شهد ميدان الجزائر بمنطقة البساتين بالقاهرة جريمة مأساوية بسبب مشاجرة بين ضابط شرطة وسائق ميكروباص للخلاف علي أولوية المرور بسيارتيهما ليحتدم الصراع بينهما, ويمسك كل منهما بتلابيب الآخر بعد أن وجه السائق عبارات سب ولعن للضابط جعلت الأخير يخرج عن شعوره ويستل طبنجته الميري ويطلق علي السائق الرصاص فتستقر طلقة في كتفه. وعندما حاول الضابط حمل سائق الميكروباص في سيارته الجيب لإسعافه حاصر أهالي المنطقة وسائقو الميكروباص من زملاء المجني عليه الضابط وسيارته وانهالوا عليه بالضرب وأشعلوا النيران في سيارته الجيب انتقاما منه لإطلاق الرصاص علي زميلهم, وذكر بعض شهود العيان الذين تجمعوا في ميدان الجزائر فور وقوع الحادث أنهم شاهدوا سباقا بين سيارة جيب وأخري ميكروباص للمرور بشارع الجزائر ثم فوجئوا بنزول قائد السيارة الجيب والذي كانت بصحبته والدته وعندما بدأ في معاتبة سائق الميكروباص الذي لم يتقبل معاتبته ونزل من سيارته ووجه سيلا من الشتائم للضابط الذي استشاط غضبا ولم يستطع أن يتمالك أعصابه لشعوره بالإهانة أمام والدته. فاستل سلاحه الميري وصوبه نحو السائق وأطلق منه عيارا ناريا استقر بكتف السائق عاطف سيد35 سنة مقيم بدار السلام فسقط مضرجا في دمائه أمام المارة. أضاف شهود العيان أن قائد السيارة الجيب عندما شاهد الدماء تنزف من سائق الميكروباص أسرع نحوه وحاول حمله لسيارته لنقله لأقرب مستشفي لاسعافه إلا أن المارة وزملاء المجني عليه من سائقي الميكروباص اعتدوا علي قائد السيارة الجيب الذي تبين أنه ضابط شرطة يدعي صلاح الدين أشرف السجيني ضابط بمباحث السويس, وهو ما زاد من غضب الأهالي الذين انهالوا علي الضابط بالضرب وأضرموا النيران في سيارته وعقدوا العزم علي القصاص منه بنصب مشنقة له في شارع الجزائر حتي يكون عبرة لغيره. في الوقت ذاته كان رجال القوات المسلحة قد هرعوا إلي موقع الحادث وتمكنوا من استخلاص الضابط من بين أيدي الأهالي قبل الفتك به بعد أن فقد وعيه تماما وقاموا بنقله إلي مستشفي الشرطة لاسعافه وهو يصارع الموت, بينما أوقف الأهالي احدي سيارات الأجرة لنقل سائق الميكروباص المجني عليه إلي مستشفي قصر العيني لانقاذ حياته وهو ما سكب الزيت علي نار الانتقام التي اشتعلت في صدور الأهالي وبدأوا في إيقاف سيارتين تابعتين للشرطة بالقرب من موقع الحادث, وأنزلوا مستقليهما وأضرموا فيهما النيران, ثم اتجهوا نحو نقطة شرطة صقر قريش والتي يتخذها ضباط قسم شرطة البساتين مقرا مؤقتا لهم وتجمعوا حوله وحاولوا اشعال النيران فيه. انتقل إلي مكان الحادث اللواءان محمد السيد طلبة مساعد أول الوزير لأمن القاهرة وأسامة الصغير مدير الإدارة العامة للمباحث, وحاولا امتصاص غضب الجماهير الذين احتشدوا للإعلان عن غضبهم تجاه تلك الواقعة وظلوا محتشدين أمام نقطة شرطة صقر قريش.