يا حبيبا زرت يوما أيكه... طائر الشوق أغني ألمي لك إبطاء المذل المنعم... وتجني القادر المحتكم وحنيني لك يكوي أضلعي... والثواني جمرات في دمي. كانت تلك الكلمات من قصيدة الأطلال للشاعر ابراهيم ناجي والتي كان يصف بها حاله علي ضياع حبه وجرحه لحالها. قصيدة تحولت لأغنية لأسطورة الغناء العربي السيدة أم كلثوم وكثيرا ما عكف النقاد والمحللون السياسيون والاقتصاديون والرياضيون علي اقتباسها كلما آن لهم أن يحللوا وضعا متدهورا أو تحسروا علي أيام العز والانتصارات والتي تحولت الي النقيض من فقر وفشل ولعل هذا هو حال فريقي نيجيريا ومصر قبل لقائهما المنتظر في اليومين الثالث والرابع من تصفيات كأس الأمم الإفريقية والتي سوف تستضيفها الجابون مطلع العام المقبل, فمصر تظل الدولة الإفريقية الرائدة والأولي في تصنيف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف وصاحبة الرقم القياسي في الفوز بألقاب الأمم الإفريقية وهو ما غطي كثيرا علي فشلها المستمر في بلوغ نهائيات كأس العالم بينما نيجيريا ظهرت علي خريطة الكرة الإفريقية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ومن يومها وهي قوة جبارة ان لم تكن أحد أفضل منتخبين إفريقيين في الثلاثين سنة الأخيرة بنجاحاتها القارية والدولية ولكن الفريقين يمران بفترة تدهور كبيرة لا تتناسب أبدا وهذا التاريخ الثري وخاصة مصر التي غابت وللمرة الأولي في تاريخها عن نهائيات البطولة ثلاث مرات متتالية مع اعتزال وأفول الجيل الذهبي كتريكة ومتعب وجمعة وزيدان وشوقي وفتحي وهو نفس الأمر للنسور الذين ظلوا يعانون كثيرا منذ رحيل الجيل الذهبي كيشي وصانداي وامونيكي وكانو وسياسيا واموكاشي والذين يتبادلون تدريب المنتخبات النيجيرية التي تعد الدولة الوحيدة التي تتفوق علي مصر في التخبط الإداري وفشل اتحادها في ادارة شئون اللعبة ولولا الفوز الذي تحقق عفويا في أمم أفريقيا2013 لظلت نيجيريا في نفس الحلقة المفرغة منذ ما يزيد عن عقد كامل. وموقعة كادونا ومن بعدها برج العرب هما فرصة لاستفاقة عملاقين إفريقيين يعيشان للأسف علي ماضيهما بينما يشكل الواقع صورة أليمة للغاية لحال الكرة في البلدين لا يتناسب أبدا وإمكاناتهما. وفنيا اللقاء خارج التوقعات تماما وفي رأيي من المستحيل التنبؤ به ولكن يبقي أمل منتخبنا الوطني قائما علي استغلال حالة عدم الاتزان التي تمر به نيجيريا وخوف لاعبيها من اسم منتخبنا وفي رأيي ان العوامل النفسية سيكون لها تأثير كبير للغاية ويفوق النواحي الخططية ولذا اتمني ان يدخل كوبر موقعة كادونا بالضغط العالي علي النيجيريين والتسجيل مبكرا لأن تسجيل نيجيريا اولا سيضعف كثيرا من فرصنا وهو منتخب خطير للغاية لو اكتسب لاعبوه الثقة علي ارض الملعب.