الهاربون من الجحيم في ليبيا

بدأ بمنفذ السلوم البري أمس توافد آلاف من العاملين المصريين المقبلين من ليبيا هربا من الأحداث الدامية التي تشهدها مدن الجماهيرية‏.‏ وكان في انتظارهم اكثر من‏55‏ أوتوبيسا
منها‏30‏ أتوبيسا تابعا لشركة الاتحاد العربي للنقل البري التي سملت بركوب العائدين بالمجان حتي مدينتي الإسكندرية والقاهرة‏.‏ وقامت إدارة المنفذ المختلفة باتخاذ جميع التسهيلات للعائدين وإنهاء اجراءاتهم في أقصر وقت ممكن‏,‏ فيما زودت محافظة مطروح مدينةالسلوم بأكثر من‏20‏ طنا من الأغذية الجافة المحفوظة لتوزيعها علي العائدين من ليبيا‏.‏
وأكد العائدون ل الأهرام المسائي أن المصريين بمناطق بني غازي واجدابيا وبني جواد وطرابلس يحاولون العودة عن طريق البر إلي السلوم لكنهم لايجدون وسيلة لنقلهم حتي الآن‏.‏
وقال علي صباحي عامل بناء من أسيوط‏:‏ إنه كان يعمل في مدينة طبرق وشاهد الشباب الليبي يقوم باقتحام احد مراكز الشرطة والاستيلاءعلي الأسلحة والذخائر ثم اشعال النيران به ثم التوجه إلي وسط المدينة وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء مؤكدا أن أهالي طبرق شكلوا لجانا شعبية لحماية الممتلكات الخاصة من أعمال البلطجة التي تسود المدينة حاليا مؤكدا أن شباب المدينة يعاملون المصريين معاملة حسنة ولم يتعرضوا لهم بأذي‏.‏
وأضاف محمد شحتة إبراهيم من المنيا ويعمل سباكا بمدينة بني غازي أن المدينة تخضع حاليا للسيطرة الكاملة من قبل المتظاهرين وقال إنه شاهد اكثر من مبني حكومي تشتعل به النيران الأمر الذي دفعه إلي الهروب من بني غازي داخل عربة إسعاف إلي خارج المدينة حيث استقل سيارة أجرة كانت في طريقها الي السلوم بالمصادفة‏.‏
وقال صبري خميس هريدي عامل خرسانة من المنيا إنه كان يعمل بمدينة الزاوية التي تقع علي مقربة من بني غازي وأفزعته أحداث العنف الدموية التي شهدتها المدينة علي أيدي المتظاهرين مشيرا إلي أنه استطاع الهرب داخل سيارة مخصصة لنقل الحيوانات اتجهت إلي مدينة طبرق التي غادر منها إلي مدينة السلوم‏.‏
وأضاف بسطويسي خلف نجار مسلح من سوهاج إنه شاهد‏14‏ جثة ملقاة علي الطريق الرئيسي بمدينة طبرق ق لاشخاص ليبين وتشاديين ومصريين أيضا وذلك نتيجة لتبادل إطلاق النار عشوائيا بالمدينة علي مدي ساعات طويلة قائلا إنه تمكن من استقلال سيارة نقل حتي السلوم‏.‏
وقال محمد علي أحمد من القاهرة ويعمل موظفا بوحدة صحية بمدينة طبرق إن ظروف عمله كانت تقتضي ان يظل موجودا بمنطقة طبرق خلال فترة التظاهرة ولكن بسبب قيام المتظاهرين‏,‏ بإطلاق النار علي معظم المباني والمنشآت الحكومية اضطر إلي الفرار ومستنجدا بإحدي سيارات الأجرة التي أقلته إلي مدينة السلوم‏.‏
وقال حسن عبدالله صالح مبيض محارة من المنيا إنه كان يعمل بمنطقة اجدابيا الواقعة بين مدينتي بني غازي وطرابلس وشاهد احداق العنف بليبيا عبر القنوات الفضائية فقرر أن يعود الي مصرخوفا من أن يصيبه مكروه‏,‏ ويتعرض له احد من مثيري الشغب والبلطجة مؤكدا انه استطاع أن يستقل سيارة للسلوم دفع لها‏4‏ أضعاف الأجرة المعتادة حتي يصل إلي مدينة السلوم سالما‏.‏
في سياق متصل أكد الدكتور محمود زهران وكيل وزارة الصحة بمطروح أنه لم يصل حتي أمس أي مصاب من المصريين العائدين من ليبيا كما لم تصل إي جثة إلي منفذ السلوم مشيرا إلي انه تم تزويد منفذ السلوم البري ب‏17‏ سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التجيهزات الطبية كما تم تزويد مستشفي السلوم المركزي بطاقم من الأطباء في مختلف التخصصات الطبية‏.‏
من ناحية أخري قامت القوات المسلحة بالإعلان عن وجود مستشفيين ميدانيين بجوار المنفذ إلي جانب معسكر للإيواء يسع‏1500‏ شخص تم تزويده بجميع مقومات الراحة والخدمات للعائدين الذين أشادوا بحسن استقبال رجال القوات المسلحة لهم اثناء وجودهم بالمنفذ وخارجه‏.‏ علي صعيد متصل وصلت إلي منفذ السلوم مساء أمس شحنة من الأدوية تبرع بها أهالي مطروح للمصابين في أحداث العنف التي تشهدها المدن الليبية حيث تم تسليمها للحجر الصحي بالمنفذ تمهيدا لقيام لجان شعبية ليبية بتوصيلها لمستشفيات الجماهيرية