تهتز محادثات جنيف3 بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف تحت وطأة إنتصارات الجيش السوري شمال حلب, والتي تعد المعركة الكبري والحاسمة في الحرب الممتدة من مطلع2011, والتي يشارك فيها أكثر من120 تنظيما مسلحا, تضم عشرات آلاف المسلحين الأجانب من أكثر من80 دولة. وفد المعارضة السورية في المفاوضات طلب وقف إطلاق النار وغارات الطيران الروسي, وفك الحصار عن المناطق التي يطوقها الجيش السوري, وإطلاق سراح المعتقلين, وهي مطالب رفضها وفد الحكومة السورية, وقال إنه جري الإتفاق علي عدم وضع أي طرف لشروط مسبقة قبل بدء المفاوضات, وأن التقدم بهذه المطالب يستهدف عرقلة بدء المفاوضات التي تأخرت نحو أسبوع عن موعدها, ويصر الوفد الحكومي علي تسلم قائمة بأسماء وفد المعارضة, حتي يتيقن من عدم تمثيل الجماعات الإرهابية, وفي مقدمتها الجيش الإسلامي والجبهة الشامية. مطالب المعارضة السورية جاءت في أعقاب زحف الجيش السوري علي معاقل الجماعات المسلحة, وتحقيقه انتصارات مهمة في كل من الشيخ مسكين قرب الحدود الأردنية جنوبا, وريف اللاذقية في الشمال الغربي, وأخيرا المعركة الكبري في شمال حلب, والتي تستهدف قطع كل خطوط الإمداد من تركيا, وانطلق فيها الجيش السوري من شرق وغرب حلب ليشكل قوسا علي شمال حلب, بالقرب من الحدود التركية, قاطعا كل طرق الإمداد عنها, ويشل قدرة تركيا علي التدخل لدعم الجماعات المسلحة في سورية, خصوصا في أهم الجبهات الواقعة في شمال سورية, وهو ما أثار غضبا تركيا جامحا, تجلي في ضرب المدفعية التركية لقري سيطر عليها الجيش السوري, وطرد منها المسلحين, وتقدمت الخارجية السورية بشكوي ضد تركيا في مجلس الأمن تتهمها بالاعتداء العسكري علي الأراضي السورية, لكن تركيا تمادت وبدأت في إدخال مجموعات تزيل الألغام من المناطق الحدودية مع سورية, في تهديد واضح بأنها تستعد للتدخل البري تحت ذريعة حماية الأقلية التركمانية, بعد أن تعرضت المجموعات التي تؤازرها لنكسات كبيرة في كل من سلمي وربيعة في جبلي التركمان والأكراد المتاخمين للحدود التركية. ويأتي نجاح الجيش السوري في فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء شمال حلب, بعد حصار دام نحو3 سنوات ونصف ليرفع من معنويات الجيش السوري, بينما تتهاوي الجماعات المسلحة المنسحبة نحو الحدود التركية, كما انضم أكثر من5 الاف مقاتل في المدينتين, للقتال إلي جانب الجيش السوري, من اللجان الشعبية التي حمت المدينتين من عشرات المحاولات لاقتحام واحتلال المدينتين, باستخدام الصواريخ والمدفعية وعشرات السيارات المفخخة, لتزداد وتيرة زحف القوات السورية علي معاقل المعارضة, وتتجه إلي حسم أكبر المعارك في شمال حلب, وهي المنطقة التي شهدت موقعة مرج دابق في مطلع القرن السادس عشر, وتلقي فيها حاكم مصر والشام قنصوه الغوري الهزيمة من جيش سليم الأول الذي احتل المنطقة العربية, وأقام الإمبراطورية العثمانية, والتي كان يحلم أردوغان بإعادة أمجاده. هزائم الجماعات المسلحة تحت ضربات الجيش السوري المدعوم بالطيران الروسي ألقت بظلالها القاتمة علي مباحثات جنيف3, ويهدد وفد المعارضة السورية بالانسحاب, وقال إن أجواء المباحثات لا تدعو للثقة, وهو يدرك أن انتصارات الجيش السوري لن تبقي له ما يكفي من أوراق ضغط للتفاوض, ويعول علي وصول أي مساعدات أو ربما تتدخل تركيا لتعيد التوازن للجماعات المسلحة المتراجعة, بينما تتخوف تركيا من تهديدات الرئيس الروسي بوتين, الذي يتحين الفرصة للانقضاض علي أردوغان, الذي رفض لقاءه ووصفه بأنه لا يصلح لأن يكون شريكا في أي مباحثات, وأن الطائرات الروسية سوف تضرب أي طائرة تركية تخترق المجال الجوي السوري فورا, انتقاما من إسقاط تركيا للطائرة السوخوي الروسية.