شن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, هجوما عنيفا علي أئمة الأوقاف قائلا: إن البساط تم سحبه من تحت أقدامهم مما جعل صوت الأزهر غير مسموع أو مؤثر.. وأشار الطيب خلال لقاء مع الأئمة والدعاة من مختلف محافظات مصر بحضور وزير الأوقاف الدكتور عبدالله الحسيني هلال إلي أن هناك ضعفا واضحا في مستوي الدعاة وغياب منهج الأزهر الوسطي المعدل وقدرته علي مواجهة الظروف التي عاشتها مصر أخيرا. وأوضح أن سبب ضعف مستوي الدعاة وخريجي الأزهر يعود إلي عدم تحملهم مسئولية الدعوة والانجرار وراء مطالبهم الحياتية والمصالح الضيقة. وطالب الإمام الأكبر الائمة بالجلوس في منازلهم وتحمل الوزارة رواتبهم إذا لم يقوموا بدورهم الحقيقي لحمل المنهج الأزهري والارتقاء بمستواهم العلمي والإلتزام بمهام منصبهم, مبينا أن ابتعادهم عن الدعوة سيمنح الفرصة لاختيار غيرهم من القادرين علي تحمل مسئوليات الدعوة بحق. وأكد أنه رغم الدور المفروض للأزهر كمنارة للعلم وقادر علي إعادة نهضة الأمة ورغم أنه فوق الحكومات والأنظمة ولا يتلقي أوامره من أحد, إلا أن دوره الفعلي المؤثر بالمجتمع قد تآكل, وكذلك المؤسسات الدينية لتراجع مستوي الأمة والدعاة والذين سلموا المنابر لغيرهم. وشدد الدكتور الطيب علي الأئمة والدعاة بتلبية نداء الأمة لهم بالعمل علي نهضتها ويتحلمون مسئوليتهم ويعبرون عن الإسلام بدقة, فالإمامة أهم من أي مهنة أخري في المجتمع, حيث يلتقي بكل طوائف المجتمع ويصنع عقول نحو1,5 مليار مسلم بالعالم, مؤكدا أن أي شيء ولو كان الأمن لن يعيق الأزهر وأئمته عن القيام بدورهم. من جانبه ذكر الدكتور عبدالله الحسيني, أن الهدف من اللقاء الذي يحضره أكثر من300 إمام, هو بحث هموم الدعوة الإسلامية ومشاكلها وسبل الغموض بها في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها مصر, وكذلك النهوض بالخطاب الدعوي لمواكبة التطورات الحالية والحفاظ علي منابر الأوقاف بعيدا عن المتشددين. وأشار إلي أن مطالب الأئمة والدعاة الاجتماعية محل اهتمام ودراسة من كل المسئولين لتلبيتها وفق المتغيرات الراهنة ومطالبهم بالقيام بدورهم وأن يكونوا قدوة في الانضباط والقيام بمسئوليات الدعوة لتبصير الناس والمساعدة في نمو وتقدم المجتمع. بينما أكد الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف, أن ما حدث في مصر بعد ثورة25 يناير هو آية من آيات الله وبعث لنهضة مصر, وبالتالي الأمة الإسلامية كلها وأن مصر ستظل برعاية الله رمز للحرية والتقدم نافيا أي تناقض داخل المؤسسة الدينية في مصر. وطالب الدكتور عمار, بإبعاد الأمن عن العمل الدعوي وإلغاء تعيين الآئمة الذين تم تعيينهم برعاية من أمن الدولة وإعادة فتح المساجد طوال اليوم لتكون منارات علمية ودينية. من جانبهم طالب الدعاة بتخصيص كادر خاص ونقابة لهم وتحسين وضعهم المالي والعملي وإبعاد الأمن عن الدعوة وجعل منصب الإمام بالانتخاب.