كانت الحجارة وحدها من لم تكن تتحدث عن الجريمة الصادمة في شارع الانصاري بالمطرية, حيث يسكن عشرات الاهالي ومئات الاطفال والذين يعرفون بعضهم بعضا منذ انتشار الخبر المفجع بمقتل عبد الرحمن ذي ال24 عاما. وصل الخبر المشئوم الي الناس ان لصا ضبطه المجني عليه قضي عليه في مسكنه.. تمني الاهالي بعد معرفة حقيقة المصيبة ان يكون الخبر المكذوب الاول هو الواقع وليس ما كدر صفوهم..وجعلهم يرددون: الست قتلت ابنها.. كان عايز يقتلها بالسكين. لم تكن القصة مروية علي لسان الجاني فقط وكيف ارتكبها بل علي لسان شهود الواقعة ممن تصادف وجودهما لحظة وقوع الجريمة وهما في هذه الفاجعة شقيق المجني عليه وشقيقته ولكن الراوي هنا هو الام بكل اسف وهي الجانية وما سردته للمقدم محمد رضوان رئيس مباحث قسم شرطة المطرية كان تفاصيل إقدامها علي ازهاق روح فلذة كبدها. قفزت الام عاليا وارتمت علي الأرض تضرب رأسها بالحائط ندما وهي تقسم انها لم تكن تقصد قتل عبد الرحمن مطلقا وقالت: كانت اغماءة..ورأيت صدره يتحرك ولم اخنقه بالسلك السلك اشتد رباطه علي رقبته وحده..لا اعرف كيف حدث ذلك..ابني رفع السكين في وجهي امام اخته واخيه. اخذت السكين منه بصعوبة وانقذته من اتهامه بقتلي..كان ممكن يقتل اخوتة الله اعلم السكين يضرب فين او مين؟! بدأت وقائع الجريمة حسب رواية الأم امام العقيد امجد ابراهيم مأمور قسم المطرية بقولها: عانيت منذ سنوات من بلاء ادمان نجلي الاقراص المخدرة.. وعبد الرحمن عمره24 سنة ولا يعمل للاسف وعاطل.. بسبب ما يبتلعه كل ليلة.. وحاولنا كثيرا دفعه للاقلاع عن طريق الهلاك.. بدون فائدة الله يسامحه. منذ ايام وتحديدا يوم28 مارس الماضي تشاجر معي كان طالب فلوس يشتري بها برشام وتجرأ علي بالسباب ودفعني لاول مرة في كتفي وحاول ضربي باللكمات في وجهي اكثر من مرة ولكن تدخل اخوه ابراهيم واخته سارة ومنعاه ولم يردعه دعواتي عليه بالنهاية السوداء وغضب السماء ولكنه رد علي بالسباب وسط ذهول اخوته والجيران الذين خشوا علي انفسهم من تجرؤه علي.. وفي هذا اليوم خرج وضرب الباب وغاب طويلا ولم يعد الا بعد فجر يوم..29 ودخل حجرته ونام في السادسة صباحا ثم استيقظ في الساعة السادسة مساء وفجأة وبدون مقدمات حاول التهجم والاعتداء علي وكنا وحدنا في البيت فاتجهت الي حجرتي في خطوات سريعة لئلا اصطدم به..ولكنه اسرع خلفي وفوجئت به يختطف سكينا من علي الترابيزة ويلوح بها في وجهي بجنون..فلذت من جديد وراء باب حجرتي ولكنه تثاقل واستند بجسده عليه ليقتحم الحجرة للنيل مني ففتحت الباب وتملكت من ذراعيه واسقطت السكين منه وظللت ادفعه حتي باب حجرته وهناك دفعته بشدة علي سريره فسقطت عليه وتكسرت اخشابه وحاول النهوض من جديد تجاهي فلمحت سلك الانترنت بجواري فجذبته ولففته في سرعة حول رقبته..ودفعته بعيدا وخرجت مسرعة واغلقت الباب خلفي.. وبعد3 ساعات قرب التاسعة مساء احسست بانقباض في صدري فذهبت للاطمئنان عليه ودخلت عليه ولاحظت جموده الغريب..وفوجئت بملمسه البارد وصعقت وظللت اصرخ فترة طويلة وابكي..ثم اتصلت باحد المحامين بالمنطقة..فاشار علي بتقديم بلاغ صباح اليوم التالي بالعثور عليه بحجرته بنفس هيئته نتيجة تعاطيه الاقراص المخدرة. قد قدمت لتقديم البلاغ امامكم ولم اتحمل ذكر غير الحقيقة..لم اقتل ابني..هو قتلنا كل يوم لرفضه الاقلاع عن الاقراص المخدرة..وتعريض سمعة اخته الطالبة واخيه الذي يبحث عن مستقبله..ربنا يسامحه ضيعنا كلنا. كان اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء محمود خلاف يفيد بورود بلاغ للمقدم محمد رضوان رئيس مباحث قسم شرطة المطرية من الاهالي بوفاة المدعو عبد الرحمن محمد24 سنة عاطل ومقيم بشارع الانصاري دائرة القسم والمحكوم عليه في قضيتين حبس جزئي ضرب وسرقة والمقضي فيهما بالحبس شهرين. وبالانتقال بمعرفة الرائد حسين خيري معاون المباحث لمكان البلاغ عثر علي جثة المتوفي بمسكنه وبه إصابات عبارة عن جروح متفرقة بالذراع الأيمن والرقبة بالفحص تبين انه بتاريخ29 مارس الماضي حدثت مشادة كلامية بين المتوفي ووالدته المدعوة صافية محمد51 سنة ربة منزل ومقيمة بالعنوان نفسه تطورت لمشاجرة قام علي أثرها المتوفي بمحاولة التعدي علي والدته بسكين إلا أنها تمكنت من تقييد حركته ونزع السكين من يده مما أحدث إصابته وقامت بلف سلك كهربائي حول رقبته وخنقهووضعه علي سريره ظنا منها انه في حالة إغماء, عند محاولتها إيقاظه فوجئت بأنه فارق الحياة. واكدت شقيقته سارة30 سنة بكالوريوس خدمة اجتماعية وشقيقه إبراهيم18 سنة طالب ومقيمين بالعنوان نفسه ما جاء باقوال امهما. وبمواجهة المتهمة امام العقيد امجد ابراهيم مأمور القسم ونائبه العقيد عبد الوهاب السواح اعترفت بارتكاب الواقعة علي النحو المشار إليه. تم تحرير محضر باقوال المتهمة وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لامن القاهرة أمر بإحالتها للنيابة التي قررت حبسها4 أيام وتولت التحقيق.