وسط ظلام دامس يجتاح العالم العربي, حيث يشتعل العديد من الدول بحروب أهلية, فيما أصبح الانقسام الداخلي الفلسطيني أشبه باللغز, حيث وقع العديد من اتفاقيات المصالحة, لكنها ظلت حبرا علي ورق, وسط هذا الجو العربي المخيب للآمال, تأتي ذكري نكبة العرب, وليست نكبة فلسطين فقط لتؤكد أننا كعرب لم يعد لنا وجود فاعل. فلا تختلف ذكري نكبة فلسطين ال68 عن سابقاتها, حيث تتواصل معاناة الفلسطينيين ويستمر الاحتلال في تمزيق الأرض, وتكريس إجراءات تهويدها خاصة في مدينة القدس, وبالمقابل تواصل السلطة الفلسطينية والجامعة العربية النضال بالكلمات وإصدار البيانات. تأتي ذكري احتلال فلسطين ونحن كعرب لم نستيقظ بعد من نومنا العميق والطويل في بحر الاستنكارات وبيانات الشجب والإدانة, تخلينا جميعا عن قضية العرب الأولي( الاحتلال الإسرائيلي) لفلسطين وهرولنا جميعا علنا ومن خلف ستار نحو تل أبيب نخطب ودها, ونطلب يدها رغبة في زيجات غير شرعية أو شرعية. نسينا القدس ونسينا المسجد الأقصي وأصبحت لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي عديمة الجدوي, فهي أيضا غرقت في هوي إسرائيل, الذي يجتاح أمتنا التي كانت عربية, وتركنا اليهود ينفذون محاولاتهم لهدم المسجد الأقصي وإقامة هيكل سليمان علي أنقاضه. فهناك12 منظمة متطرفة تحظي بدعم من جهات رسمية وأثرياء يهود, تستغل الأعياد اليهودية لتنظيم اقتحامات للأقصي بحمايةمن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي, أبرزهاحركات أمناء الهيكل وتأسيس الهيكل ومدرسة الهيكل وهذه الحركاتليست استثنائية وهامشية, بل هي في صلب الإجماع الإسرائيلي حتي إن وزراء الحكومة هم من يرعون هذه الاقتحامات مما يجعلها منهجا رسميا. وللأسف فإن ردود الفعل الفلسطينية والعربية الضعيفة هي ما تشجع علي التمادي الصهيوني في هدم أقصانا, يحدث هذا في الوقت الذي تتذرع فيه الدول العربية بالأوضاع المشتعلة في المنطقة لتبرر تقصيرها, وربما تحت الطاولة يجريتخل حقيقي عن الأقصي فلسطينيا وعربيا. ومن سخريات القدر أن عداد ذكريات نكبة فلسطين يستمر في الدوران فيما يتوالد المزيد من النكبات العربية, كما يحدث في سوريا وليبيا ولبنان والعراق, وربما أكثرها كارثية ما يحدث في سوريا, إذ بعد مرور خمس سنوات من الحرب الأهلية, تم تهجير نحو نصف السكان الي الخارج وفي الداخل, وقتل أكثر من300 ألف شخص, فضلا عن تدمير مقومات البلاد الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية, وأصبحت أرضها وسماؤها وبحرها مستباحة للقوي الأجنبية, ومع ذلك يصر بشار علي البقاء في السلطة, حتي لو تم إبادة الشعب السوري بأكمله. ووسط هذا المشهد الكارثي يزداد الحديث, عن سيناريوهات وخرائط ترسمها القوي النافذة, خاصة روسيا وأمريكا لتقسيم سوريا, علي أسس طائفية وعرقية مع تواتر الاخبار والتقارير, عن عمليات تهجير طائفي وإحلال غرباء مكانهم في العديد من المناطق. ومن المصادفات الزمنية أن ذكري نكبة فلسطين, وتفاقم نكبة سوريا والحديث عن سيناريوهات تقسيمها, يتزامن مع الذكري المئوية لاتفاقية سايكس بيكو, التي وقعت بين فرنساوبريطانيا في16 مايو عام1916, التي تضمنت اقتسام الاراضي العربية الواقعة شرق المتوسط( العراق وبلاد الشام),التي كانت تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية, وما لم تحدث معجزة إلهية, فان الذكري69 للنكبة ستمر العام المقبل, مع مئوية وعد بلفور, الذي أصدرته بريطانيا في الثاني من نوفمبر عام1917, وتضمن منح اليهود وطنا قوميا في فلسطين, وهو الذي وضع حجر الأساس لنكبة فلسطين وإقامة دولة الاحتلال.. وختاما يا من كنتم عربا هل نسيتم نكبتكم ووكستكم.. هل نسيتم عروبتكم؟ [email protected]