الأخوة فى الله نعمة عظيمة يتحقق بها الأمن والسلام والرحمة بين المسلم ونفسه وبين المسلم وأخيه وبين المسلم ومجتمعه، ولهذا فالاخوة فى الله تعالى والحب فيه هبة كبيرة ومنحة عظيمة من الله تعالى للمسلم والجماعة المسلمة، فبها يتذوق المؤمن حلاوة الإيمان ويحيا حياة السعداء. وبها يحيطه الله برحمته ويقيه شدائد يوم القيامة وينال الأمن والسرور، ويعد فى صفوف السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله. وبها يستشعر زيادة محبة الله ورسوله فهى علامة القبول وعنوان التوفيق كما أن المتحابين فى الله قلوبهم مطمئنة آمنة من الأهوال تتلألأ وجوههم نورا وسرورا يوم القيامة لأنها عروة الإيمان الوثقى من تمسك بها نجا وهى من بشائر الأعمال الصالحة الموصلة إلى قبول الله تعالى الدالة على الهداية والنجاح. إن الأخوة فى الله سلوك حسن وصحبة نافعة وسيرة طيبة والداعى إلى المحبة والأخوة له نصيب فى الخير فهو دليل على كمال وصفاء السريرة والعمل المتقن وخوف الله ورعاية حقه واحترام كتابه وحب نبيه. وفرض الله تعالى للمسلم حقوقا على أخيه المسلم بها ترسم حدود الأخوة والمحبة كما روى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست) قيل : يا رسول الله، وما هن؟ قال: (إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه). كما أن من حق المسلم على أخيه أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره له ما يكره لنفسه من الشر. وألا يؤذيه بقول أو فعل، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وألا ينقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد بينهم، وألا يذكر أحدا بما يكره، وألا يزيد فى الهجر على ثلاثة أيام لغير سبب شرعى. وأن يحسن إلى كل أحد بحسب القدرة والاستطاعة بكل أنواع الإحسان القولى والفعلى، وأن يخالق الناس جميعا بخلق حسن وأن يتسم بالوفاء والإخلاص فى المودة والرحمة وأن يكون مستبشرا طلق الوجه لين الجانب. ومن حق المسلم على أخيه أن يصون عرضه ويستر عورته وينصر أخاه بنفسه وماله ويدفع عنه الظلم والعدوان قدر استطاعته. وأن يتمثل المسلم دائما حديث أبى هريرة رضى الله عنه: (أن رجلا زار أخاه فى قرية فأرصد الله على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لى فى هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أنى أحبه فى الله، قال: فإنى رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه). وعن أنس رضى الله عنه: أن رجلا سأل رسول الله: متى الساعة؟ قال: (وما أعدت لها) قال: لا شىء إلا أنى أحب الله ورسوله، قال: (أنت مع من أحببت) قال أنس: ما فرحنا بشىء فرحنا بقول النبى (أنت مع من أحببت قال أنس: فأنا أحب النبى وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبى إياهم).