استطاع رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر ان يعيد صياغة نفسه باعتباره مؤيدا للديمقراطية في العراق ومناهضا لتنظيم داعش الإرهابي. وبينما تري الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ان القضاء علي داعش القضية الأكثر إلحاحا في العراق فان مقتدي الصدر يركز علي الفشل الذريع لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وحكومته في توفير فرص العمل والخدمات العامة الأساسية في البلاد علاوة علي ضرورة اجتثاث الفساد من الطبقة السارقة في البلاد. الصدر الزعيم السابق لجيش المهدي والمقاوم للاحتلال الأمريكي مما أكسبه شعبية واسعة بين شيعة العراق. حركة الاحتجاج التي يقودها الصدر في الشوارع التي هزت بغداد في الأسابيع الأخيرة بلغت ذروتها في نهاية الأسبوع حتي وصلت للمنطقة الخضراء ووصل عدد المتظاهرين الي200 ألف شخص. يعيد الصدر صياغة نفسه باعتباره رجلا يمثل جميع الناس ليمثل بذلك القومية العراقية القوية ويدعم العملية الديمقراطية بدون عنف. وقد تم حل ميليشيا المهدي عام2008 وفي انتخابات عام2014 فازت كتلة التيار الصدري بنحو34 مقعدا في البرلمان ليحصل بذلك علي الشرعية السياسية. ويسعي الصدر لتطبيق نظام الحصص التي ترمي لضمان التمثيل العرقي والديني في العراق وتقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد في البلاد. عودة الصدر كزعيم قومي قوي تمثل بعض المزايا لواشنطن فعلي الرغم من ثلاث سنوات قضاها الصدر في منفاه الاختياري في إيران فان موقفه القومي الجديد يلعب دورا هاما ضد النفوذ الإيراني في العراق فهناك توترات حادة بين الصدر والجماعات الشيعية المتنافسة وقد اشتبكت ميليشيا الصدر مع ميليشيا( حشد) المدعومة من جانب إيران. ويتمتع الصدر بشعبية في العراق ولكنها لا تشمل الأقلية السنية التي ترفض أي نفوذ للشيعة في السلطة وإذا تم إبعاد العبادي فلن يكون أمام واشنطن إلا التعامل مع الصدر الذي أصبح كما وصفته صحيفة الجارديان البريطانية اخطر رجل في العراق.