ما من مسلم علي وجه الأرض إلا ويتمني دخول الجنة ولكن الأمر ليس بالتمني, وإنما بالعمل والصدق مع الله, عز وجل, والذي يتمني دخول الجنة فعليه أن يدفع ثمنها وأن يري الله صدقه بحيث يكون أمره تبعا لأمر الله, يحب ما يحب, ويكره ما يكره, ويفعل ما يأمر, ويوالي من والي الله ورسوله ويعادي من عادي الله ورسوله, فالأماني التي لا تترجم إلي عمل لا قيمة لها, قال الله تعالي: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا* ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا( النساء:123-124). فالإيمان ليس بالتمني وإنما هو صدق مع الله يحتاج إلي دليل, فامتثالك لأوامر الله, عز وجل, ووقوفك عند حدوده لأكبر دليل علي صدقك مع ربك, والصادقون مع الله تعالي لهم كل خير في الدنيا والآخرة, فالجزاء من جنس العمل, ومن صدق الله صدقه الله, يقول الله تعالي: فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم( محمد:21), وعن شداد بن الهاد, رضي الله عنه, أن رجلا من الأعراب آمن بالرسول وتبعه فلما أعطي نصيبه من الغنيمة بعد إحدي المعارك قال للرسول, صلي الله عليه وسلم: ما هذا؟ قال: نصيبك من الغنيمة قال: ما علي هذا اتبعتك! ولكني اتبعتك علي أن أقاتل في سبيل الله فيصيبني سهم ها هنا وأشار إلي حلقه فأموت فأدخل الجنة, فقال النبي, صلي: إن تصدق الله يصدقك, فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو, وجيء به وقد أصيب بسهم في المكان الذي أشار إليه, فقال النبي, صلي الله عليه وسلم: صدق الله فصدقه وكفن في جبة النبي وصلي عليه فكان فيما ظهر من صلاته:اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد علي ذلك, رواه النسائي بتصرف. إننا بحاجة إلي أن نكون مثل ذلك الأعرابي الذي صدق الله فصدقه الله, وأن نصدق الله في أقوالنا وأعمالنا وسلوكياتنا وفي جميع مجالات الحياة وأن نكون من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فاصدق مع الله تعالي تر كل خير.. اصدق مع الله تفز بجنة عرضها السماوات والأرض, وأي ربح أعظم من الجنة؟ قال الله تعالي: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم( المائدة:119). من علماء وزارة الأوقاف