انتهي امس الموسم الاول للعرض المسرحي الرمادي علي مسرح مركز الهناجر للفنون استعدادا لبداية شهر رمضان الكريم, بينما تستعد المخرجة عبير علي للمشاركة به خلال الشهور المقبلة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي والمهرجان القومي للمسرح. الرمادي عن رواية1984 للكاتب الانجليزي جورج اورويل, إعداد آمال الميرغني, دراماتورج وإخراج عبير علي, وبطولة محمد علي حزين ودعاء حمزة وانجي جلال وسهام بنت سنية وعبد السلام ومحمد عبد المعز و ميسون محفوظ, وجمعه محمد وحسن عزام وعزت زين وعبد الرحمن ناصر و محمود سليم والأطفال باسل وسما محمد علي, مساعدي الإخراج إنجي جلال ومحمد جلال عسكر ومحمود سليم وعماد أبو جرين وحسن عزام وفاطمة إمام, مخرج منفذ جمعه محمد, ولوحات تشكيلية لعماد ابو جرين وسينوغرافيا هناء نصر وعبير علي, وكيروجراف حازم حيدر, وفيديوغرافيا محمد ابو السعود, وإعداد موسيقي والحان محمد علي حزين وغناء محمد علي حزين, وإنجي جلال, ومروان عبد المنعم والعازفين أحمد محمد تشيللو وباسم خيري جيتار ومعاذ محمد بركشن. وتدور احداث العرض في عالم من الفانتازيا عن مدينة وهمية تسمي اوشيانيا ترفض الاختلاف ويسيطر عليها اللون الرمادي, كل سكانها لهم شكل موحد يرتدون الملابس الرمادية وشعرهم اسود بنفس الطول سواء من الرجال او الاناث, والمنازل مراقبة بالكاميرات ويتحرك الجميع بناء علي تعليمات من اجهزة الصوت التي تتحكم فيها الدولة والاخ الاكبر الذي لا يراه احد ابدا الا من خلال الصور والاعلام. ويخضع السكان لجلسات توجيه بشكل دوري لاقناعهم بأنهم سعداء وايضا لاشعال طاقة عنف بداخلهم وتوجيه الكره لمن تحاربه الدولة, بينما يختلف عنهم ونستون سميث الذي يعمل موظفا في وزارة الحقيقة ويرفض كل هذا خاصة وان عمله يتطلب منه تزوير الحقائق واخفاء الادلة, كما يرفض اجبار الدولة للسكان علي الاحتفال باعدام الاسري او كل من يتهم بانه خائن او عميل دون اسانيد حقيقية لمجرد انه مختلف, لكنه لا يستطيع التصريح بذلك لانه سيؤدي لهلاكه الي أن تشجعه جوليا بحبها له الذي تقتله السلطة في النهاية بالتعذيب والتهديد ودفعها لخيانته وبيعه دفاعا عن حياتها الشخصية للقضاء علي كل المعاني الجميلة في حياتهما وقتل اي طموح نحو غد افضل او حياة مختلفة. اشارت المخرجة عبير علي الي أن العرض تم انتاجه مناصفة بين قطاع الانتاج الثقافي ممثلا في مركز الهناجر للفنون وجائزة عبد العزيز قنون التي حصلت عليها عن مجمل اعمالها لانتاج هذا العرض بالتحديد, مضيفة انها بدأت العمل عليه في عام2015 مع امال الميرغني التي كتبت النص المسرحي المأخوذ من رواية جورج اوريل الشهيرة وكانت النسخة الاولي من النص باللغة العربية الفصحي الا انهما قررا تخفيفها للعامية حتي تكون قريبة من الجمهور العادي. واكدت ان الرواية تركز علي فكرة الديكتاتور وأن كل منا لديه هذا الاخ الاكبر الذي يمارس عليه السلطة باستخدام النفوذ او المال, ولكنها كانت مهمومة اكثر في اعدادها للرواية بالتركيز علي فكرة الاختلاف واستخدام هذه السلطة لقمع ونبذ المختلف والحروب ومحاولات اقصاء الاخر باستمرار, مشيرة الي ان الحضارة الانسانية كلها الان في منحضر تاريخي ومفترق طرق, وعلينا الاختيار اما أن نتقبل بعضنا البعض ونعيش سويا في رحابة الاختلاف أو أن نموت علي خلاف. واضافت أن اراء الجمهور اختلفت حول نهاية العرض التي يقرر فيها الممثلين خلع الملابس الرمادية والرقص بحرية وحيوية بملابس ملونة مبهجة لتقاوم تعددية الالوان اللون الواحد, فهو يكسر حالة القتامة التي سيطرت علي العرض ونهاية ونستون وجوليا المأساوية التي لم اكن اريد أن اختمها بالموت ايضا كما حدث في الرواية وتركتها مفتوحة وكأنهما في انتظار الاعدام في اية لحظة, مؤكدة انها نهاية غير متوقعة وهذه طبيعة الفن فهو ليس مظاهرة ولا يقدم حلا وانما هو محاولة للتحريض علي التفكير والتأمل.