عاد الزوج من عمله مبكرا علي غير العادة, استقبلته الزوجة وفوجئ بها ترتدي زيا أشبه بليلة الزفاف.. اختلطت مشاعر الرجل بين السعادة والشك عن ارتدائها الملابس المميزة دون اتفاق..لم يطل الوقت خلال ثوان انتصرت الشكوك علي السعادة الغائبة, انطلق الزوج كالمجنون يفتش داخل مسكنه متمنيا أن تخرس ظنونه.. ولكن خلال دقيقتين أمسك كفه بتلابيب شاب صغير السن أسفل السرير في غرفة نوم الزوجية..لم تكن هذه الجريمة محل الأسي.. في منطقة الأميرية. لم تنته فصول الفاجعة الأولي وصدمة الخيانة من شريكة العمر حتي شاهد الزوج ذراعيه يشوحان في هيسترية بطرد الخائن ودفعه إلي الخارج في سرعة رهيبة أشبه بمن يدفع عن عينيه رؤية مصيره الأسود ونهاية قصة زواجه بضبطه غريب في بيته. كان الزوج بين أمرين كلاهما مر الأول التخلص من الخائنة بالانفصال أوقتلها جزاء فعلتها التي كشفها بنفسه وكان الرأي الآخر أن يمهل نفسه التفكير المناسب للخروج من الأزمة والوصول إلي حقيقة ما رأي بغينيه واختار الزوج المسكين الخيار الأخير. وضع الزوج مبررات الزوجة وتعليل وجود الغريب جانبا بالرغم من نزيف جرحه العميق والمه الذي طرد النوم من عينيه بلا رجعة. شغل الزوج بسؤال سد عليه طريقه أينما نظر أو اتجه ابني..فرحتي بالدنيا..من ابوه؟!! خنقت حروف السؤال الزوج ليالي طويلة قضاها في خصام الزوجة مقدمة التبريرات يوما بعد الآحر فتتهشم علي حائط غضب الزوج المعذب وأخيرا قرر المواجهة وقذف بالسؤال في وجه معذبته.. ارتج الأمر علي الزوجة وواجهته بحجة كبري كما تصورت وهي اختيارها اسم ابنهما ذي الثلاث سنوات علي اسمه هو لا غيره فكيف يشكك في بنوته.. ضم الزوج حديث زوجته وحجة اسم الصغير إلي فتات ما تهشم بينهما وصار ترابا وداسه بقدمه أمامها معلنا نيته إجراء تحليلdna الحمض النووي- تحليل إثبات الوراثه والنسب للطفل لاخماد شكوكه وإطفاء ناره المستعرة. لا يعلم الزوج كم ساعة مرت بين حديثهما الأخير لا يعرف الأب الشيطان و أي طريق يسلك وهل يتجه إلي زوجته وتستجيب له دائما. ما يعرفه الزوج أنه عقب سقوطه مغشيا عليه انتبه إلي الجموع من جيرانه وبعض الأطباء والممرضات وجسده ممددا داخل مستشفي لم تطئه قدماه والجميع يواسيه في نجله الذي فارق الحياة. كان الذهول مازال سيد الموقف ناشرا نفوذ علي تصرفات وعقل الزوج البادي كالمصاب بالصمم.. طالع الرجل نظرات الشفقة والعطف والحسرة في عيون أقاربه حوله وجيرانه الأطباء ولمح دموعا حبيسة في عين كبيرة الممرضات وهي تهمس أن زوجته لم تشعر بنفسها و المخدة ريحت وكتمت أنفاس الصغيرة كان الله في عون الوالدين. حفرت الكلمات جرحا أكثر عمقا مما شاهدته عينيه في مخدع الزوجية وهي تلتمس العذر للزوجة في قتلها طفلها عن طريق الخطأ. صرخ الزوج بأعلي صوته ساكنا وبدرت منه حركة عنيفة من يمناه لا شعورية جذبت المحاليل والأنابيب المعلقة بظهر كفه.. زاد الرجل من صكه أسنانه ورأسه ينفجر من إلحاح هاتفه الداخلي أن وراء مصرع الطفل الزوجة الخائنة وهنا فتح فمه لأول مرة في المستشفي وسأل أقرب الواقفين عن زوجته فأجابه الطبيب بجواره وهو يرمقه بنظرات طويلة نفذت إلي عينيه وكأنه يفهم ما يدور برأسه: زوجتك تستجوبها النيابة. كان البلاغ الذي تلقاه العميد محمد الألفي رئيس مباحث قطاع الشمال من أحد جيران الزوج يفيد العثور علي ح. ح ثلاث سنوات مختنقا وبالاستعلام من الأهالي عن صراخ الزوجة أكدت ما ذكره البلاغ من اكتشافها اختناق طفلها أسفل مخدة السرير وعدم شعورها أنه تحتها.. وبالانتقال والفحص أخبر شهود الواقعة المقدم أحمد لطفي رئيس مباحث الأميرية من الجيران ان زوج السيدة يعمل سائقا لدي شركة خاصة وأنه سقط مغشيا عليه عقب تأكده من صراخ زوجته واندفاع الأهالي داخل مسكنه وأن نجله قد مات. وبسؤال الزوج أكد للنقيب كريم مجدي عبد العزيز معاون المباحث أنه علي خلاف مع زوجته وأنه سبق ضبطه شابا في مسكنه عقب عودته مبكرا منذ ثلاثة أسابيع وأنه ضبطه في مخدع الزوجية أسفل السرير وأقر الزوج أنه قرر طلاق زوجته والانفصال عنها إلا أنه أراد إثبات حقوقه القانونية بإجراء تحليل الحمض النوويDNA لنجله وأنه بعد إخباره زوجته بشكه في بنوة الصغير فوجئ بمصرع الطفل. تم تحرير المحضر اللازم وبإخطار اللواء هشام العراقي أمر بإحالة الواقعة إلي النيابة التي تولت التحقيق.