رغم المنافسة الشرسة والقوية مع فنون الهند والصين وروسيا وتايلاند، نجحت التنورة المصرية الراقصة والمبدعة فى انتزاع السباق منهم جميعا، حيث صفق جمهور عروض هذه الدورة من مهرجان سورين للفلكلور الدولى الحادى عشر، للفنان محمد صلاح راقص التنورة المصرى، طويلا وهو يتابع بدهشة وافتتان لفاته ولفتاته الحركية الصعبة وربما المستحيلة عليهم، كما عبر مئات التايلانديين الذين شاهدوا فقرة التنورة التى تقدمها فرقة رضا للفنون الشعبية ضمن رقصاتها المعروفة كالعصاية وبنات بحرى والملاية اللف وغيرها. واللافت أن المهرجان هذا العام جمع تحت سقف واحد الأصدقاء والأعداء جنبا إلى جنب فى دورته الحالية التى انطلقت فى الرابع عشر من يناير وتنتهى فى السادس والعشرين من الشهر نفسه، وهم: مصر وإسرائيل وتركيا وروسيا، فى إشارة إلى أن الفنون والثقافة تستطيع أن توحد وتجمع من فرقتهم السياسة. وليس بعيدا عن هذا بل ربما نتيجة له وتنفيذا لرؤية ثقافية لدى إدارة هذا المهرجان يمكنك تلاحظ بوضوح مشهدا من مشاهد الإنسانية الطازجة التى لم تسممها الحياة العصرية، إنسانية بلا تصنع أو افتعال، حتى إنك تجد المواطن التايلندى يعيش حالة رضا وسعادة تضفى على وجهه نورا وبهاء قلما تلقاه فى بقاع شتى من بلدان العالم المتقدم والمتأخر على السواء، ربما يعود هذا إلى طبيعة الحياة ونظام الحكم وانتشار الأخلاق البوذية التى تحض على التواضع والبذل والعطاء والاحترام الذى يصل إلى حد التقديس سواء للحاكم أو للطبيعة ومن ثم لكل من يحاكيها من الرجال والنساء. المهم أن فرقة رضا للفنون الشعبية التى تمثل مصر لأول مرة فى هذا المهرجان لم تكن أبدا مناسبة للمشاركة فيه نظرا لأن ما تقدمه من استعراضات وفقرات لا يتناسب مع طبيعته من ناحية فضلا عن أن هذه الفرقة من ناحية أخرى ليس لديها الجلد والرغبة للنجاح المشرف فى مثل هذه المحافل الدولية التى تبرز القوة الناعمة لمصر، وهذا يتطلب توافر شروط أساسية لاختيار هذه الفرقة الفنية أو تلك لتمثيل مصر فى الأنشطة الدولية المختلفة أولها وأهمها على الاطلاق الانضباط فى المواعيد بداية من النوم والاستيقاظ مبكرا والحرص على المشاركة الإيجابية التى تقدم صورة ملائمة عن الثقافة والمجتمع المصرى، ثم الانخراط فى التدريب على تعلم اللغات الأجنبية كى تتمكن هذه الفرق من بناء جسور التواصل والتبادل الفنى والثقافى مع الفرق الفنية الأخرى.