حرص مختار خلال زياراته المتكررة لصديقه حاتم علي معرفة أدق التفاصيل عن حياتهم, خاصة عمته عفاف تلك السيدة المسنة التي تبلغ من العمر65 سنة وتعيش بمفردها بشقة في منزل العائلة بقرية مشطا بمركز طما بسوهاج منذ طلاقها من زوجها ورفضها أن تتزوج مرة أخري واختارت أن تعيش بمفردها لا يؤنس وحدتها سوي ابني أخيها مصطفي وحاتم اللذين كانا يقومان علي رعايتها وتوفير كل متطلباتها خاصة أنها ميسورة الحال ولا تمثل عبئا علي أحد. كان حاتم يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه مختار عن عمته ومدي عطفها وحنانها علي الأسرة فهي لا تبخل عليهم بشيء وتبذل الغالي والنفيس من اجل إرضائهم وتحقيق كل مطالبهم. انصت مختار جيدا لحديث صديقه عن مواقف عمته التي تنفق بسخاء ولا تخشي الفقر بينما يجول في خاطره وساوس شيطانية تكشف عن نيته السيئة تجاه تلك العائلة التي وثقت فيه وسمحت له بدخول منزلهم وكأنه فرد منها. عقب كل زيارة كان مختار يطيل التفكير ونفسه المريضة تسول له الطريقة التي تمكنه من الاستيلاء علي أموال تلك المسكينة حتي لو استدعي الأمر قتلها فهو يري أنها قد شبعت من الدنيا أما هو فشاب بلغ من العمر37 عاما ولم يحقق شيئا من أحلامه بأسرة وزوجة وأطفال وحياة رغدة تغنيه عن مشقة العمل كسائق علي سيارة ميكروباص. أيقن مختار أنه لن يستطيع بمفرده انجاز المهمة ولابد من الاستعانة بآخرين لمشاركته في هذا العمل الاجرامي وبالفعل اتفق مع أربعة آخرين من قرية المدمر المجاورة لقرية مشطا ممن يمرون بظروف مالية صعبة وأغراهم بما سيحصلون عليه من أموال وذهب عقب انجاز المهمة. وفي مساء احد الأيام تحرك الجناة صوب منزل فريستهم وجهزوا الأدوات اللازمة لتوثيقها وشل حركتها والإجهاز عليها في حالة مقاومتها واتفقوا جميعا علي هدف واحد هو سرقة مصوغات وأموال المجني عليها. وقام مختار بمراقبة الطريق لسابق معرفته بأحد أفراد العائلة ومعرفته بخريطة كاملة للموقع بينما قام ثلاثة من الجناة بدخول مسكن المجني عليها من خلال الباب الرئيسي وقاموا بتوثيق يديها ورجليها وتكميم فمها بشريط طبي والاستيلاء علي مصوغاتها الذهبية ومبلغ مالي قدره3500 جنيه وبعض الأوراق الخاصة بها ولاذوا جميعا بالفرار بسيارة ملاكي يقودها المتهم الرابع. وفي الصباح اتجه مصطفي33 سنة مزارع إلي منزل عمته للاطمئنان عليها والتعرف علي احتياجاتها لشرائها لها ولكن المفاجأة كانت غير متوقعة وإصابة الذهول حيث وجد عمته عفاف جثة مسجاه علي ظهرها ومكبلة الأيدي والأرجل بحبل بلاستيك مع وجود سحجات بالوجه تم نقل الجثة لمشرحة مستشفي طما وأخطرت النيابة وباشرت التحقيق. كان اللواء احمد أبو الفتوح مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي بلاغا بالواقعة انتقل علي الفور الرائد العميد ماجد مؤمن رئيس مباحث المديرية وعمر الخطاب رئيس فرع البحث للشمال و الرائد ا حمد صلاح النقيب مازن نبوي رئيس ومعاون مباحث مركز طما بإشراف العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان الواقعة لكشف ملابسات الجريمة وضبط الجناة وبالفحص تبين عدم وجود آثار عنف بالأبواب والنوافذ وبسؤال أهل المجني عليها لم يتهموا أحدا بالتسبب في الجريمة. توصلت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الواقعة كل من مختار37 سنة سائق ومقيم بقرية مشطا بمركز طما وتربطه علاقة صداقة بأبن شقيق المجني عليها وهمام25 سنة عامل ومحمد21 سنة عامل وسامي25 سنة عامل ومحمد سنة عامل وجميعهم من قرية المدمر بمركز طما. وأكدت التحريات قيام المتهمين بارتكاب الجريمة لسرقة مصوغات المجني عليها وأموالها وعقب تقنين الإجراءات تمكن ضباط مباحث طما من ضبط جميع المتهمين عدا الأخير وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة تفصيليا وأنهم قاموا باقتسام المبلغ المالي فيما بينهم وإخفاء المصوغات الذهبية بمنطقة مقابر قرية المدمر لحين التصرف فيها. وتم إخطار النيابة فقررت حبس المتهمين أربعة أيام علي ذمة التحقيق كما قررت ضبط وإحضار المتهم الهارب وباشرت التحقيق بإشراف المستشار هاني الجوهري المحامي العام لنيابات شمال سوهاج.