نشأ الشاب أحمد الذي لم يكمل عامه الأربعين بعد لأسرة بسيطة في منطقة روض الفرج وتمرد منذ البداية علي حياة البؤس والشقاء وعقد نيته علي مكافحة الفقر بطريقة مشروعة أو غير مشروعة. توالت الشهور والسنوات ومازالت الدنيا تدير ظهرها لأحمد ورغم أنه لم يترك عملا إلا وخاضه وبداية من العمل في المقاهي والمطاعم ونهاية بالعمل في الصيدليات بائعا للأدوية أو مندوبا متجولا لشركات مستحضرات التجميل والعطور. وخلال عمله طرأت أفكار كثيرة علي ذهنه كان أكثرها شيطانية إنشاء معمل بير سلم لتصنيع مستحضرات التجميل والكريمات الطبية لكبري الماركات العالمية في منطقة روض الفرج دون الحصول علي تصريح من وزارة الصحة وأخري منتهية الصلاحية. شرع أحمد39 سنة في تنفيذ نشاطه الإجرامي واستمر في غيه لمدة3 سنوات قام خلالها بالاتفاق مع عدد من محلات روض الفرج علي توريد كميات تكاد تكون ثابتة كل عشرة أيام في المنطقة الشعبية الشهيرة. راجت تجارة الشاب وبدأت الدنيا تفتح له زراعيها من أوسع أبوابها تدفقت الأموال بين يديه وأصبح من الأثرياء في فترة وجيزة تمكن خلالها من تحقيق شهرة واسعة في مجال انتاج وترويج تلك المستحضرات غير الطبية. ولأن المنتجات غير مطابقة للمواصفات في أغلبها ومنتهية الصلاحية في جانب آخر بدأ مستخدموها يتأثرون سلبا بل أصيب بعضهم بأمراض مزمنة دفعتهم إلي تحرير محاضر في قسم شرطة روض الفرج ضد مروج هذه السموم لضمان حقوقهم القانونية. كانت بلاغات قد تعددت أمام المقدم عبد العزيز الحامولي رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج و التي تفيد قيام عاطل بترويج المستحضرات المغشوشة والتي تسبب التهابات وحروق بالبشرة للكثيرين من مستخدمي هذه المستحضرات. وبتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة حيث بدأ النقيب أحمد سمير معاون مباحث قسم شرطة روض الفرج في تتبع مصدر تلك السلع المغشوشة عن طريق أماكن البيع مثل المحال التجارية والأكشاك. وخلال تنفيذ خطة البحث التي إشرف عليها اللواء محمد الألفي رئيس مباحث قطاع شمال القاهرة تبين أن وراء إنتاج وترويج تلك السلع المغشوشة عاطل يدعي أحمد محمد عبدالمهيمن39 سنة ومقيم في5 شارع الإصلاح مدينة الأحلام بالزاوية الحمراء ويقوم بإدارة وتشغيل مصنع بير سلم بالدور الأرضي لإنتاج مستحضرات التجميل بطرق غير مشروعة ودون تصريح من وزارة الصحة. وعلي الفور تحركت قوة من قسم شرطة روض الفرج بقيادة المقدم عبد العزيز الحامولي رئيس المباحث إلي المنطقة التي بها معمل التصنيع وبمداهمة المكان وتفتيشه عثر رجال المباحث علي كميات كبيرة من العبوات الفارغة لأشهر الماركت العالمية والتي قام باستيرادها من الصين لتعبئتها بالمواد الكيمائية غير المطابقة للمواصفات. حيث عثر رجال المباحث علي11 ألفا و500 عبوة لمستحضرات تجميل بعضها تم تعبئته وجاهز للبيع والأخري فارغة وأغلبها خاص بالأطفال. وبمواجهة المتهم أمام رجال المباحث أقر واعترف تفصيليا بخطته الشيطاينة لإغراق الأسواق بالمناطق الشعبية بشمال القاهرة بالمنتجات المغشوشة والتي تحمل اسم ماركات عالمية وأنه حقق من وراء ترويج تلك البضاعة أموالا طائلة وأنه جلب أدوات التصنيع من مواد كيماوية مبيضة جلبها من الصين وكذلك أغلفة وعبوات تلك المنتجات عن طريق ارسال رسائل الكترونية للشركات المصنعة لتلك العبوات بالخارج. تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلي النيابة العامة التي أمرت بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات.