ألقي اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية كلمة بمناسبة احتفالات عيد الشرطة ال64 في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء, وعدد من قيادات الدولة ورجال الشرطة. وأشار عبد الغفار خلال كلمته إلي دور رجال الشرطة في تأمين الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التي اتفقت عليها القوة السياسية خلال ثورة30 يونيو والي مجهودات وتضحيات رجال الشرطة في الحرب علي الإرهاب. وتضمنت كلمة وزير الداخلية: بكل معاني الترحيب, وعميق الإجلال والتقدير, يسعدني ويسعد جميع رجال الشرطة.. تشريفكم سيادة الرئيس.. والحضور الكريم في احتفال هيئة الشرطة بعيدها.. بذكري الخامس والعشرين من يناير. إنه يوم تتجسد فيه مشاعر الفخر والكرامة والتضحية, ليس لدي أعضاء هيئة الشرطة فحسب, بل لدي كل مصري ينتمي لتراب هذا الوطن العظيم, والذي يتضاءل من أجله كل الغالي والنفيس. أنه يوم نسترجع فيه من ذاكرة التاريخ وحاضر الأمة أياما خالدة لبطولات عظيمة يسطرها رجال الشرطة المصرية كل يوم بأحرف من نور, وهم يخوضون أشرف المعارك,ويجودون بأرواحهم الطاهرة, من أجل عزة وكرامة وطنهم وسلامة شعبه وأمانه. أيام علموا فيها المعتدي الغاصب, معني وقيمة الدفاع عن الأرض والعرض والإيمان بالله, وأعطوا دروسا في الوطنية والفداء فنال ما قدموه من تضحيات جسام احترام وتقدير الشعب. إنها ليست ذكري تتجدد فيها أسمي معاني التضحية فحسب بل تتواصل من خلالها مسيرة أجيال متتالية تضرب أروع الأمثلة, من أجل ترسيخ دعائم الدولة, ومواجهة أي محاولات للعبث بمقدراتها, أو النيل من سلامة بنيتها الاجتماعية واستقرار وسلامة أراضيها... ولقد أرادت مشيئة الله أن تأتي هذه الذكري وقد ارتفعت إلي عنان السماء أرواح المزيد من أبطال الشرطة الذين نحتسبهم عند ربهم شهداء ليسطروا بدمائهم الزكية تاريخا متواصلا من التضحية والفداء. السيد الرئيس السيدات والسادة لقد مضت مصر في عهدكم سيادة الرئيس نحو غد أفضل, ومستقبل واعد, بعد أن تم إنجاز خارطة رسمت الطريق نحو مسار التطور والتحديث, وإعادة بناء الدولة الحديثة, والتي كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس لولا حكمتكم, ودعم ومساندة شعب مصر العظيم لكم. وها نحن قد وصلنا, بحمد الله وتوفيقه,إلي ملامح آفاق المستقبل المشرق بإذن الله تعالي, عقب أن تحقق الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق, وأضحي لدينا مجلس جديد للنواب جاء من خلال انتخابات حرة نزيهة شهد لنزاهتها وشفافيتها الجميع, وقد اضطلعت خلالها الشرطة المصرية إلي جانب قواتنا المسلحة الباسلة بدور محوري وفاعل لتأمينها وتمكين كل الأطراف من ممارسة دورهم الذي حدده الدستور. وقد أسهم ذلك الاستحقاق الثالث, والذي جاء بعد صدور الدستور الجديد, وعقب التفاف المصريين خلف خطواتكم الوطنية الموفقة واختياركم في إجماع أكد مدي وطنية ووعي هذا الشعب, وإدراكه الفطري للمخاطر التي تدفعه للتآزر عند الشدائد في نسيج واحد, وإرادة لا تتزعزع. نؤكد أن هذه الخطوات جميعها, ساهمت في دعم البناء الديمقراطي لركائز المؤسسات الدستورية للوطن, وأكدت بقوة مدنية الدولة, ورسخت دعائم ومقومات قدراتنا في كافة المجالات. السيد الرئيس الحضور الكريم لقد تفاقم الإرهاب في الأعوام الأخيرة وأصبح يمثل ظاهرة ليست محلية أو إقليمية فحسب, بل تعدي إلي آفاق العالمية, وذلك كمحصلة للصراعات والاضطرابات الدولية, التي تهيئ المناخ له ليترعرع ويستفحل, ويجنح من خلال سلوك إجرامي وإرهابي خسيس تتبناه عناصر تهدد أمن الشعب, وتنعطف لاتجاهات تزعزع استقرار وأمن دول العالم, وترتكب جرائم ضد الإنسانية تروع الآمنين وتدمي ضمائر الأمم. ورغم كل ما نواجهه ونقدمه من تضحيات, فإننا نؤكد لسيادتكم أننا سنظل إلي جانب أشقاءنا ورفقاء الدرب بالقوات المسلحة الباسلة في خندق واحد نتصدي لهذا الخطر الداهم ببسالة وقوة, ونقف له بالمرصاد لإجهاض مخططاته الهدامة, ولن تنال هذه الجرائم الإرهابية الدنيئة, من إرادة دولة بعراقة مصر, تأصلت في وجدان شعبها قيم نبذ العنف والإرهاب وسنتصدي له بكل جسارة, مهما كانت التحديات وبلغت التضحيات, ولن يهن عزم رجال الشرطة ولن يلين وسنمضي في مسيرتنا متسلحين باليقظة والحزم لإجهاض أي محاولات آثمة لنشر آفة الإرهاب علي أرض الكنانة. ويؤكد رجال الشرطة لسيادتكم أنهم أمناء علي رسالتهم التي شرفهم الوطن بحملها, وأنهم علي درب البذل والعطاء ماضون, مدركون جسامة التحديات, مضحون بأغلي ما يملكون من أجل غد أفضل. السيد الرئيس السيدات والسادة ورغم أن الجرائم الإرهابية ستظل الأشد تعقيدا, والأكثر خطورةعلي أمن المجتمع,إلا أن أعيننا, وبذات القدر, تتجه لمواجهة مخاطر الجرائم الجنائية والجرائم المنظمة عبر الحدود, التي تداخلت مع الإرهاب, وأصبحت تشكل مخاطر لها تداعياتها علي معطيات الأمن والاستقرار في ظل عالم يزداد اضطرابا, وسادته الصراعات. وغابت عن الكثير من أرجائه القيم والمبادئ الإنسانية, وهو ما أدركته الشرطة وواجهته بتحديث آلياتها وأجهزتها واندفعت في خطوات سباقة لتطوير منظومة وآليات العمل الأمني لتستوعب المواجهة مع هذه الأنشطة الإجرامية وهو ما أسهم في محاصرتها وتعقب مرتكبيها وتقديمهم للعدالة, الأمر الذي كان له انعكاس إيجابي علي تقليص حالات الانفلات التي ألمت بالوطن نتيجة للمتغيرات السياسية وتزكية اتجاه المجتمع للتعافي, واستعادة قدراته حتي يتمكن من تعزيز إمكانياته الاقتصادية ويوفر مناخا مستقرا يشجع علي الاستثمار ويجتذب رءوس الأموال إلي حركة السوق, مما يعزز من جهود التنمية الشاملة. السيد الرئيس السيدات والسادة الحضور وفي هذه المناسبة التاريخية أتقدم بأسمي معاني التقدير والاحترام لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رجالا قدموا في معارك الشرف والكرامة ضد الإرهاب الأسود والذود عن الوطن وأمنه واستقراره أغلي ما يملكون, من أنفسهم, وأرواحهم فداء لهذا الوطن رجالا هم أحياء عند ربهم يرزقون إنهم شهداء الشرطة والقوات المسلحة الباسلة فتحية عطره لأرواحهم جميعا. وستظل أبدا تضحياتهم ضياء هاديا لزملائهم يحذون حذوهم لا يهابون الموت في تواصل وعطاء لا يفتر ولا يتراجع من أجل عزة الوطن وصون كرامته وحفظ أمنه وستستمر ذكراهم فخرا لأبنائهم من خلفهم, ولن ننسي أبدا أسرهم وسيظلون دائما في بؤرة اهتماماتنا وفاء لهؤلاء الرجال الأطهار الأبرار وستظل الإرادة التاريخية التي يتمتع بها المصريون قيادة وشعبا وجيشا وشرطة عنوانا بارزا يؤكد وحدة نسيج الأمة المصرية, والتي كانت وستظل تلعب دورا محوريا رائدا بجغرافيتها وتاريخها عربيا وإقليميا ودوليا. السيد الرئيس الحفل الكريم أود أن أؤكد أن مصر ستبقي قادرة بعون من الله سبحانه وتعالي, في ظل قيادتكم الحكيمة وشعبها الأبي علي مواجهة التحديات الجسيمة, والتصدي للمخاطر والشرور التي تحيط بها. حفظ الله مصر أرض الكنانة وجنبها سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن, إنه علي ما يشاء قدير وجعلها وأهلها في رباط إلي يوم الدين إنه نعم المولي ونعم النصير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.