تضاربت أمس الأنباء بشأن التدخل الأجنبي في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا, ففيما كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أن حلف الأطلنطي( الناتو) يبحث خيارات عسكرية. أكد الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن أنه لا توجد نية لدي الحلف للتدخل في ليبيا. في الوقت نفسه, قال وزير الدفاع الأمريكي إن أي تدخل عسكري في ليبيا ينبغي أن يحظي بتأييد دولي, وهو مارفضته روسيا التي أعلنت علي لسان وزير خارجيتها معارضتها أي تدخل عسكري في ليبيا.وأكد أوباما أن الناتو تشاور أمس في بروكسل حول نطاق عريض من الخيارات بما في ذلك عمل عسكري محتمل ردا علي العنف الذي يمارسه نظام العقيد معمر القذافي ضد المحتجين الذين يطالبون بإنهاء42 عاما من حكمه.ووجه أوباما رسالة واضحة إلي الشعب الليبي بأن الولاياتالمتحدة تقف ضد العنف, وأن منظمات الإغاثة الدولية يجب أن تتأكد من أن الجميع في ليبيا يحصلون علي المساعدة التي يحتاجون إليها.جاء ذلك في تصريحات أمس للرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع جوليا جيلارد رئيسة وزراء استراليا التي تقوم حاليا بزيارة إلي الولاياتالمتحدة.وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة قامت من جانبها بدور طليعي في مجالات الإغاثة الإنسانية, مشيرا إلي أنه خصص15 مليون دولار لمنظمات الإغاثة علي الأرض في ليبيا بالتنسيق مع الأممالمتحدة التي لديها عناصر علي الأرض للتأكد من حصول الناس علي المساعدات التي يحتاجون إليها, بحيث تكون الولاياتالمتحدة في موقف يسمح لها بالاستجابة لأية ظروف طارئة علي الأرض.وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة واستراليا تقفان كتفا إلي كتف في إرسال رسالة واضحة, وهي أنهما يقفان إلي جانب الديمقراطية والالتزام بحقوق الإنسان, كما أنهما ترسلان رسالة واضحة جدا للشعب الليبي مفادها أن الولاياتالمتحدة واستراليا ستقفان إلي جانبهم في مواجهة هذا العنف والقمع المستمر للمثل الديمقراطية.وفي رد فوري, أعلن الأمين العام لحلف الناتو راسموسن عدم وجود نية للحلف للتدخل في ليبيا, مع استمراره في مراقبة الوضع عن كثب.وقال خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في بروكسل أن الناتو يدين استعمال العنف ضد المدنيين ويطالب السلطات الليبية بحماية المتظاهرين وسماع أصواتهم, وأضاف: نحن نشاطر مجلس الأمن الاعتقاد أن جرائم القذافي ترقي, ربما, إلي جرائم ضد الإنسانية, ويهمنا السهر علي تنفيذ قرار مجلس الأمن.وأوضح أن الحلف سيؤيد أي قرار قادم من قبل مجلس الأمن الدولي للتعامل مع الوضع في ليبيا, مؤكدا أن الحلف يبقي مستعدا للتعاون بشكل وثيق مع المنظمة الدولية وكافة المنظمات والأطراف الإقليمية بهذا الشأن وأشار إلي أن الحلف لن يتحرك إلا في إطار تكليف واضح ومحدد من قبل مجلس الأمن الدولي, ودائما ضمن تنسيق مع الجميع. وأشار إلي أنه أجري اتصالات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي وكذلك مع مسئولي الاتحاد الافريقي من أجل الاضطلاع علي آرائهم, معربا عن الاعتقاد بأن المجتمع الدولي لن يظل مكتوف الأيدي, في حال استمر القذافي فيما يفعله حاليا ضد شعبه. وأوضح أن الحلف يساند إقامة منطقة الحظر الجوي, إذا ما تم الاجماع عليها, ولكن هذه العملية تعتبر تدخلا عسكريا, وهنا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الحساسيات المرتبطة بهذا الأمر داخليا وإقليميا ودوليا. وفيما نسبت وكالة( آر.آي.إيه. نوفوستي) الحكومية إلي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله أمس إن موسكو تعارض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس أمس ان اي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا ينبغي ان يحظي بتأييد دولي. وسئل عن امكانية استجابة عسكرية دولية للاوضاع في ليبيا فقال جيتس خلال زيارة لأفغانستان اعتقد انه سيتعين علينا مراقبة الوضع عن كثب. لكني اعتقد في هذه المرحلة إن ثمة احساسا بأن اي عمل يجب ان يكون نتيجة لعقوبات دولية.علي صعيد متصل, قال مصدر إيطالي مطلع إن بلاده لن تعارض تمديد عقوبات الاتحاد الأوروبي علي ليبيا لتشمل المؤسسة الليبية للاستثمار التي تملك حصصا في اونيكريديت وفينميكانيكا.وقال دبلوماسيون أمس إن من المنتظر أن توسع دول الاتحاد الأوروبي نطاق العقوبات المفروضة علي ليبيا لتشمل المؤسسة الليبية للاستثمار. وما لم تبد أي دولة عضو بالاتحاد الأوروبي اعتراضا بحلول منتصف نهار اليوم فستضاف المؤسسة الليبية تلقائيا إلي القائمة التي تشملها العقوبات إلي جانب عدة مؤسسات مالية أخري. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس ان بريطانيا وبعض الدول الأخري تعمل بشكل عاجل علي استصدار قرار لمجلس الامن الدولي يسمح بفرض حظر جوي فوق ليبيا.