يجب ان يكون ميدان التحرير علي رأس اماكن الجذب السياحي السياسي الاجتماعي الاقتصادي, لاسيما في الفترة المقبلة, نتحدث كثيرا عما أصاب قطاع السياحة من خسائر جمة جراء الأحداث الأخيرة, ونتخوف كثيرا من خسائر اقتصادية كبري لحقت بنا وتؤثر علي الحياة في مصر لفترة قد تطول أو تقصر, وعلينا أن نبدأ الآن في التخطيط والتنفيذ لإيجاد أفكار جديدة وبدائل حقيقية لجذب أية مصادر دخل اضافية. وأحد أهم مصادر الجذب الرئيسية الحالية هو ميدان التحرير, أنا علي يقين بأن هذا الميدان العظيم مؤهل تماما لأن يكون مزارا سياحيا من الطراز الأول. المطلع علي الإعلام الغربي خلال الشهر الماضي يري بكل وضوح كيف اصبح هذا الميدان أشهر من نار علي علم, المتابع للأحداث الثورية الحديثة يجد ان ما حدث في ميدان التحرير وما اسفر عنه يفوق ما حدث في ميدان تيانامان أو السلام السماوي في الصين عام1988 وأثار انتباه العالم كله حينئذ أو الميدان الصيني الذي جذب آلاف السياح أن لم يكن الملايين لزيارة الموقع الذي شهد انتفاضة الطلاب الصينيين وإذا كان ميدان تيانامان شهد مذبحة بشعة لآلاف العمال والطلاب المعتصمين فيه علي ايدي الجيش الصيني الذي لم يجد خيار آخر لتفريق المتظاهرين غير إسالة دمائهم فإن ثورة مصر التي حماها الجيش بعد ما ادي تدخل الشرطة الي استشهاد المئات جعلت الميدان مؤهلا تماما لأن يكون نقطة جذب رئيسية للسياح من حول العالم كل بقعة في الميدان تحكي مئات القصص عن شباب الثورة وأيام الثورة ولحظاتها الحزينة الغاضبة ومواقفها الصارمة غير المتزعزعة وفرحتها الغامرة بلحظة التنحي وعلي الرغم من التحذيرات التي وجهتها دول عدة لمواطنيها بتجنب السفر الي مصر إلا ان حركة السياحة بدأت تعود بالفعل ولو تم وضع الميدان ضمن برنامج الزيارة فإنه سيجذب يقينا الكثيرين من مؤيدي الحرية حول العالم وهم بالملايين علينا ان نستثمر الفرص المتاحة لنا الآن. قبل أيام تلقي إبني البالغ من العمر15 عاما دعوة من صديق أمريكي في مثل عمره ان يجري فصله حوارا معه عبر سكايب علي الانترنت يدور حول الثورة وميدان التحرير وقد كان الحديث اكثر من شيق وقام المعلم بدور رائع في تنظيم الحديث تاركا لطلابه مطلق الحرية لتوجيه الأسئلة وكان من الواضح تماما ان الطلاب الامريكيين علي دراية كاملة بما حدث في التحرير لكنهم كانوا في حاجة الي رؤية مصرية من شخص في مثل عمرهم, ومع نهاية الحوار ابدي غالبية الطلاب رغبة كبيرة في زيارة مصر لرؤية ميدان التحرير الذي صنع جزءا مهما من تاريخ العالم الحديث وحفر دور الشباب بحروف من نور علينا الاستفادة مما استجد من امور علينا وهي ليست مجرد فائدة اقتصادية لكنها تأكيد دور مصر الريادي( هذه المرة هو ريادي بجد وليس رياديا علي غرار كئوس الكذب التي كنا نتجرعها غصبا) في الثورة الشبابية كل ما نحتاجه في الميدان حتي نظهر بالوجه المتحضر الذي خرجت به الثورة هو تنظيم مروري حقيقي نظافة مستمرة, تنظيم سلعة بيع الاعلام وتي شيرتات الثورة, إعادة العناصر المندسة من الشباب الذي لاشغلة لهم أو مشغلة سوي التلطع علي النواصي, ومعاكسة الرايحة والجاية أولئك هم فئة الشباب التي عادت إلي الميدان بعد ما أخلته أيام الثورة, ميدان التحرير يجب ان يكون وجهة سياحية مشرفة لأنه بالفعل كذلك. [email protected]