, ثم بعد ذلك قد تظهر مسائل وموضوعات أخري.
كثرت حالات الإلحاد بين الشباب لماذا وكيف ومن المسؤول وكيف يتعامل مع هؤلاء وهل تجدي المناظرات أم لا ؟
الإلحاد يعني إنكار وجود الخالق والخروج عن الأديان, وإن كان المقصود بالكثرة الانتشار فهذا في نظري غير صحيح بالنسبة لمجتمعاتنا إذ بالرغم من غياب الوازع الديني عند كثيرين إلا أنه لم يصل لدرجة الإلحاد,وإن كان المقصود الكثرة قياسا علي ما كان سابقا فقد يكون هذا صحيحا وأسبابه كثيرة منها الجهل والاغترار بالعقل والانخداع ببارق الألفاظ والانكباب علي المتع المادية دون حدود, أما كيف انتشر فقد يرجع جزء كبير في ذلك إلي إهمال التربية الدينية وفقد القدوة وضعف الرقابة علي المواد الفكرية التي تصل لشبابنا مع سهولة وصولها إليهم, والمسئولية يتوزعها المجتمع كله أسرة ومجتمعا وحكومة وإعلاما, وينبغي أن نفسح الصدر لمناقشة هؤلاء وأن تتاح الردود المقنعة بأيسر مما تتاح به تلك المواد المزلزلة مع الضرب بيد قوية علي أيدي المفسدين, أما مسألة المناظرات فقد تجدي إذا ما تمت بضوابط العلماء في آداب البحث والمناظرة,والأولي أن تكون بعيدة عن الإعلام والعوام.
في ظل فضائيات جانحة ومواقع تواصل اجتماعي منفلتة وأئمة مساجد تخلو عن دورهم وعلماء حقيقيين لم تتح لهم الفرصة تزعزع الإيمان في النفوس كيف نستعيد هؤلاء إلي حظيرة الإيمان ؟
هذا الأمر يحتاج إلي جهد من ناحيتين, الأولي أن يعالج أصحاب هذه الزعزعة بما يجعل الأمر ثابتا واليقين كاملا برد الشبه عنهم وتيسير تعلم الدين وإبراز القدوة الصالحة وربط مسائل الحياة بأمور الدين, والناحية الثانية وهي في غاية الأهمية أن نعالج الأسباب التي أدت إلي ذلك, إذ ليس من المنطقي أن نهتم بمعالجة الأعراض والنتائج وأن نترك الأسباب المؤدية إليها تستمر في عملها وإدرار نتائجها, وإذا كنت قد وضعت الأمور المذكورة في السؤال كأسباب فمن الطبيعي أن نتجه إليها لنعالجها, فإعلام الإثارة والفجور والشائعات واللا مهنية, وشبكات التواصل التي تقطع الأواصر, وغياب الداعية المؤهل لإرشاد الناس في وسط هذا الجو الخطير, وإبعاد العلماء الحقيقيين لصالح طلاب العلم وحملة القشور,كلها أمور تحتاج خطة عمل وجهد دؤوب تقوم به الدولة ويشرف عليها الأزهر وتشترك فيها الأوقاف ودار الإفتاء.
الجماعات المتطرفة كالدواعش وغيرهم تري من أين يأخذون دينهم وفتاواهم التي تبيح لهم الذبح والإرهاب, وكيف يكون التعامل معهم في إطار الشريعة الإسلامية ؟
أما من حيث منبعهم فهو فهم الجاهلين لأمور الدين,وقد قال صلي الله عليه وسلم في مثل حالة هؤلاء{ حتي إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسألوهم فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا}, وأما عن مواجهتهم فهي تحتاج أولا إلي حماية العامة من ضلال أفكارهم بالعلم الصحيح, وكذا محاولة إيصال رد الشبه إليهم مع الشدة في مواجهتهم وعدم التهاون معهم في استخدام القوة المنضبطة بتعاليم الإسلام في قتال البغاة والخارجين, وفتح الباب لمن أراد منهم التوبة والرجوع.
هروب الشباب إلي أحضان الفرق الضالة هل سببه ضعف التعليم أم البطالة أم عدم وجود علماء يقومون بدورهم علي الوجه الأكمل, وكيف نحميهم ؟
أما عن العلماء فهم موجودن يؤدون دورهم علي حسب ما يتاح لهم وأي تقصير في هذا الجانب يقع لومه غالبا علي المجتمع والدولة لا عليهم, وأما عن الأسباب فما ذكرته قد يكون جانبا وليس كل الأسباب, فضعف التعليم يعني الجهل بأمور الدين ويعني ضعف القدرة العقلية علي الفهم والتمييز عند كثير من هؤلاء, والبطالة ليست سببا مباشرا وإنما هي فراغ انضم إلي قوة الشباب وطموحه فأحبطه وقتل فيه الأمل والنبي صلي الله عليه وسلم يقول{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ}, ومن هنا ينبغي لنا أن نفتح الباب لطاقات الشباب ليتعلم وينتج ويستمر أمله دون أن نغلق عليه باب الالتزام ونخوفه منه ونشوه صورته فنقول عن كل شاب حافظ علي الصلاة وأدي بعض السنن أنه تدروش أو أنه تطرف.
