حتي بالفوز الذي حققه علي المنتخب الليبي الشقيق أمس,لم يكن أداءمنتخبنا الوطني مقنعا بالشكل الذي يطمئن الجماهيرقبل ملاقاة نيجيريا في التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة. نعم هي تجربة ودية ونعم حقق خلالها انتصارا قد يجعله أكثر اطمئنانا علي استمراره في التصنيف الثاني قبل أن يقبل علي معركتي تكسير العظام أمام النسور النيجيرية الخضر ولكن خلاصة الكلام أن الفراعنة مع كوبر ليس علي المستوي المطلوب وكعادة الأرجنتيني في تصريحاته, فقد خرج هذه المرة ليقول إن التجربة ناجحة وإنه شخصيا ومن الآن يملك في فكره القوام الأساسي الذي سيخوض به لقاءي نيجيريا وهو ما يطرح تساؤلا مهما عن جدوي هذا المعسكر الذي أصر علي إقامته بقوام32 لاعبا ليس من بينهم لاعب واحد من أخطر فريقين في الدوري المصري المقاصة والداخلية. في المقابل فقد كان منتخب الخضر الليبي الشقيق مستأنسا وبلا أنياب خاصة وقد جاء إلي مصر علي مجموعات,كل واحدة تقيم في مكان يختلف عن الآخر فظهر الأشقاء بمستوي هزيل ومن ثم لا يجب أن نبالغ بهذا الفوز الذي تحقق. وربما يكون المكسب الوحيد في هذا اللقاء هو عودة الخطورة للمهاجم باسم مرسي الذي ظهر بمستوي يختلف تماما عن مستواه في ناديه الزمالك, فبعد صيام طويل امتد لشهور خاصم خلالها الشباك, فك باسم العقدة في بلاد طيبة ونجح في تسجيل هدف برأسه وصنع ركلة جزاء أهدرها مؤمن زكرياوشكل نوعا ما خطورة علي مرمي المنتخب الليبي خلال25 دقيقة شارك فيها في الشوط الثاني. أما ما أفسد الشكل العام وحول المباراة الدولية لمباراة أشبه بمباريات الاعتزال هو كثرة التبديلات التي اتفق عليها المنتخبان ووصلت إلي ستة تغيرات لكل منتخب, بالإضافة إلي حالة التنافر الواضحة ما بين مؤمن زكريا وباسم مرسي وتعمد كلاهما عدم التمرير للآخر وخروج كهربا غاضبا علي تغيره. وفيما يتعلق بالنواحي الفنية للقاء فيمكن القول إن الشوط الأول الذي بدأه المنتخبان بطريقة رقمية واحدة هي1/3/2/4 كان أفضل فنيا من الشوط الثاني, حيث دفع كوبر بعبدالله السعيد في مركز لاعب الوسط المدافعبجوار إبراهيم صلاح علي غير العادة, وتبادل كهرباومؤمن زكريا الجانبين الأيمن والأيسر بعرض الملعب ودخل أيمن حفني في العمق كثيرا لمساندة مروان محسن المهاجم الوحيد, وخلال هذا الشوط تعددت الهجمات علي مرمي محمد نشنوش حتي جاء الهدف الأول عن طريق المدافع علي جبر إثر ضربة ركنية. ويبدأ الشوط الثاني بعدة تغيرات أثرت علي الأداء حتي نجح باسم مرسي في تعزيز الفوز مستغلا تمريرة محمد ناصف واختراقه للجبهة اليسري. وكان أبرز ما في هذا الشوط إهدار مؤمن زكريا لركلة جزاء احتسبها جريشة في الدقيقة77 وارتطمت بالقائم, مقابل فرصتين للخضر عن طريق المعتصم المصراتي انقذهما أحمد الشناوي قبل نهاية اللقاء. كوبر سعيد بالتجارب ويشكر لاعبيه أكد كوبر أنه وقف علي مستوي عدد من اللاعبين حيث سيكون أكثر تركيزا في اختياراته للمعسكر القادم قبل مبارتي نيجيريا, وفي ذات الرد قال المدير الفني أنه يحتاج لمعسكر طويل للتغلب علي الإجهاد الذي أصاب اللاعبين من ضغط مباريات الدوري القوية, وأعرب عن رضاه التام عن الأداء أمس قائلا لقد كنا أفضل كثيرا نجحنا في تعويض الخسارة غير المتوقعة أمام الأردن. التشكيل مصر: أحمد الشناوي- محمد هاني- علي جبر- أحمد حجازي- صبري رحيل- إبراهيم صلاح- عبد الله السعيد- مؤمن زكريا- أيمن حفني- محمود كهربا- مروان محسن. ليبيا: محمد نشنوش-- طلال فرحات-- طارق الجمل-- أحمد التربي-- مؤيد القريتلي-- عبد المعين خماح-- منصور البركي-- ربيع اللافي-- فيصل البدري-- محمد الطبال-- محمد الغنودي. من أسوان الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي كان علي رأس كبار الشخصيات التي شاهدت المباراة من الملعب ومعه اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان والدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان وللواء عمر ناصر مدير الأمن, بالإضافة إلي أعضاء مجلس النواب عن المحافظة, الوزير