هل هي بداية النهاية التي تحدثوا عنها دون مواربة في خطة تفتيت ما كان يسمي بعالم عربي؟ أم أنها استغلال لقدرات التسليح الهائلة للدولة السعودية لتحقيق أهداف الغرب في سوريا ومواجهة روسيا؟ أم أنها استنزاف لموارد المملكة ودول الخليج استكمالا لمصالح إسرائيل في المنطقة؟ تساؤلات تلح علي عقلك وأنت تتتابع ذلك الخبر العاجل عن استعداد السعودية لإرسال قوات برية بدعوي محاربة داعش في سوريا!؟ أي داعش ستحارب السعودية في سوريا وهي ممول لجبهة النصرة والداعم لجيش الإسلام؟ وأي قوات برية سترسل وقد غرزت إحدي قدميها في اليمن بحرب لا يعلم إلا الله نهايتها؟ وهل يري القائمون علي صناعة القرار في المملكة خطواتهم ومواطئ أقدامهم؟ أم أنهم يسيرون نياما لخاتمة محسومة بحكم التاريخ والتخطيط الصهيوني للعالم؟. رحبت الولاياتالمتحدة بالتصريح السعودي وكأنها لم تكن تعلم به ولم يحدث بالتنسيق معها! وسارع إعلام الغرب لرصد وتتبع الخلفيات لمعرفة المزيد من التفاصيل عن خطوة توسيع رقعة الصراع الشرس في المنطقة. السعودية علي استعداد لبدء عملية برية في سوريا عبر عدة آلاف من الجنود غير المحددة جنسياتهم- بعد التنسيق مع الولاياتالمتحدة. مصادر سعودية صرحت للجارديان البريطانية يوم الجمعة الماضي بأن العملية ستتم بالتنسيق مع تركيا! نعم تركيا التي توغلت بقوات لها في العراق حليف للسعودية في خطوتها العسكرية في سوريا!تركيا التي فتحت حدودها مع سوريا لإدخال المقاتلين في داعش وتهريب البترول السوري عبر أراضيها ستتحالف مع السعودية لمحاربة داعش؟ تركيا التي اشترطت السيطرة علي جزء من حدودها مع سوريا من داخل الأراضي السورية لدخول التحالف الدولي ضد داعش ستحارب داعش مع السعودية؟ تركيا التي فتحت أراضيها لتدريب المعارضة السورية علي السلاح الأمريكي بتمويل500 مليون دولار من البنتاجون ستنسق مع السعودية لمحاربة داعش في سوريا؟!! ألم أقل لكم إنه عبث فاق التوقعات, ووصل بنا لدرجة البكاء علي حالنا كأمة ضحكت من غيبوبتها الأمم؟ يا الله ألا نقرأ التاريخ؟ ألا نتعظ من مواقفه فلا نكرر أخطاءنا فيها؟ ألا نعلم مصيرنا الذي نساق له؟ ويا خوفي من هذا المصير. نعم... انعقد الاتفاق يا سادة بين الولاياتالمتحدة و حلف الناتو والسعودية وتركيا علي ضرورة مواجهة روسيا وتدخلها في سوريا لإتمام ما فشل فيه هذا التحالف علي مدي خمس سنوات مضت في إسقاط نظام بشار الأسد. وكان التصريح الروسي الخميس الماضي, باستعداد تركيا للتدخل العسكري في سوريا وهو أمر تؤيده المصالح التركية الساعية لدعم المعارضة السورية وتنظيم داعش ومنع تراجعهم أمام هجوم الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي روسي, ومنع تقدم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي, المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني في الشمال الغربي السوري. ولذا تتعالي الصرخات الزائفة علي حلب التي تجري حاليا محاصرة داعش وميليشيات التسليح أيا كان ممولها فيها من قبل قوات الجيش السوري. وتنشر الأخبار والصور لإبراز ما يتم تحقيقه علي أنه انتهاك لحقوق الإنسان إلي حد الادعاء أن التدخل الروسي قتل400 ألف سوري! دون ان يقولوا لنا عدد من قتلوا هم ودون أن يعرفونا بأهمية الشعب السوري كله لديهم؟ في هذا المشهد يطرح السؤال: ماذا عن مصر؟ وهل ستشارك في خطوة كتلك؟ وهل هناك علاقة بين قواتنا المشاركة في تدريبات رعد الشمال في منطقة حفر الباطن بالسعودية وبين تلك الخطوة؟ تعلم المملكة ومحللوها الذين سارعوا لشرح الخبر الفاجعة وتحليله والترويج له بأنه يأتي في إطار الحرب علي الإرهاب, إن مصر لم ولن تشارك في هدم الدولة السورية, ليس حفاظا علي بشار الأسد ولكن حماية لسوريا كدولة وللخليج كله من مصير يصرون علي السير تجاهه. نعم تشارك مصر في تدريبات رعد الشمال في سياق حماية الأمن القومي العربي والأمن السعودي والمصري. نعم تشارك القوات المسلحة المصرية بالعدد الأكبر في تدريباترعد الشمال- المشارك بها قوات من دول الخليج و الأردن وباكستان- في إطار الدفع نحو مزيد من الترابط لحماية الأمن القومي العربي, وبخاصة أن القوات المسلحة المصرية والسعودية تجري مثل تلك التدريبات بشكل دوري.ووفقا لتصريحات صحفية للملحق العسكري المصري في السعودية العميد أركان حرب محمد أبو بكر, فإن التدريبات تصب في مصلحة البعد الأمني القومي لمصر, سواء في منطقة قناة السويس أو في باب المندب. إن لم تشارك مصر بأي حال في أي عمليات عسكرية في سوريا التي تعلم أن عليها حماية مؤسساتها. ويبقي السؤال المهم: هل حانت لحظات النهاية يا عرب؟ وللحديث بقية...