فكرة التوبة أو الاستتابة أليست موجودة في ديننا الحنيف, كيف نفعلها وهل تجدي مع من شذ عن الصف ؟
التوبة هي إقبال العبد علي ربه بعد ذنبه, والاستتابة هي الطلب من العبد بأن يقوم بالتوبة, وكل من الأمرين ثابت في الشريعة تحث عليه نصوص الشرع وتفتح الباب بالتوبة لجميع الناس في جميع الأوقات ماداموا في الدنيا لم يصلوا إلي منتهي آجالهم, وبالتالي فالتوبة تجدي مع كل شخص بشرط أن تكون نابعة من داخله مكتملة عنده بشروطها.
صيانة المقاصد الإسلامية وحرماتها كيف تكون ؟
كل ما أبدعه العلماء المسلمون في أمور الشريعة يدور حول هذا, ويمكن أن نقول اختصارا بأن هذا إنما يتم بالتربية والقدوة والتعاون في المجتمع حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وكذا بالقانون والحدود والأخذ علي أيدي العابثين.
ألا تري أن هناك خللا في الفصل بين قضايا العقيدة وتطبيقها ؟
العقيدة أمور علمية قلبية وليست أمورا عملية,لكنها في نفس الوقت ذات أثر في توجيه الإنسان وتحديد أولوياته ووسائله وأهدافه, والخلل هو في طغيان الأمور المادية علي الأمور القلبية بحيث ينسي الإنسان أولوياته وأهدافه في إطار انشغاله وسعيه.
ما هي المنطقة التي لا يتجرأ عليها العلماء ؟
كل ما حرم من الشرع النظر فيه بيقين, أوكانت أدوات الوصول إليه غير متاحة للبشر بيقين فهو مما أجمع العقلاء قبل العلماء بالدين علي اجتنابه.
الاجتهاد الفكري وثوابت الأصول كيف نجمع بينهما؟
ليس بينهما تعارض أوتناقض لنحاول الجمع بينهما, فهما جزءان مكملان, فالاجتهاد الفكري من حملة مؤهلاته مطلوب ما دام منضبطا بضوابط الحق والشرع, والثوابت في الدين ليست مما يخضع للاجتهاد في تحديدها وبيان مدلولها,فليست من موضوعات الاجتهاد بل هي محددة لمجال الاجتهاد.
استفتاء القلب لمن ؟
ليس استفتاء القلب داخلا في كل أمر,وإنما هو في أبواب الورع والاحتياط وليس في أبواب الحكم والاجتهاد, ولا يصح استفتاء القلب إلا بعد معرفة الأحكام ودوام الاستقامة وخروج الهوي من القلب,وهويكون لمن سأل السلامة لنفسه لا لمن انساق وراء شهواته.
هل يمكن إطلاق العنان لمن لا يعرف ليتحدث باسم الدين, وما هي الحدود الفاصلة بين حرية التعبير والتطاول, والنقد البناء والقدح ؟
قطعا لا يمكن أن نجعل الجهلاء متكلمين باسم الدين,لكن الخلل أصلا ليس في تكلم هؤلاء بل في أن يعيرهم أحد انتباها أو يعتبر لكلامهم وزنا,أما مسألة حرية التعبير فالمتفق عليه أن كل دولة تضع حدودا تعاقب كل من تعداها وتتناسب هذه الحدود مع أهدافها وقيمها, ولذلك لم يتبجح أحد بحرية التعبير في إذاعة الأخبار العسكرية, وسيلام كل من نشر خبرا أثربقوة مثلا علي الاستقرارالمالي للبلاد, وبالتالي فالتعبير له حدود لا بد من معاقبة كل من يتجاوزه,مع ملاحظة أن هناك فرقا بين حرية الفكروحرية إذاعة الفكر, الأول ثابت للجميع لكن لا يصح أن يكون الثاني مفتوحا ومتاحا لكل إنسان وبأية وسيلة.
دائما توجه السهام للأزهر للنيل منه في حملة موجهة,فما الأسباب وكيف الرد ؟
دائما كل عظيم له شانئوه وحاسدوه وبمقدار عظمة الجهة وعظمة مهمتها ومسئوليتها بمقدار ما يزداد توجيه السهام إليها, وهؤلاء يعرفون أن الأزهر حصن للأمة في دينها ولغتها وعلومها ووحدتها, وأن هدم الأزهر أو الانتقاص من قدره إزالة لعائق كبير أمام هجومهم علي الأمة وهويتها, وليس العجب من فعل الأعداء فما هم إلا أعداء لكن العجيب أن يصدق الإنسان عدوه وأن يفتح له باب بيته ليدخله فيه, ومسئولية الدفاع عن الأزهر مسئولية المجتمع والدولة والأمة قبل أن تكون مسئولية الأزهر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.