انصرف من الملعب برفقة المحافظ قبل نهاية اللقاء. -- العنصر النسائي كان حاضرا وبقوة في ستاد أسوان لمؤازرة المنتخب الوطني. -- لاعبو المنتخب الوطني الأول والجهاز الفني أدوا صلاة الجمعة أمس بالمسجد الجامع بمدخل المدينة, وعقب الصلاة تجمع المصلون حولهم لالتقاط الصور التذكارية. --أحمد الشناوي كان أول لاعبي المنتخب نزولا للملعب وتبعه المهدي سليمان بصحبة أحمد ناجي مدرب حراس المرمي, الشناوي قوبل بعاصفة شديدة من التصفيق تحية له وتبعه اللاعبون دفعة واحدة وسط هتاف الجماهير التي شغلت جميع مقاعد الإستاد. -- لقطة طريفة شهدتها الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع من المباراة عندما احتسب الحكم الدولي جهاد جريشة ضربة حرة لصالح المنتخب الوطني فأعتقد أحد صبية الملاعب أن المباراة انتهت فاندفع إلي وسط الملعب لمصافحة باسم مرسي ولم ينتبه جريشة لذلك واستمر اللعب وقام مرسي باحتضان الصبي وأخرجه في هدوء. 10 دقائق من الرعب بسبب الغاز وكأنه مشهد من أحد أفلام الرعب, عاشت الجماهير في ستاد أسوان لحظات صعبة بدأت في الدقيقة26 من عمر اللقاء عندما بدأت أدخنة من الغاز تتجه ناحية سماء الملعب من الجانب القبلي. في البداية اعتقد الحضور أن هذه الأدخنة ربما تكون حريقا بإحدي العمارات السكنية المحيطة بالإستاد, ولكن ما هي إلا لحظات وفوجئ الملعب بلاعبي المنتخبين المصري والليبي يجرون بأقصي سرعة نحو غرف الملابس ومن خلفهم الأجهزة الفنية وطاقم الحكام لتتوقف المباراة وسط حالة من اللغط والارتباك الشديد, فلم يكن أحد يعلم ماذا يجري خارج أسوار ستاد أسوان. في الملعب ظهر هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني وهو يعدو خلف لاعبيه, وفي الجانب الليبي لم يختلف الحال ولكن كانت السرعة الهائلة التي خرج بها اللاعبون والجهاز الفني ملفتة للنظر جدا, فهم معتادون علي مثل هذه الأحداث في ليبيا الشقيقة أما في المدرجات, فقد أثبتت جماهير الدرجتين الثانية والثالثة قوة شخصيتهم وحبهم لمصر وظلوا متواجدين علي مقاعدهم يهتفون لمصر دون أن يتحركوا أو يعيروا للحدث أي اهتمام, وتأثر كبار الشخصيات بالغاز الطبيعي وفي مقدمتهم الدكتور أحمد الشيحي وزير التعليم العالي أحاط به حرسه الخاص وخرج مسرعا, واللواء مجدي حجازي محافظ أسوان كانت دموعه تسيل من تأثير الغاز, وجمال علام ورجال الجبلاية. وبعد حالة من الجدل حول أسباب إطلاق الشرطة لهذا الغاز وبعد أن اطمأن اللواء عمر ناصر مدير الأمن علي الموقف بنفسه, تبين أن مجموعة من الجماهير لا تتعدي بضعة مئات قد حاولت الدخول لمشاهدة المباراة بعد انطلاقها, في الوقت الذي كانت فيه المدرجات مكتظة وممتلئة عن آخرها بالجماهير, وحاول رجال الأمن إقناع الجماهير بذلك في هدوء, إلا أنهم أصروا علي رأيهم فتوجهوا ناحية إحدي العمارات السكنية بالقرب من الإستاد وقاموا برشق القوات بالحجارة فاضطر أحد الضباط لإطلاق قنبلة مسيلة للدموع لتفريقهم دون أن يقدر خطورة الموقف في هذه المباراة الدولية ودون أن يتوقع أن الرياح ستحمل هذا الغاز الرهيب إلي الملعب ليتوقف معه اللقاء ويعود مرة أخري بعد15 دقيقة. خافيير يغيب عن المؤتمر الصحفي من الملعب إلي غرفة الملابس ثم إلي فندق الإقامة, كانت تعليمات المدير الفني الإسباني خافيير كليمنتي للمنتخب الليبي الذي غادر ستاد أسوان خلال20 دقيقة. ونسي الإسباني أن هناك مؤتمرا صحفيا سيعقد بعد المباراة,حيث ظل مراقب المباراة اللواء عبد الجابر أحمد علي يبحث عن أي مسئول في البعثة الليبية دون جدوي, كما بقي الصحفيون داخل قاعة المؤتمر في انتظار وصول المدير الفني للمنتخب الليبي وانصرفوا بعد أن علموا أن الأشقاء قد غادروا الملعب. العودة إلي القاهرة عاد المنتخب الوطني الأول إلي القاهرة صباح اليوم بعد أن أنهي معسكره التدريبي بمدينة أسوان الذي أقيم لمدة5 أيام وتخلله مبارتان دوليتان أمام المنتخبين الأردني والليبي واستقل المنتخب رحلة الطيران الأولي التي أقلعت من مطار أسوان في السادسة صباحا.