وجه موسي بن نصير مولاه طارق بن زياد( وهو من أصل مغربي) إلي تلمسان وذلك بعد أن تم إنشاء القواعد, وبناء الأساطيل البحرية وارسال البعوث والسرايا قبل القيام بهجوم حربي, وذلك حسب سياسة الخليفة الوليد بن عبدالملك بوجه خاص والتي تقوم علي عدم المغامرة بأرواح المسلمين في البحر أو البر إلا بعد اتخاذ الاحطياطات التي تكفل سلامتهم وحينما وجه موسي طارق إلي تلمسان أمره أن يتعاهد سواحل البحر ومراسيه. هذا, وقد ذكرت عدة مصادر عما قام به طارق ذلك الأمر فقالوا: وذكروا أن موسي بن نصير وجه طارقا مولاه إلي طنجة وما هنالك فافتتح مدائن البربر وقلاعها ثم كتب موسي إني قد أصبت ست مدائن, فكتب اليه موسي أن أتمها سبعا ثم سيرها إلي شاطيء البحر واستعد لشحنها... ومضي طارق لسبته وجاز في مراكبه,( كنا) إلي جبل فأرسي فيه فسمي جبل طارق باسمه إلي الآن. وأمر موسي طارقا بالدخول فحشد( بياض ولعله السفن) فلما دخل السفن مع اصحابه.. فاختلفت السفن بالرجال والخيل وضمهم إلي جبل علي شط البحر منيع فنزله طارق وبالمراكب تختلف.. فلما استقرت لموسي القواعد ولم يبق بالبلاد من ينازعه, كتب إلي طارق يأمره بغزو الأندلس, فافشل طارق أمره, وركب البحر إلي الجزيرة الخضراء, هذه العبارات وأمثالها وإن كانت قد وردت متناثرة في روايات مختلفة إلا انها تحمل في طياتها نشاطا واستعدادا بحريا واعتمادا علي القوي البحرية الذاتية في سبيل تحقيق هذا لفتح العظيم, هذه المقولة للأستاذ الدكتور أحمد مختار العبادي في كتابه( تاريخ المقرب والأندلس) تعقيبا علي العبارات السابقة التي ذكرها المؤرخون: عبدالملك بن عبيب في تاريخه, وابن قيتبه في الإباقه والسياسة وابن القوطية: تاريخ افتتاح الأندلس, ابن الكردبوس في مجلة فهد حوريد, ابن خلدون وفيات الأعيان, أخبار مجموعة.. وغيرها.