اتفق الرئيسان عبد الفتاح السيسي ونظيره الكازاخي نور سلطان نزار باييف علي توطيد التعاون الوثيق بشأن قضايا العمل المشترك في مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني وغيرها من الجرائم الدولية علي اختلاف أنواعها. وأصدر الرئيسان السيسي ونظيره نزار باييف بيانا مشتركا في ختام جلسة المباحثات الرسمية التي عقداها أمس في العاصمة أستانا أكدا فيه الاتفاق علي تشجيع التدفق السياحي المتبادل والعلاقات التجارية, واستئناف رحلات الطيران المباشرة المنتظمة بين البلدين, والتوقيع علي اتفاقية بين حكومتي البلدين بخصوص تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي فيما يتعلق بالضرائب علي الدخل ورأس المال. ونص البيان المشترك علي أن الزيارة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي كازاخستان تعد دليلا واضحا علي تطلعات شعبي وحكومتي البلدين لبذل كل الجهود بهدف تعزيز الصداقة والتعاون المشترك من أجل تحقيق التقدم المتواصل لكلا البلدين ودعم الأمن الدولي والإقليمي والتأكيد علي مبادئ المساواة والشراكة والحوار في العلاقات الدولية. ولفت البيان إلي أن المحادثات التي جرت بين الرئيسين السيسي ونزار باييف تطرقت إلي مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث اتفق الجانبان علي أن محادثات القمة والاتفاقيات التي تم التوصل إليها, سوف تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الكازاخية المصرية, كما ستعطي دفعة قوية لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وأشار الجانبان إلي أهمية الحوار وتنسيق الجهود التي تهدف إلي معالجة المشاكل الملحة والإقليمية من خلال آليات المشاورات الثنائية, وكذلك في إطار المنظمات الدولية والإقليمية, بما في ذلك الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي, وجامعة الدول العربية ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا وغيرها من المنظمات الدولية. وأعربت جمهورية مصر العربية عن امتنانها للجانب الكازاخستاني علي دعمه لترشيحها كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة2016-.2017 وتقديرا لمواقف جمهورية كازاخستان ودورها النشط في حل المشاكل العالمية والإقليمية الملحة والتزامها المستمر بمبادئ السلام والشراكة العالمية, وتعبيرا عن الثقة في المكانة الدولية البارزة لكازاخستان قام الجانب المصري, من جانبه, بدعم ترشيح جمهورية كازاخستان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة2017-.2018 وتعبيرا عن التأييد لمبادرة رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف لعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية باعتباره عاملا هاما في تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات في العالم, أكدت مصر رغبتها في الاستمرار في المشاركة بنشاط وعلي أعلي مستوي في هذه العملية. ويثمن الجانب المصري مبادرة الرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان حول إنشاء منظمة إسلامية للأمن الغذائي يكون مقرها في أستانا, كما يرحب الجانب الكازخستاني بتوقيع جمهورية مصر العربية علي ميثاق المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي أثناء الزيارة, حيث اتفق الجانبان علي التعاون الوثيق والدعم المتبادل في إطار تلك المنظمة. ولفت البيان إلي أن مصر تعتزم المشاركة بفعالية في معرض اكسبو2017 الذي سيعقد في أستانا, تحت شعار طاقة المستقبل بهدف تسليط الضوء علي موضوع مصادر الطاقة البديلة وهو ما يعد أمرا بالغ الأهمية لمصر ويتوافق أيضا مع إستراتيجيات حكومة جمهورية مصر العربية في تشكيل مستقبل الطاقة في البلاد. من جانبها, أعربت جمهورية كازاخستان عن استعدادها لدعم طلب مصر للحصول علي وضع شريك في حوار منظمة شانغهاي للتعاون, فسيصب ذلك في توسيع نطاق التعاون متعدد الأطراف بين البلدين. علي الصعيد العالمي, ناقش الجانبان أهم القضايا الدولية, وتطرقا لجميع القضايا الحيوية علي جدول الأعمال الدولي المعاصر, بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا. ونظرا لتشابه المواقف بين الدولتين, اتفق الجانبان علي توطيد التعاون الوثيق بشأن قضايا العمل المشترك في مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني وغيرها من الجرائم الدولية علي اختلاف أنواعها. كما اتفق الجانبان علي أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد تفسير القيم الإسلامية الأساسية جاءت ردا علي التهديدات المعاصرة التي تهدف إلي تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف. في هذا السياق, أعرب الجانب الكازاخستاني عن دعمه لجهود الحكومة المصرية والأزهر الشريف في مكافحة أيديولوجية التطرف الديني والتشدد, وسعيه لنشر أفكار التسامح والجوهر السلمي للإسلام. قام الجانب المصري بدعم المبادرات التي طرحها الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف لإنشاء تحالف الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب وتنظيم منتدي الأديان من أجل السلام بين أروقة الأممالمتحدة في نيويورك, الذي يهدف إلي التعريف بالإسلام وأن يتقبله المجتمع الدولي بوصفه دينا للسلام والبناء, وأعرب عن استعداده لمساندة تلك القضية باعتبار مصر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي.